الأعلى للصحة: شفاء المصابين بفيروس الإنفلونزا الموسمية

alarab
محليات 16 نوفمبر 2015 , 08:32ص
الدوحة - العرب
أكد المجلس الأعلى للصحة، أن معدل نشاط فيروسات الإنفلونزا الموسمية ضمن المعدلات الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، حيث يزيد نشاطها مع قدوم وخلال فصل الشتاء، وقد تم تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس الإنفلونزا الموسمية «AH1N1» خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، إلا أنها لا تشكل طارئة وبائية تستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية للمكافحة، كما أن أغلب الحالات كانت خفيفة إلى متوسطة وقد شفي معظم الذين أدخلوا للمستشفى بسبب هذا المرض في الأسابيع الأخيرة.

وقال المجلس، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده أمس بمشاركة مؤسسة حمد الطبية والمجلس الأعلى للتعليم: «إنه وفقا للمعلومات الطبية والقرائن الوبائية الموثقة فإن إنفلونزا «AH1N1» لم تعد بنفس خطورتها التي عرفت بها وقت ظهورها قبل ستة أعوام، حيث تتفاوت أعراض المصابين بها بين خفيفة دون أن تحدث أعراضاً تذكر لدى أغلب المصابين، إلى متوسطة الشدة، إلا أن القليل من الحالات التي تعاني من ضعف المناعة قد تتعرض لمضاعفات شديدة مما يؤدي إلى الوفاة.

وأشار إلى أنه يقوم بالتعاون مع شركائه في القطاع الصحي منذ عام 2012 بمراقبة نشاط فيروسات الإنفلونزا على امتداد العام عبر برنامج مراقبة الأمراض الانتقالية التابع لإدارة الصحة العامة بالمجلس والمركز الوطني للإنفلونزا بمؤسسة حمد الطبية، كما أن قطر عضو ضمن شبكة من الدول تتعاون مع منظمة الصحة العالمية في تبادل المعلومات الوبائية والنتائج المخبرية الخاصة بالإنفلونزا، بهدف تعزيز القدرة على رصد مدى انتشار هذه الفيروسات والتنبؤ بأي تغيير في السلالات الجينية مما قد يشكل بداية لتفشيات وبائية على المستوى الوطني أو العالمي وهو ما يعرف بالجائحة، ولضمان التنسيق الأمثل بين الجهات المعنية بهذا الخصوص تم تشكيل فريق عمل مشترك من المجلس الأعلى للصحة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والمجلس الأعلى للتعليم، ويعمل فريق العمل المشترك على تعزيز الوقاية من المرض بدءاً بالتوعية الصحية بالمدارس، تليها بقية قطاعات المجتمع، ومواصلة ترصد حالات الإنفلونزا والحالات الشبيهة بالإنفلونزا، ومروراً بتدريب الكوادر الصحية تدريباً تنشيطياً على احتياطات مكافحة العدوى وتبليغ الحالات المشتبهة والبروتوكول الموحد لمعالجة الحالات المؤكدة، وإتاحة المعلومات بشكل دوري للجمهور باعتبار السلطات الصحية المصدر الصحيح للمعلومات والأخبار الصحية الموثقة.

وتقدم المجلس بالشكر لوسائل الإعلام لجهودها البارزة في توعية الرأي العام، خصوصاً أنهم شركاء أساسيون في إيصال المعلومة الصحية الصحيحة.

من جانبه، أكد المجلس الأعلى للتعليم، حرصه على صحة وسلامة الطلاب والمعلمين بجميع المدارس في الدولة، مبيناً أن الإجراءات الصحية الخاصة بالأمراض الانتقالية تتم بالرجوع إلى المجلس الأعلى للصحة.

وأشار إلى أنه سوف يتم عقد ورشة تدريبية يوم الثلاثاء القادم للممرضين والممرضات في المدارس لتعميم الإجراءات الوقائية لمكافحة الإنفلونزا في المدارس وآلية التعامل مع الحالات.

ويتوافر التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية لتغطية جميع الفئات المستهدفة وأهمها الأطفال في سن «6 أشهر إلى 5 سنوات» والسيدات الحوامل وكبار السن «أكبر من 65 عاماً» والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تضعف المناعة مثل السكري وأمراض القلب والكلى والسرطان والأمراض الرئوية المزمنة.

بدورها، تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، على اتخاذ الإجراءات المناسبة لمقابلة الطلب على التطعيم، كما تقوم المراكز الصحية بفرز الحالات المشتبهة وتبليغها لإدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة حسب الدلائل الإرشادية المتفق عليها، مع مراقبة التزام الفرق الطبية بمعايير واشتراطات مكافحة العدوى، كما توفر اهتماماً خاصاً بالمراجعين المصابين بأمراض مزمنة، كما يتم التعاون بين القطاعين العام والخاص بهذا الخصوص.

ويذكر أن التطعيم بمصل الإنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة بالعديد من سلالات الفيروس كما يقلل من شدة الأعراض إذا حدثت العدوى بسلالات أخرى ضمن عائلة فيروسات الإنفلونزا A، وبالرغم من نجاح المصل في كسر حلقة التفشي الوبائي للمرض، إلا أنه لا يغني عن إتباع السلوكيات الصحية المتمثلة في المداومة على تغطية الأنف والفم بالمنديل عند العطس أو السعال وغسل اليدين بالماء والصابون وترك مسافة نحو متر واحد على الأقل بين الشخص الذي يعاني من أعراض الحمى والسعال أو الرشح والبقاء في المنزل عند الشعور بهذه الأعراض لتجنب نشر العدوى في الأماكن العامة، كما ينصح بالذهاب للطبيب في حال شدة الأعراض للحصول على العلاج المناسب مع إرشادات العناية المنزلية بمريض الإنفلونزا، علماً بأن الإنفلونزا هي مرض معدي يصيب الجهاز التنفسي نتيجة للإصابة بفيروسات الإنفلونزا، وتتراوح الإصابة بفيروسات الإنفلونزا ما بين الخفيفة والحادة وقد تؤدي الإصابة أحيانا إلى الوفاة، وتنتشر الإنفلونزا عن طريق الرذاذ عند السعال أو العطس أو أثناء الكلام، وفي بعض الأحيان قد تتم العدوى عن طريق لمس الأسطح أو الأجسام الملوثة بفيروس الإنفلونزا ومن ثم لمس العيون أو الفم أو الأنف، ويمكن للعدوى أن تنتقل حتى قبل ظهور أعراض الإنفلونزا وكذلك عند ظهور الأعراض، وتتراوح الفترة الزمنية من يوم واحد قبل ظهور الأعراض وحتى 5-7 أيام بعد ظهور الأعراض، وقد يستمر نقل العدوى لفترة زمنية أكثر عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة.

وتختلف الإنفلونزا من موسم لآخر ولا يمكن التنبؤ بمدى شدتها وهذا يعتمد على عدة عوامل منها: «نوع الفيروسات السارية وكمية اللقاح المتوافرة ومتى يكون اللقاح متوافراً وعدد الأشخاص الذين أعطوا اللقاح ومطابقة اللقاح المتوافر مع الفيروس المسبب للإنفلونزا».

وهناك بعض الأشخاص أكثر تعرضاً لمضاعفات الإنفلونزا مثل كبار السن والأطفال صغار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة «الربو ومرض السكر وأمراض القلب»، ويمكن أن تتسبب الإنفلونزا في المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي البكتيري، والتهابات الأذن، والتهابات الجيوب الأنفية، والجفاف «فقد السوائل»، وتفاقم الأمراض المزمنة «قصور القلب الاحتقاني والربو ومرض السكر» وتتمثل الطريقة الأفضل للوقاية من الإنفلونزا في الحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام.