سيكو توري.. مناضل غيني من طراز فريد

alarab
حول العالم 17 يناير 2015 , 06:19ص
لعب أحمد سيكو توري دوراً هاماً في مسيرة التحرر الإفريقي وهو مولود في قرية فرانا في التاسع من يناير 1922 لعائلة مسلمة ودرس في المدرسة القرآنية ثم في المدرسة الفرنسية في كوناكري (العاصمة) وفصل منها بسبب نشاطه السياسي إذ قام بقيادة إضراب نظمه الطلاب ضد إدارة المدرسة مما اضطره لمواصلة دراسته الثانوية ثم العليا بالمراسلة.
بداية حياته العملية، كانت من خلال عمله موظفاً في مصلحة البريد في (كوناكري) عام 1941م، انضم بعد ذلك إلى «حزب التجمع الإفريقي الديمقراطي» الذي كان يتركز نشاطه في غربي إفريقيا، وهناك تعرف على بعض الشخصيات التي أصبح لها دور هام بعد ذلك في قيادة القارة الإفريقية، إلا أنه لم يجد هناك الراحة، نظراً لقبول البعض هناك مسألة التعاون مع الفرنسيين.
فكانت عودته إلى غينيا وإنشاء «الحزب الديمقراطي» بها، والذي حرص فيه على أن يضم مختلف شرائح المجتمع الغيني على اختلاف ثقافاتهم وطبقاتهم، وكان غرضه الأساسي من ذلك، أن يضرب فكرة «الصفوة المثقفة»، والتي نَمَت تحت أعين الاستعمار، والمدينة له بثقافتها (الفرنسية).
دفع به نشاطه النقابي سريعاً إلى دائرة الضوء السياسية بعدما رأس العمل النقابي في 1945، ثم أصبح سكرتيراً عاماً لاتحاد نقابات عمال غينيا. انتخب سيكو توري عضواً في المؤتمر التأسيسي لحزب التجمع الإفريقي الديمقراطي وفي 1947 أسس الحزب الديمقراطي الغيني لتحقيق الاستقلال الوطني وقد تمكن سيكو توري خلال نضاله في عام 1953 من إجبار الاستعمار الفرنسي على تطبيق قانون العمل في غينيا إثر إضراب استمر «73» يوماً.
في 1956 انتخب نائباً في الجمعية الوطنية الفرنسية ممثلا عن غينيا وأصبح رئيساً لغينيا في مثل هذا اليوم الثاني من أكتوبر 1958، وخلال حكمه قاد الشعب الغيني بنزاهة وإخلاص وظلت الجماهير تسانده في كل مراحل المحن والشدائد.
رفض سيكو توري الاندماج الذي دعا إليه الجنرال ديجول في 1958 وفعل الشيء نفسه مع السوفييت عندما طرد سفيرهم من غينيا العام 1961؛ لأنه رأى في الحضارة الإفريقية الأصيلة والحضارة الغربية شخصيتين مختلفتين تماماً، وأن أي محاولة لإيجاد مجتمع مصطنع التركيب عن طريق المزج بينهما ليس سوى محاولة تتعارض مع الواقع لقد كان سيكوتوري أحد الوجوه التحررية البارزة في إفريقيا مع الزعماء عبدالناصر ونكروما وباتريس لومومبا.
حصل سيكوتوري على العديد من الجوائز اعترافاً بدوره المتميز في القارة السمراء منها جائزة لينين للسلام في مايو 1961 وقلادة النيل من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أثناء زيارته لمصر في 1961 والدكتوراه الفخرية في التاريخ الإسلامي من جامعة الأزهر الشريف تقديراً لدوره وكفاحه ضد المستعمر في القارة الأفريقية.