الخور.. ذاكرة الغوص والقنص والرعي

alarab
الخور.. ذاكرة الغوص والقنص والرعي
محليات 16 أكتوبر 2020 , 01:39ص
إعداد: يوسف بوزية

كان أهل مدينة الخور يتلمّسون موطئ أقدامهم بجانب البحر، مصدر رزق الأجداد والآباء، حيث المراكب الصغيرة مشغولة بحمولات من أنواع السلع كافة، وحيث «المهنة السائدة» في قطر والخليج تحمل مشقات «الغوص على اللؤلؤ».. وكانت تشكّل عماد النشاط الاقتصادي الرئيسي في مدينة الخور والمنطقة برمتها حتى بدء استكشاف البترول.
كان عدد كبير من أهل الخور يعيشون على مهنة الغوص الذي كان يبدأ في الصيف، حين يترك الرجال أهاليهم، وينتهي في الشتاء، حيث تبدأ رحلة الصيد (القنص)، إلى جانب الغوص والتجارة الخارجية. أعداد قليلة كانت تعتمد على الرعي. بينما الآخرون يعتمدون على التجارة بما فيها المواد الغذائية والأنسجة. لم تُعرَف منطقة الخور بصناعة السفن رغم أنها تمتلك أسطولاً يضاهي في عدد سفنه ما تملكه مدينة الدوحة.

تأسست مدينة الخور في القرن الثالث عشر الهجري، أي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وتقع على الساحل الشرقي لشبه جزيرة قطر على خور يمتد داخل الأراضي القطرية قرابة 3 كم، وهي تبعد عن مدينة الدوحة حوالي 50 كم شمالاً، وكان يطلق على المنطقة في الماضي اسم خور شقيق.
في مطلع الخمسينيات حدث تحول واضح في نموذج وأسلوب الحياة الاجتماعية في الخور، نتيجة مجموعة من العوامل التي لعبت دوراً في عملية التغيير الاجتماعي في المجتمع القطري بصفه عامة، وانعكست على القرى والمدن، وأهمها التحول الاقتصادي وبداية استغلال النفط، حيث انصرفت القوى العاملة في الخور عن مهنة الغوص إلى مهن ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بالنفط.