أشاد عدد من الكتاب والمثقفين بالخطاب التاريخي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد الرابع لمجلس الشورى أمس الثلاثاء، مؤكدين في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن خطاب سموه جاء شاملا ومتكاملا، واتسم بالصراحة والوضوح والحرص على وحدة وترابط المجتمع القطري. وأجمعوا على أن الخطاب يكرس لثقافة المشاركة الشعبية المنطلقة من رؤية واحدة فضلا عن مكاشفة الخطاب للشعب في كثير من القضايا الدولية والمحلية.
مريم الحمادي: الخطاب يكرِّس للمواطنة المتساوية
قالت الأستاذة مريم ياسين الحمادي، كاتبة في مجال الهوية الوطنية القطرية، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح مجلس الشورى، يعكس عدة أبعاد تتعلق بالتحولات السياسية والدستورية في دولة قطر، ويُظهر رؤية القيادة الحكيمة نحو تحقيق التوازن والعدالة في المجتمع القطري. وأضافت أن الخطاب يكرس قيم الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية.
وتابعت الحمادي: جاء الخطاب مؤكدا حرص سموه على الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية، فقد شدد سموه على “وحدة الشعب” والمواطنة المتساوية وهذا أيضاً إدراك عميق وحكمة للحفاظ على التماسك المجتمعي، خاصة في ظل التحولات السياسية، فجمع سموه الإرادة الصلبة والحكمة، وكما هي قيادتنا دائماً، مصدر قوتهم في القيم الثابتة ومكارم الأخلاق، والتواضع خاصة. وأضافت: سموه دائماً يرسم خارطة طريق للمرحلة القادمة، تبدأ بمراجعة التعديلات الدستورية، بعد مناقشة التعديلات في مجلس الشورى، ثم طرحها للاستفتاء الشعبي لمشاركة المواطنين في صناعة القرار.
وأشارت إلى الدور الكبير للمواطنين في المرحلة التالية، للمشاركة بفاعلية في طرح مقترحات تراعي المصلحة العامة وبعدها المشاركة في الاستفتاء، بمشاركة واعية والتفكير في الأبعاد الوطنية والمصلحة العامة، إلى جانب دور الحكومة للعمل على تعزيز القيم الوطنية وترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية في كل الإجراءات والسياسات التي تتخذها.
فالح العجلان الهاجري: تعزيز لُحمة المجتمع
أكد سعادة السيد فالح العجلان الهاجري مستشار في وزارة الثقافة، أن خطاب حضرة صاحب السمو، جاء شاملا ووافيا ومتكاملا برزت فيه مصداقية القائد مع شعبه سواء على المستوى المحلي أو الدولي، فقد أوضح سموه بأننا بحاجة إلى تعديلات بعض المواد الخاصة بمجلس الشورى للعودة إلى التعيين من خلال آلية تتفق مع الدستور لأن الشعب جميعا يسعى إلى اللحمة الوطنية وأن التجربة السابقة قابلة للتعديل بما يضمن مصلحة الوطن وهذا ما وجدناه من حرص أمير البلاد المفدى.
وأضاف سعادته: إن الخطاب اتسم بالمصارحة والمكاشفة في مختلف القضايا سواء السياسية أو الاقتصادية محليا ودوليا فقد ظهرت الدلائل الواضحة على ذلك في خطاب سموه حيث تأثير الحروب والنزاعات على الاقتصاد العالمي وبالتالي هناك انعكاسات بالفعل على كافة الأقطار ومنها دولتنا الحبيبة، ولكن دائما سمو الأمير يضع البوصلة الواضحة لخريطة طريق في الأحداث الدولية ورفض دولة قطر للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان.
د. حسن رشيد: وحدة وتماسك أبناء الوطن
الناقد الدكتور حسن رشيد قال إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تطرق إلى وحدة وتماسك أبناء الوطن وهو أمر لا جدال فيه خاصة أننا جميعا نعيش على أرض الوطن ونتمتع بنفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات، كما تطرق سموه إلى كثير من القضايا من أبرزها التعديلات الدستورية، لأن طرحت أسئلة طوال العام حول واقع مجلس الشورى ليحدد أمير البلاد المفدى التعيين في الشورى عبر آليات التغيير والتعديل الدستوري. وأضاف: «نجد في خطاب سموه الحرص كل الحرص على الوحدة الوطنية واللحمة بين أبناء الشعب جميعا لأن المواطنة هي الركيزة الأولى في تحقيق هوية المجتمع»، مؤكدا أن خطاب سموه حول التعديلات الدستورية يصب في مصلحة الوطن والمواطن فكان الخطاب واضحا وصريحا، فهو في خطابه يعزز دائما قيمة الوطن والمواطن.
إيمان الكعبي: درس في علم الاجتماع السياسي
الكاتبة والإعلامية إيمان الكعبي مدير المركز الإعلامي القطري، قالت إن قرارات سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى دائما ما كانت قرارات تنم عن حكمة وبُعد نظر وعقلانية كبيرة في إدارة الملفات ومنها ما يتعلق بالطبع بالشأن الوطني والشعبي تحديدا. وأضافت: في اعتقادي.. أن خطابٌ صاحب السمو بالشورى يمثل درسًا في علم الاجتماع السياسي. وكيف يراعي قائدُ الوطن خصوصيات مجتمعه وشعبه في كل القرارات والرؤى لمصلحة الوطن، وهو في الوقت ذاته تأصيلٌ من سموه لصورة شعب قطر الراسخة كأسرة واحدة. وتابعت: من موقعي كمواطنة قطرية مخلصة لوطنها.. أقولها بكل اعتزاز.. دائما نجدد الولاء لك يا سيدي.
نجاة علي: رؤية إستراتيجية لتحقيق الطموحات
أوضحت الكاتبة نجاة علي أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ينم عن رؤية شاملة لحاضر مزدهر ومستقبل أكثر ازدهارا، كما أنه يرسم طريق مواجهة التحديات، ويضع رؤية إستراتيجية لتحقيق طموحات المواطن القطري. وأضافت أن طرح سمو الأمير بعض التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي، ما يدل على حرص الدولة على مشاركة المواطن في صنع القرار والمشاركة في رسم المستقبل. وأضافت أن الخطاب السامي أكد على مكانة قطر الرفيعة عالميا، وبيّن نهج سياستها الخارجية، كما أكد أن القضية الفلسطينية لم تغب يوما عن الموقف القطري الداعم للشعب الفلسطيني، وطالب بوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأبي. وأشارت إلى تأكيد خطاب سموه على ترسيخ الوحدة الخليجية وضرورة تعزيز التآخي والتضامن بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحقيق التكامل الاقتصادي بينها، وتعزيز ثقلها الإقليمي ونفوذها الدولي، وتقوية لحمتها الداخلية.
