141 قتيلا حصيلة مجزرة طالبان بمدرسة للجيش الباكستاني

alarab
حول العالم 16 ديسمبر 2014 , 07:06م
أ ف ب
شنت حركة طالبان الباكستانية الثلاثاء واحدا من اكثر هجوماتها دموية على مدرسة يؤمها ابناء الجنود، فقتلت 141 شخصا على الاقل منهم حوالى مئة تلميذ.


وانهى الجيش بعد ظهر الثلاثاء العملية اثر معارك استمرت سبع ساعات مع ستة مهاجمين ارسلتهم حركة طالبان الباكستانية للانتقام من الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش منذ يونيو على معاقلها في المناطق القبلية المجاورة.


وهذا هو الهجوم الاكثر دموية في البلاد منذ أكتوبر 2007 عندما وقع اعتداء في كراتشي (جنوب) اسفر عن 139 قتيلا لدى عودة رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو الى البلاد.


وقد شنت طالبان خلال سبع سنوات مئات الهجومات التي حصدت اكثر من سبعة الاف قتيل في انحاء البلاد.


وذكرت مصادر متطابقة ان الهجوم بدأ في الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (5,30 ت غ) عندما هاجم ستة عناصر مقنعين من طالبان المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة وعلى تخوم المناطق القبلية.


وكان في المدرسة حوالى 500 تلميذ تتراوح اعمارهم بين 10 و 20 عاما. وقال محمد خراساني المتحدث باسم طالبان لوكالة فرانس برس "ان مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا واطفالنا، كما تم اعتقال الالاف من المقاتلين وافراد عائلاتهم واقربائهم. لقد طلبنا تكرارا بان يوقفوا هذا الامر".


واضاف "في مواجهة تصلب الجيش اضطررنا لشن هذا الهجوم بعدما تحققنا من ان اولاد عدة مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة".


وتابع "اردنا ان نجعلهم يشعرون بمعاناتنا والى اي حد من المؤلم رؤية احباء يرحلون. ان عائلاتهم يجب ان تبكي مواتاها مثلما فعلنا".


وقال شهود في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، ان انفجارا قويا هز المدرسة الرسمية للجيش وان مسلحين دخلوا من صف الى اخر واطلقوا النار على التلاميذ.


وسارع الجيش الذي ينتشر بكثافة في هذه المدينة التي دائما ما يستهدفها المتمردون الى التدخل وتبادل مع المتمردين اطلاق النار حتى بعد الظهر.


وقبل ساعة من انتهاء الهجوم، اعلن وزيران محليان ظهرا ان الحصيلة ارتفعت الى 130 قتيلا. وقد ترتفع الحصيلة لان السلطات تحدثت ايضا عن 25 مصابا بجروح خطرة.


وخلال بعد الظهر، كان الجيش يعلن تقدم قواته كلما قتلت قوات الامن عناصر من المجموعة او عمدوا الى تفجير السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها.


وقبيل الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي (13,30 ت غ) اعلنت الشرطة انتهاء الهجوم ومقتل ستة مهاجمين. وقال المسؤول الكبير في الشرطة عبدالله خان لدى خروجه من المدرسة ان "العمليات القتالية قد انتهت، ويقوم رجالنا ببسط الامن في المنطقة".


واضاف "عثر على جثث ستة ارهابيين"، مشيرا الى انتهاء الهجوم. وكان الجيش اعلن قبل ذلك انه يقوم "بانهاء" العملية".


وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه "المأساة الوطنية" التي ارتكبها "وحوش" وقرر التوجه الى مكان وقوعها للاشراف بنفسه على العملية وهو امر نادر في بلد اعتاد على الهجمات التي تشنها طالبان.


واضاف "هؤلاء الاطفال هم اولادي، البلاد في حداد وانا في حداد".


وقد اعلنت حركة طالبان الباكستانية التي انشئت في 2007 وتضم عددا كبيرا من الفصائل الاسلامية الجهاد ضد الحكومة الباكستانية للتنديد بتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.


وهاجمت المجموعة المسلحة التي تريد ايضا تطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد، مئات المدارس الرسمية في السنوات الاخيرة وحاولت في 2012 قتل ملالا يوسفزائي الشابة الناشطة من اجل تعليم البنات.


ومن بريطانيا حيث باتت تعيش، انتقدت ملالا "الاعمال الوحشية والجبانة" التي تقوم بها حركة طالبان. وقالت "لقد حطم قلبي هذا العمل الارهابي الذي لا معنى له والذي ارتكب عن سابق تصور وتصميم في بيشاور".


واضافت "ادين هذه الاعمال الوحشية والجبانة وابقى الى جانب الحكومة والقوات المسلحة الباكستانية" في "جهودهما المحمودة" لادارة الوضع.


واضافت "يجب الا يستهدف هذا الارهاب اطفالنا الابرياء في مدارسهم، لكننا لن ننهزم ابدا".


وفي ردود الفعل ايضا، دانت الهند الثلاثاء بشدة الهجوم. ووصف رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الهجوم في بيشاور شمال غرب باكستان بانه "عمل متهور لا يمكن وصف وحشيته".


وعبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن "صدمته وذهوله لرؤية اطفال يقتلون لمجرد انهم ذهبوا الى المدرسة".


كما وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بانه "خسيس".


وقال طلعت مسعود الجنرال المتقاعد في الجيش والمحلل الامني ان الهجوم هدفه "اضعاف عزيمة الجيش".


واضاف "انه تكتيكي واستراتيجي. ان المتمردين يعلمون انهم غير قادرين على ضرب عصب الجيش وليس لديهم القدرة لان الجيش في كامل جهوزيته". وتابع "لذلك اختاروا هدفا اخر يترك اثرا نفسيا كبيرا".


والمناطق القبلية الخاضعة لحكم شبه ذاتي كانت لسنوات تشكل ملاذا للمتمردين الاسلاميين من مختلف المجموعات بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان وكذلك لمقاتلين اجانب من اوزبكستان ومن الاويغور.