

استطاع ديشامب المدير الفني للمنتخب الفرنسي الوصول لنهائي كأس العالم بكل جدارة واستحقاق للمرة الثانية على التوالي في تاريخ مميز يسطره هذا المدرب الكفء بطل المونديال السابق، نستطيع القول إن ديشامب اجبر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على التجديد معه واستمراره بفضل النتائج المحققة في المونديال، فقبل انطلاقة البطولة كان الاتفاق يسير بتولي زين الدين زيدان المسؤولية عقب نهاية كأس العالم، خاصة أن عقد ديشامب سينتهي بعد المونديال وهناك قرار بعدم التجديد والاستعانة بخبرات زيدان خاصة بعد الخروج من كأس الأمم الأوروبية الأخيرة على يد سويسرا بجانب النتائج السلبية في دوري الأمم الأوربية، ولكن النتائج المحققة والوصول للنهائي في كأس العالم قطر 2022 جعلاه يجدد العقد حتى 2024، ولهذا فإن استمراره مستحق بالفعل، ويتطلع المُدرب الفرنسي ديديه ديشامب إلى مُعادلة الرقم القياسي المُسجل باسم الإيطالي فيتوريو بوتسو الذي تُوّج بلقب كأس العالم مرتَين مع مُنتخب بلاده في نسختَي 1934 و1938، ليكونَ الوحيد الذي فاز باللقب مرتين كمدرب عندما يلاقي المنتخب الأرجنتيني.
إعلان الاستمرار
كان إعلان الاستمرار على رأس القيادة الفنية من قبل المدرب بعد الوصول لنصف النهائي، حيث قرر الاستمرار حتى يورو 2024 والاستجابة لرغبة نويل لو جريت رئيس اتحاد الكرة الفرنسي الذي رحب باستمرار المغامرة التي بدأت قبل 10 أعوام وبالتحديد منذ عام 2012.
تحدي الإصابات
لم ينظر المدرب لحجم الإصابات التي لحقت بمنتخب الديوك قبل المونديال، وكانت الشكوك تحوم حول قدرة المنتخب الفرنسي على تكرار إنجاز مونديال روسيا في قطر أو حتى الوصول للأدوار المتقدمة لكن المدرب ديدييه ديشامب جعل فريقه يتجاوز عائق الإصابات ويجد الحلول سريعا، حيث خاض المنتخب الفرنسي البطولة بدون أعمدة مهمة يأتي في مقدمتهم أفضل لاعب في العالم كريم بنزيمة وبول بوغبا، ونغولو كانتي، ومايك مينيان، وبريسنيل كيمبيبي وكريستوفر نكونكو ولكنه رغم ذلك وصل للنهائي.
المونديال كلاعب ومدرب
يعد ديشامب من الأسماء التي لديها تاريخ كبير، حيث حقق كأس العالم كلاعب ومدرب، كلاعب في نسخة 1998 كقائد الديوك بعد الفوز في النهائي على البرازيل بثلاثية دون رد، وكمدرب النسخ الماضية في روسيا بعد الفوز على كرواتيا برباعية مقابل هدفين ولذلك يطمح أن يحققه للمرة الثانية على التوالي كمدرب والثالثة في تاريخه بشكل عام.
فك العقدة
من الأشياء الجميلة التي نجح بها المدرب هو فك عقدة البطل الذي كان يودع الدور الأول في النسخ 3 الماضية، البداية في نسخة 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا خرج منتخب إيطاليا من دور المجموعات وفي بطولة 2014 ودع أيضا بطل نسخة 2010 وهو المنتخب الإسباني ، وفي نسخة 2014، حصد منتخب ألمانيا كأس العالم ولكنه ودع في 2018 ولكن فرنسا هذه النسخة لم تودع من الدور الأول بل وصلت للنهائي.

الفرنسي راندال: نطمح للاحتفاظ باللقب
أكد راندال كولو مواني لاعب المنتخب الفرنسي أن حلمه بالتأهل لنهائي المونديال وتسجيل الأهداف مع منتخب بلاده قد تحقق في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، مشيراً إلى أن طموح منتخب بلاده في البطولة هو الاحتفاظ باللقب الذي حققه في النسخة الماضية (روسيا 2018).
وقال مواني في تصريح صحفي، إن سعادته بالتأهل تفوق فرحته بإحرازه الهدف الثاني في مرمى المغرب في الدور نصف النهائي، واصفا المواجهة التي فازت فيها فرنسا (2 - صفر) بالقوية والصعبة.
وأضاف اللاعب الذي حل بديلا لعثمان ديمبلي في المباراة: «عليك أن تكون مستعدًا للدخول في أي وقت.. أعتقد أن المدرب يعلم أننا جميعا على استعداد للمشاركة وتقديم أفضل ما لدينا».
وتابع: «هل كنت أحلم بإحراز هذا الهدف قبل ستة أشهر؟ بالطبع لا.. حتى قبل 10 سنوات.. المشاركة مع المنتخب وإحراز الأهداف كان حلم طفولتي».

غريزمان: سنلعب بواقعية أمام الأرجنتين
أكد انطوان غريزمان مهاجم المنتخب الفرنسي أن مهمة منتخب بلاده في المباراة النهائية ببطولة كأس العالم قطر 2022 لن تكون سهلة على الاطلاق مشددا على أن الجميع يسعى لبذل قصارى جهده للاحتفاظ باللقب.
وأضاف اللاعب: نحن سعداء ونشعر بالفخر بعد أن تمكنا من العبور إلى المباراة النهائية وهي للمرة الثانية على التوالي بعد أن كانت السابقة قبل أربع سنوات في النسخة التي أقيمت في روسيا وتوجنا بها. وقال مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني: علينا أن نواصل التركيز لأقصى درجة، وهو السبيل لملامسة هدفنا.
وتابع غريزمان الذي توج بلقب أفضل لاعب في المباراة: المنتخب المغربي قدم مباراة قوية، ولكن الشجاعة التي تحلى بها الجميع والرغبة في الفوز أبقت التقدم لصالحنا حتى صافرة النهاية، وبلا شك نحن واثقون من قدرتنا على المواصلة على نفس المنوال وصناعة التاريخ بالوصول إلى اللقب للنسخة المونديالية الثانية على التوالي.
وأضاف: كان يتوجب علينا أن نقاتل كي نحقق الفوز وهذا ما حدث، وقد نجحنا بذلك، وسعينا كي لا نتعرض لهدف مبكر وحافظنا على الهدوء، والآن سنواجه الأرجنتين ونملك القدرة على تحقيق هدفنا وإسعاد الجماهير الفرنسية في كل مكان.
وأوضح غريزمان المنتخب المغربي أبهرني وقد عرفنا كيف نتعامل مع الضغوط التي أوجدها خلال أحداث المباراة وساعدنا الهدف المبكر في ذلك، ولا بد من أن نشيد بأداء المنتخب المغربي الذي قدم مستوى كبيرا سواء في دور المجموعات أو حتى في الأدوار الاقصائية، وكذلك نحن نخوض بطولة رائعة، وهدفنا هو اللقب رغم صعوبته. سعيد لأنني هنا وهذا ليس سهلا. المستوى مرتفع، وبلوغ النهائي يعد أمرا رائعا.
وأعرب غريزمان عن تفاؤله في المواجهة المقبلة أمام المنتخب الأرجنتيني في ظل المعنويات المرتفعة التي تسود أجواء المنتخب وكذلك الروح العالية إلى جانب الجاهزية البدنية لجميع اللاعبين.