التقرير يظهر إمكانات واعدة في مجالي الأورام والأمراض النادرة
شارك العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية من مختلف الدول في جلسة نقاشية افتراضية بعنوان «الطب الدقيق - مقاس واحد لن يكون مناسباً للجميع»، والتي عُقدت كجزء من فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» الافتراضي 2020، في إطار مساعي مؤسسة قطر الرامية لتعزيز الأفكار والممارسات القائمة على الأدلة في مجال الرعاية الصحية.
وقد تخلل هذه الجلسة إصدار تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست، بعنوان «هل هناك تحسّن؟ الوفاء بوعد الطب الدقيق». ويناقش تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية الذي صدر تحت رعاية مؤسسة قطر، ما يعد به الطب الدقيق في المستقبل، وما يقدمه الآن، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بتطبيقه على نطاق أوسع في الأنظمة الصحية الكبيرة.
ويبشّر الطب الدقيق في مساعدتنا على فهم التركيب البيولوجي لكلّ فرد بعينه، ودراسة أدق تفاصيله، وبالتالي تحديد الأمراض التي قد يكون الإنسان عرضة للإصابة بها وراثياً، وإمكانية تحييدها وراثياً، ومعرفة الأورام أو العوامل المسببة للأمراض لدى مريض معين، وكيف من المرجح أن يستجيب لعلاج ما دون آخر.
يشير التقرير إلى أن مجال الطب الدقيق، الذي لا يزال قيد التطوير، قد أظهر إمكانات واعدة خاصة في مجالي الأورام والأمراض النادرة.
وقدّم كذلك فهماً أوضح للأورام الوراثية، مما ساعد على تطوير علاجات أكثر فعالية، خاصة لسرطان الرئة والثدي. أما بالنسبة للأمراض النادرة، فقد اختصرت دراسة التسلسل الجيني فترة التشخيص من سنوات إلى بضعة أشهر، بل وإلى أسابيع في بعض الأحيان.
وقال ديفيد همفريز، الرئيس العالمي للسياسة الصحية في وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست: «ركزت دراستنا بشكل كبير على الوعود التي طال الحديث عنها حول رعاية صحية أفضل، وأدق، وأكثر استمراراً. وكان اهتمامنا ينصب حول محورين مهمين، الأول: التكامل، وضمن هذا التوجه الذي يضع المريض في دائرة الاهتمام، والثاني: فكرة العائد على الاستثمار، وإثبات قيمة الطب الدقيق. والحديث هنا يطول عن النفقات التي يقللها الطب الدقيق، لكن هناك أدلة على ذلك».
ويلمح التقرير إلى أن التحدي الأكبر قد يكون تشكيل قوى عاملة بمقدورها تقديم الطب الدقيق للمرضى، بالإضافة إلى دمج المتخصصين، مثل علماء الوراثة، والمستشارين الوراثيين، والبيانات، في نظام الرعاية الصحية الحالي.
بدوره، أوضح الدكتور وليد قرنفلة، مدير البحوث السياسات في مؤتمر «ويش»: «يتناول موجز السياسات الذي قمنا بصياغته الاستراتيجية والسياسات، والتي تشمل التناغم بين مختلف الجهات، ودمج الطب الدقيق في الرعاية الصحية الأولية؛ لذا فإن الحل في رأينا هو تقديم توصيات براغماتية وعملية تنطبق على هذا المجال في دولة قطر وغيرها من دول العالم».
وضمت الجلسة الدكتور فيكتور دزاو، رئيس الأكاديمية الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية، والدكتور سعيد إسماعيل مدير برنامج قطر جينوم، والدكتور وليد قرنفلة مدير البحوث والسياسات في مؤتمر «ويش»، والدكتور لطفي شوشان البروفيسور في وايل كورنيل للطب - قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وديفيد همفريز الرئيس العالمي للسياسة الصحية في قسم ممارسات الرعاية الصحية لوحدة الاستخبارات الاقتصادية.
وفي معرض حديثه عن جهود برنامج «قطر جينوم» في السنوات الخمس الماضية، قال الدكتور سعيد إسماعيل: «كما هو الحال مع أي عملية تعلّم، تكون البدايات بطيئة وصعبة. حيث قضينا في السنوات الخمس الأولى الكثير من الوقت والجهد في إنتاج البيانات وتوفيرها للباحثين. وقد وصلنا الآن مرحلة يمكننا عندها تسخير هذا الكم الهائل من البيانات للانتقال من البحث إلى التطبيق السريري».