الشراكة التعليمية بين الولايات المتحدة وقطر قوية
محليات
16 نوفمبر 2015 , 09:02ص
دانا شيل سميث
لقد كان من دواعي سروري الترحيب بالسيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية ميشيل أوباما قبل أسبوعين في قطر، فمن وقت لآخر يزور مسؤولون رفيعو المستوى من الحكومة الأميركية دولة قطر، ولكن هذه الزيارة كانت مختلفة، فالسيدة أوباما زارت قطر لتشجيع تعليم الفتيات، وهذه قضية قريبة إلى قلبي وهي أيضا قضية سياسة خارجية حاسمة بالنسبة لي ولزملائي في وزارة الخارجية الأميركية.
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وحكومة قطر ناصروا وشجعوا التعليم من خلال مبادرات مؤسسة قطر مثل «التعليم فوق الجميع» ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز». إن زيارة السيدة أوباما أعطتنا فرصة فريدة لتعزيز نقاشاتنا والبحث عن سبل جديدة للتعاون لضمان وصول التعليم لجميع الأطفال في أصقاع العالم.
ومن حسن الطالع أن زيارة السيدة أوباما جاءت كمقدمة لأسبوع التعليم الدولي الذي سيحتفل به خلال الفترة من 16 نوفمبر إلى 20 نوفمبر. وقد استشهدت السيدة أوباما بالإحصائية المهولة، حيث إن 62 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم لا تتوفر لهن فرص التعليم، ودعت إلى تحرك دولي للتعامل مع المعوقات التي تواجه الفتيات عالميا في حصولهن على التعليم.
نحيي خلال هذا الأسبوع -على وجه الخصوص- جهود وإنجازات دولة قطر الواسعة في مجال التعليم والتزامها في التعليم لجميع الأطفال في جميع أنحاء العالم.
ومن المناسب أيضا في رأيي الاحتفال بالعمل الرائد الذي قامت به دولة قطر لتعزيز تعليم الفتيات، كنت فخورة باصطحاب السيدة الأولى أوباما إلى المدينة التعليمية حيث تخرجت 53 طالبة في العام الماضي من الجامعات الأميركية، والجدير بذكره أن عدد الفتيات على الصعيد الوطني يقدر بـ%64 من إجمالي طلاب الجامعات في قطر، وهي إحصائية مثيرة للإعجاب وتستحق الثناء.
ترأست على هامش مؤتمر القمة العالمي للابتكار في مؤتمر التعليم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر والسيدة أوباما مائدة مستديرة مع نخبة قادة من ثماني دول في مجال تعليم الفتيات لمناقشة الحلول -بناء على البلد- لإلحاق الفتيات بالمدرسة، وتحدث خلال هذه المناقشة نشطاء متميزون في التعليم وأيضا حائزون على جائزة نوبل، عن كيفية زيادة حجم مشاريع التعليم للفتيات في البلدان في جميع أنحاء العالم، وكذا دور الجهات الدولية المانحة ووكالات المعونة في دعم هذه مبادرات التعليم للفتيات.
وبما أننا نعيش أسبوع التعليم الدولي، أحث كل واحد منا على المحافظة على هذا الزخم والاحتفال بهذه المشاريع والشراكات التي تروج للتعليم ولنبحث عن فرص جديدة لنضمن مستقبل صحي ومشرق للأطفال في العالم.
ويسرني بفخر القول إن الشراكة التعليمية بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة قطر قوية، بالإضافة إلى ستة جامعات أميركية في المدينة التعليمية، انخرطت الولايات المتحدة ومؤسسات قطرية في عدد لا يحصى من الأبحاث وبرامج التبادل الثقافي الدولي التي أفادت المجتمع الأميركي والمجتمع القطري أيضا.وأحد هذه المشاريع هو «برنامج الرحالة العالمي، ربط الثقافات واستكشاف العلوم» برعاية السفارة الأميركية في قطر، وهو يطلع طلاب المدارس الثانوية في قطر على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) ويزودهم بالمعرفة اللازمة لإيجاد حلول عالمية لقضايا البيئة والطاقة المحلية من خلال التعاون والتبادل المرئي مع نظرائهم في المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأميركية، وأيضا برنامج «فولبرايت» وهو برنامج آخر يرعى طلابا أميركيين وأجانب وأكاديميين لتبادل الخبرات التعليمية في جميع مجالات البحث والدراسة.
وقد رعت حكومة الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2010 ما يقرب من 20 طالبا بين الولايات المتحدة الأميركية ومؤسسات قطرية، وذلك ضمن برنامج فولبرايت، ونحن نتطلع إلى توسيع نطاق البرنامج في السنوات القادمة. وهناك أيضا الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر والذي قام برعاية عشرات المنح البحثية وجمع بين المؤسسات الأميركية والقطرية، وفي الواقع أعلن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي مؤخرا عن منحة بحثية مشتركة بين جامعة حمد خليفة وكلية طب وايل كورنيل في قطر تتركز حول أبحاث سرطان الثدي.
لنا الشرف بأن عدد الطلاب القطريين الذين يختارون الولايات المتحدة الأميركية كوجهة للتعليم العالي في تزايد، في هذا العام منحت السفارة الأميركية في قطر تأشيرات لـ1480 طالبا وطالبة للدراسة في الجامعات الأميركية، وتعتبر الدراسة في الخارج تجربة حياة فريدة، ويسعدنا دائما التواصل مع الخريجين القطريين الذين درسوا في الكليات والجامعات الأميركية وكذلك القطريين الذين شاركوا في برامج التبادل الثقافي.
لدينا صفحة الفيسبوك (facebook.com/usembassyqatar) تعرض على مدار الأسبوع لمحات من بعض خريجينا، ونحن أيضا مسرورون لرؤية المزيد والمزيد من الطلبة الأميركيين الذين يأتون إلى قطر ضمن التبادل الأكاديمي، ونحن نعمل بجد لتشجيع الطلاب الأميركيين لاختيار دولة قطر كوجهة للدراسة في الخارج.
على الرغم من كل هذه الجهود والإنجازات لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. من المشجع أن نعرف أن دولا مثل قطر تستثمر الكثير من الوقت والجهد والتمويل في المبادرات التعليمية العالمية. وخلال خطاب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في قمة وايز تأثرت عندما كنت أسمعها تقول في مواجهة أزمة التعليم في العالم إنها «لا تزال تأمل»، أنا أيضا آمل أن نتمكن معا من تمكين الأفراد والمدارس والدول كي تكون محفزات لتحويل كل طفل.
? سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في قطر