بحاح: العصا موجودة لمواجهة عصيان الحوثيين

alarab
محليات 16 ديسمبر 2015 , 01:52ص
اسماعيل طلاي
أكد دولة المهندس خالد محفوظ بحاح نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس مجلس الوزراء أن محادثات جنيف التي بدأت أمس بين السلطة الشرعية والمتمردين الحوثيين هدفها استعادة الدولة وتحقيق السلام في البلاد، محذرا من «أن العصا ستظل موجودة» في حال عدم استجابة الحوثيين لقرارات الشرعية الدولية.

ودعا معاليه إلى قراءة المشهد اليمني بطريقة مختلفة واحتواء اليمن في المحيط الخيلجي حتى لا تستطيع أي قوة إقليمية في المستقبل أن تؤثر في السياسات اليمنية، محذّرا من أن بقاء اليمن خارج هذا المحيط سيسبب المزيد من الكوارث».

وألقى معالي نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمني السيد خالد بحاح صباح أمس محاضرة أمام طلاب جامعة قطر حضرها رئيس الجامعة الدكتور حسن الدرهم، ونوابه وعمداء الكليات وعدد كبير من رجال الصحافة والإعلام؛ حيث تناول معاليه في محاضرته الوضع الراهن في اليمن وتداعياته يمنيا وخليجيا ودوليا، ونبّه نائب الرئيس اليمني في محاضرة له، في إطار زيارته الحالية لدولة قطر بأن مباحثات السلام التي بدأت في جنيف أمس لن تكون سهلة، وقال: «رغم التفاؤل إلا أن المحادثات لن تكون سهلة حسب تجربتنا مع الميليشيات الحوثية، لكننا حريصون على السلام ونحن كدولة مسؤولون عن هذا الشعب ومسؤولون حتى عن هذه الميليشيات وهذه العقليات التي تشكلت في ظروف معينة».

وأضاف: «الوفد الحكومي في جنيف الآن وهو يتمتع بروح وطنية عالية وهدفه تحقيق ما لم يتحقق في جنيف1، ونسعى بقدر ما نستطيع للوصول إلى حلول سلمية ولكن ستظل العصا موجودة لتحقيق ما لم يتم تحقيقه في المحادثات».

واتهم دولة المهندس خالد بحاح الحوثيين بإجهاض جنيف1، وقال: «اتجهنا لجنيف قبل ستة أشهر بنية صادقة لتحقيق السلام لكننا كنا في واد، والحوثيون في واد آخر، فأضعنا فرصة للسلام كانت ستجنب اليمن الكثير من المآسي وتحقن الكثير من الدماء».

وتابع «نبدأ اليوم جنيف2 من أجل استعادة الدولة ومرجعيتنا القرارات الدولية وأهمها القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية» مضيفا «هذه المرجعيات أمور إيجابية تساعدنا على الانتقال إلى مرحلة سياسية، ولكن قبلها يجب استعادة الدولة وتسليم السلاح وعودة السلطة الشرعية إلى صنعاء».

ومضى إلى القول: «مستقبل اليمن يتشكل في محادثات جنيف2، إذا كانت هناك نية صادقة للوصول إلى حل، ونستطيع بناء على ذلك استئناف العملية السياسية من حيث توقفت».

وفي معرض حديثه عن عاصفة الحزم، قال المهندس خالد بحاح: إن التدخل الخليجي في اليمن لم يكن متوقعا على الإطلاق، مضيفا «كان في مخيتلنا أن الأمور ستسير على الوضع الذي فرضه الحوثيون إلى حين ولم يتخيل أو يحلم أحد حتى في العالم العربي أن يتم التدخل لإنقاذ اليمن». وأكد أن التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية يمثل منعطفا جديدا يدخل في إطار المنظومة الخليجية والأمن القومي العربي،كما اعبتره أهم حدث على الصعيد اليمني والعربي والإسلامي، وقال: «إن التحالف العربي أعاد إلينا الأمل في استعادة الدولة من أيدي الميليشيات، ولم يكن هناك أمل في استعادتها بعد سيطرة الحوثيين على كل مفاصل الدولة».

وشدد نائب الرئيس اليمني على أن الأهم الآن هو ما بعد الحرب، داعيا إلى تضافر كافة الجهود من أجل البناء وإحداث تنمية حقيقية في اليمن الذي مزقته الحروب طيلة السنوات الماضية.

ودعا دولة المهندس خالد بحاح إلى احتواء اليمن في المحيط الخليجي حتى لا يكون مطمعا لقوى إقليمية، قائلا: «المطلوب الآن قراءة المشهد اليمني بطريقة مختلفة واحتواء اليمن في المحيط الخيلجي حتى لا تستطيع أي قوة إقليمية في المستقبل أن تؤثر في السياسات اليمنية «، منبها بأن بقاء اليمن خارج هذا المحيط سيسبب المزيد من الكوارث».

وكان نائب الرئيس اليمني استهل حديثه بعرض شامل لتاريخ اليمن الحديث منذ مطلع القرن العشرين، وأهم الثورات والأنظمة التي حكمت اليمن شمالا وجنوبا، مرورا بالثورة اليمنية في العام 1962 ثم انقسام اليمن إلى شمالي وجنوبي، فالوحدة اليمنية عام 1990 التي وصفها بأنها «كانت مطلب الجميع، لكن الأساس السياسي للوحدة لم يكن متينا» مرورا بحرب الانفصال وإعادة الوحدة بالقوة، وحروب الحوثيين مع حكم الرئيس علي عبدالله صالح، ودخول الجماعات المتطرفة إلى اليمن، وما شهده اليمن من تردٍّ اقتصادي واجتماعي بفعل غياب وحدة الرؤية والهدف أمام أبناء اليمن الواحد، وهي تراكمات جعلت موارد اليمن الاقتصادية تسوق بشكل سهل لانهيار الدولة فيما بعد، وعلق بحاح قائلا: «لقد عاش اليمن 50 عاما من حقبة عنيفة».

وأشار إلى تردي الوضع الاقتصادي في اليمن في ظل الصراعات السياسية والحروب المتكررة ومنها حرب صيف 94 والحروب الستة مع الحوثيين بين عامي 2004 و2009 وصولا إلى الأحداث التي شهدتها البلاد منذ العام 2011، مبينا أن معدل دخل الفرد في اليمن نتيجة لهذه الأوضاع وصل حاليا إلى 325 دولارا .

د. الدرهم: قطر في مقدمة الركب لنجدة أشقائها لنيل حقوقهم كاملة
أكد الدكتور: حسن الدرهم رئيس الجامعة في كلمته الترحيبية بنائب الرئيس اليمني أن جامعة قطر تسعى ومنذ نشأتها إلى أن تكون حاضرة في كل اللحظات الهامة من تاريخ أمتها ووطنها، و أضاف الدكتور الدرهم، قائلا : «لا يخفى عليكم جميعا ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية اليوم من تحديات جمة فرضت واقعا جديدا على منطقتنا وإقليمنا، وجعلت من الطبيعي أن يتم التعامل معها بما تستحقه من اهتمام من قبل صناع القرار والشعوب.

ولذلك فإن دعوتكم اليوم وتشريفكم جامعتنا لهو خير دليل على أنكم تتحملون روح المسؤولية وشرف الأمانة وتقومون بدور رائد وفاعل في خلق واقع جديد لأمتنا، وسيكون لما ستتحدثون به اليوم من أفكار واقتراحات دور كبير في رسم ملامح المرحلة.

وأكد الدكتور الدرهم أن هذا الاهتمام من قبل جامعتنا بطرح قضايا المنطقة على بساط البحث ومناقشتها مع صناع القرار يأتي انسجاما مع توجهات دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، في أن تكون قطر في مقدمة الركب لنجدة أشقائها بكل الوسائل المادية والمعنوية لنيل حقوقهم كاملة والحفاظ على دولنا مستقلة القرار مهابة الجانب ، فما يحصل في اليمن أو في أي قطر عربي شقيق هو همٌّ نشعر به ونتفاعل معه في قطر لأن ماضينا وتاريخنا ومستقبلنا واحد.

وأشاد الدكتور الدرهم بمواقف قادة دول مجلس التعاون من الأزمة الخليجية من خلال موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وإخوانه قادة مجلس التعاون، وشعوبهم الملتحمة معهم وبقية دول التحالف العربي؛ حيث هبوا جميعاً لنصرة إخوانهم والشرعية في اليمن العزيز.

وقال: إن عاصفة الحزم جسدت ملحمةً سيخلدها التاريخ للأجيال القادمة، فلقد اختلط الدم بالدم، وتلاحمت شعوب الخليج بالشعب اليمني على أرض اليمن لتحريره ممن بغى واعتدى وابتغى سبيل الظلم والطغيان، وقدّمت دول الخليج خيرة أبنائها صوناً للحق وانتصاراً للمظلوم، ليس آخرها شهداؤنا بالأمس الشهيد العقيد الركن عبدالله السهيان قائد القوات الخاصة السعودية، والشهيد العقيد سلطان الكتبي من الإمارات العربية المتحدة، الذين لحقوا بركب الشهداء من إخوانهم من اليمن والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وباقي دول التحالف.

إن هذه الملحمة تُجسد أننا في دول الخليج والجزيرة العربية همّنا واحد، وأمننا جزء لا يتجزّأ، كالجسد الواحد إذا اشتكى عضوٌ تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى.