صناعة الألومنيوم الخليجية تحوز %15 من الإنتاج العالمي
حوارات
16 أكتوبر 2012 , 12:00ص
الدوحة - نور الحملي
محمد النقي هو أحد أعمدة الصناعة في الوطن العربي وركيزة أساسية في تطوير قطاع الألومنيوم الهام على مدار سنوات مضت. تخرج النقي من المدرسة الملكية للهندسة العسكرية بالمملكة المتحدة، كما درس في الأكاديمية العسكرية هناك، وحصل على دورة صناعية في معهد الدراسات الاجتماعية بلاهاي، كما حصل على ماجستير الإدارة الصناعية من الولايات المتحدة الأميركية، وهو مؤسس ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي للألمونيوم «عربال»، الذي ستستضيفه الدوحة الشهر المقبل.
ساهم النقي في تطوير صناعة الألومنيوم في منطقة الخليج والشرق الأوسط على مدار نحو 30 عاماً، من خلال دعواته المتواصلة لعقد اجتماعات تضم خبراء هذه الصناعة في المنطقة، مما أثرى هذه الصناعة بالمزيد من الخبرات والتطور على مدار ثلاثة عقود، منذ تأسيسه المؤتمر العربي للألومنيوم عام 1983.
وفي حوار مع «العرب» أكد النقي أن صناعة الألومنيوم في منطقة الخليج أصبحت في مرتبة متقدمة بعد النفط والغاز، مشيراً إلى أن الأولى استوطنت في المنطقة بشكل ملحوظ وأصبحت التكنولوجيا المستخدمة في هذه الصناعة متوفرة.
وتحدث النقي عن أهم التحديات التي تواجه هذه الصناعة في المنطقة، بالإضافة إلى رحلته عبر ثلاثة عقود في المساهمة في تطوير صناعة الألومنيوم في الخليج والشرق الأوسط، وكذلك توقعاته لهذا القطاع الهام خلال السنوات المقبلة، فإلى الحوار:
بداية، لماذا وقع اختياركم على دولة قطر لاستضافة مؤتمر «عربال» هذا العام؟
- إن ألومنيوم قطر هي أحد أعضاء مؤتمر عربال، وقد جرت العادة أن تتم استضافة المؤتمر من قبل الأعضاء بشكل سنوي وتباعاً، وبما أن دولة قطر شهدت نمواً ملحوظاً في اقتصادها خلال السنوات الأخيرة، خاصة على صعيد صناعة الألومنيوم، من خلال تأسيسها شركة «ألومنيوم قطر» التي وضعت أقدامها على الطريق الصحيح في هذه الصناعة، وأثبتت اهتمامها الكبير بتطويرها كجزء من استراتيجية الشركة، ومن هذا المنطلق تقدمت الشركة بطلب لاستضافة مؤتمر «عربال» لهذا العام لأول مرة في قطر.. ونحن سعداء بعقد مؤتمر رواد صناعة الألومنيوم في دوحة العرب العاصمة القطرية.
ما مدى أهمية مؤتمر «عربال» بالمقارنة بباقي المؤتمرات العالمية المتخصصة في هذه الصناعة؟
- مؤتمر «عربال» أصبح مشهور عالمياً، نظراً لمصداقية الجهة التي تنظم المؤتمر، والتي لا ترغب في ربح من وراء هذا التنظيم –كغيرها من الجهات التي تسعى للربح من عقد مثل هذه المؤتمرات – فالمؤتمر أصبح يلاقي إقبالاً كبيراً من قبل خبراء الصناعة في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم، بحيث يمكنني القول بأن نحو %90 من الحضور في هذا المؤتمر هم خبراء من الشركات الدولية، بالإضافة إلى ذلك فإن أهمية مؤتمر عربال تنبع أيضاً من دوره الكبير في دعم الصناعات التحويلية والمرتبطة بصناعة الألومنيوم، وما إلى ذلك من فتح أبواب الفرص الاستثمارية ضمن القطاع الصناعي.
هل ترى أن هذه الصناعة أصبحت تلاقي اهتماماً من دول المنطقة، أم أن التركيز لا يزال ينصب على قطاعي النفط والغاز؟
- قطاع صناعة الألومنيوم لدى دول المنطقة بات من القطاعات التي تحظى باهتمام رسمي كبير وتستحوذ على حجم كبير أيضاً من خطط التوسع الصناعي والتخصصية والتميز، بالإضافة إلى استحواذها على الاستثمارات الموجهة أصلا نحو تنويع مصادر الإنتاج ومصادر الدخل لدى اقتصادات المنطقة، من خلال التركيز الكبير على القطاع الصناعي، والذي يعتبر أحد أهم متطلبات الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية التي تتوفر لدى دول المنطقة، وبالتالي فإن تطوير القطاع الصناعي بشكل عام وقطاع صناعية الألومنيوم بشكل خاص يعتبر بمثابة الاستثمار الأمثل لثروات الدول وإدخالها إلى عالم التأثير الصناعي والإنتاجي طويل الأمد.
وهل تتوافر لدى دول المنطقة التكنولوجيا اللازمة لهذه الصناعة؟
- إن صناعة الألومنيوم أصبحت من الصناعات ذات الكثافة الاستثمارية وذات مستوى تقني وتكنولوجي عال أيضا، ولا يمكن الحديث عن صناعة الألومنيوم دون الحديث عن التكنولوجيا الحديثة في كافة مراحل التصنيع والإنتاج، فامتلاك أساليب وتقنيات الإنتاج الحديثة وتحديثها باستمرار يعني وبشكل مباشر امتلاك قدرات وطاقات إنتاجية متطورة وإمكانية أفضل لإنتاج منتجات ذات جودة مرتفعة، وبالتالي القدرة على المنافسة لدى الأسواق الخارجية، وهذا هو الأساس للخطط التي يتم العمل على إنجازها فالتواجد والاستحواذ على حصص سوقية متزايدة سيبقى هدف كافة الشركات المنتجة والمصنعة للألومنيوم في المدى المنظور.
كم تقدر حجم صناعة الألومنيوم في دول الخليج؟
- في تقديري قد تستحوذ صناعة الألومنيوم في دول مجلس التعاون على نحو %15 من الإنتاج العالمي في العام 2020، فالقطاع أمامه فرص واعدة للتطور، وأتوقع أن دول المنطقة لديها الإمكانات اللازمة لتطويره.
بالعودة إلى مؤتمر «عربال»، هل يمكن أن تفيدنا بالهدف من وراء المؤتمر هذا العام؟
- مؤتمر عربال 2012 في الدوحة سيشهد حلقة نقاش خاصة حول تكنولوجيا صناعة الألومنيوم، نظراً للأهمية النسبية لهذا المجال، وفي الوقت الذي تعتمد فيه دول المنطقة ممثلة بقطاع صناعة الألومنيوم على نقل التكنولوجيا المتطورة للوصول إلى سقوف الإنتاج المستهدفة في أقصر وقت ممكن، وذلك لتلبية الطلب المحلي والإقليمي بالدرجة الأولى، ومن ثم الدخول إلى الأسواق العالمية، هذا وانتهجت شركات ومصانع إنتاج الألومنيوم سياسات توسعية على خطوط إنتاجها بالتوازي مع التوسع والنشاط العمراني الكبير، الأمر الذي تطلب إدخال كل ما هو جديد من تقنيات وتكنولوجيا حديثة للمساهمة في تحقيق أهدافها الإنتاجية والتوسعية رغم ما تواجهه من منافسة كبيرة على مستوى الجودة والأسعار من قبل الدول التي تمتلك مقومات الصناعة منذ زمن ليس بالقريب.
وتسعى إدارة شركات ومصانع الألومنيوم في المنطقة والعالم إلى بناء علاقات تعاون وشراكة دائمة مع كافة مصنعي ومطوري تقنيات صناعة وإنتاج الألومنيوم، فيما يتجه الاهتمام مؤخراً نحو الحصول على التكنولوجيا الأكثر ابتكاراً والأكثر تطوراً وذات علاقة بالحد من الهدر في التكاليف ومصادر الطاقة ومواردها، والذي يعتبر دليلاً على ارتفاع مستوى الكفاءة والموثوقية التي تتمتع به مصانع الألومنيوم وكفاءتها في الحفاظ على مصادر الطاقة اللازمة لكافة مستويات الإنتاج، والتي أصبحت تشكل الأساس الذي يعزز مستوى التنافسية للمنتجات لدى الأسواق العالمية.
والجدير ذكره هنا أن شركات الألومنيوم بحاجة وبشكل دائم إلى إيجاد حلول عملية فعالة تسهم في خفض تكاليف الإنتاج وبشكل خاص من الطاقة بهدف المحافظة على أعلى معايير الجودة العالمية المعتمدة في الإنتاج وما إلى هنالك من متطلبات تحسين التنافسية وفتح أسواق جديدة.
هل تفيدنا بنبذة عن تاريخ تأسيس المؤتمر ورحلة الثلاثة عقود من تطور الصناعة؟
- لقد انطلقت فكرة عقد مؤتمر عربي دولي للألومنيوم من الكويت، حيث انعقد المؤتمر العربي الأول للألومنيوم «عربال 83» في شهر أكتوبر 1983 بالكويت، بمبادرة من شركة ألومنيوم الكويت التي سعت بكل الجهد والإمكانات لهذا المؤتمر.
وفي المؤتمر الأول طلب المشاركون العرب عقد اجتماع خاص بهم على هامش المؤتمر، حيث اتخذوا خلاله قراراً باستمرارية انعقاد المؤتمر كل سنتين، ولتحقيق الاستمرارية تم تشكيل ما يسمى بسكرتارية عربال الدائمة، واختير السيد محمد علي النقي أميناً تنفيذياً لها وبعضوية ممثلين لكل من الإمارات، السعودية، مصر، الكويت، البحرين، الأمانة العامة لمجلس التعاون ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية.
واختيرت الكويت مقراً لسكرتارية عربال الدائمة، كما تم الاتفاق بين الجميع على أن تكون كافة الأنشطة وخلافها تطوعية، نظراً لعدم وجود اشتراكات أو رسوم يتم دفعها لمكتب السكرتارية، وعليه يتحمل أعضاء مكتب السكرتارية نفقات سفرهم وإقامتهم على حساب مؤسساتهم، كذلك المؤتمرات تتحملها الدولة المضيفة، وغالباً ما تغطي مصاريفها من رسوم الاشتراك في المؤتمر.
وعلى هذا الأساس توالى انعقاد المؤتمرات كل سنتين متنقلاً بين كل من القاهرة والمنامة والكويت ودبي، وتلاقي مؤتمرات عربال النجاح والإقبال، ويتزايد أعداد المشاركين في كل مؤتمر ما يقارب 450 مشاركاً من أكثر من 40 دولة.
وما أن تنتهي فعاليات مؤتمر عربال حتى يبادر مكتب السكرتارية في مباشرة خطوات واتخاذ الإجراءات التنفيذية لانعقاد المؤتمر الذي يليه، وذلك بالتعاون مع
الدولة التي ستستضيف المؤتمر التالي.
ويتم دعوة أعضاء المكتب للاجتماع بعد التشاور وتحديد موعد ومكان عقد الاجتماع الأول وخلاله تتشكل لجنة تحضيرية من المعينين في الدولة المضيفة بالتنسيق مع سكرتارية عربال الدائمة ويتم الاتفاق على مباشرة الإجراءات اللازمة لعقد المؤتمر.
ويتم دعوة مكتب سكرتارية عربال الدائمة للاجتماع على فترات بغرض إطلاعهم على التطورات والمستجدات التي تسبق انعقاد المؤتمر، ونظراً لتطور صناعة الألومنيوم في دول الخليج العربي، منها السعودية وسلطنة عمان وقطر بإقامة مصاهر جديدة في كل منها، لذا انضم للسكرتارية، ممثلاً عن صناعة الألومنيوم في المملكة العربية السعودية يمثلها شركة معادن، وممثلاً عن الصناعة في سلطنة عمان ويمثلها شركة صحار للألومنيوم، وممثلاً عن الصناعة في قطر يمثلها شركة ألومنيوم قطر، وآخر من أبوظبي تمثلها شركة الإمارات للألومنيوم.
وفي تاريخ 4 يونيو عام 2004 تم انضمام سكرتارية عربال الدائمة إلى مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في القاهرة، وهي إحدى المؤسسات التابعة لجامعة الدول العربية مع تغيير المسمى إلى المنتدى العربي للألومنيوم، أما حالياً فسكرتارية عربال الدائمة تتكون من، شركة دوبال-دبي، وألبا-البحرين، ومعادن-السعودية، ومصر للألومنيوم، وألومنيوم قطر، والصناعات الكويتية، وصحار للألومنيوم-عمان، وإيمال-أبوظبي.
* النقي في سطور
عمل النقي كمساعد آمر سلاح الهندسة بالجيش الكويتي في الفترة من 1965–1968، كما أسس ورأس مجلس إدارة شركة الصناعات الكويتية القابضة، وكان عضواً في الهيئة التدريبية لكلية الكويت العسكرية في الفترة من 1967–1968، وعضو لجنة ذكرى ربع قرن لمركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأميركية، وعضو مجلس الأمناء لمركز الدراسات العربية المعاصرة في الجامعة ذاتها في الفترة من 1988–1993، وعضو المكتب الاستشاري في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة الكويت في الفترة من 1994–1995، وعضو المكتب الاستشاري في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت في الفترة من 1996–1997.
وهو عضو دائم في المنتدى العالمي لحماية الطبيعة (WWF) منذ عام 1983، ومؤسس وعضو مداوم في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وعضو منتدى رجال الأعمال العرب، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الصداقة الكويتية–الأميركية منذ تأسيسها، ونائب رئيس الاتحاد العربي للصناعات الهندسية، وعضو جمعية التأمين الدولية (ألاباما) في الولايات المتحدة الأميركية، ورئيس اتحاد مصنعي وتجار الألومنيوم منذ عام 1995، ومؤسس وعضو مجلس إدارة الأكاديمية العربية للخدمات التعليمية، وعضو مجلس إدارة مجلس اتحاد رجال الأعمال العرب، ومؤسس ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي للألومنيوم (عربال) منذ 1983.
كما يشغل النقي حالياً منصب عضو مجلس إدارة شركة عبر الخليج للاستثمار القابضة، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة المدينة للخدمات المالية، وعضو مجلس إدارة الشركة العمانية الأوروبية للصناعات الغذائية، وعضو مجلس إدارة شركة اللجين، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة الشعيبة للصناعات الورقية، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة الصفاة للاستثمار، ونائب رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للمعادن الخفيفة، وقد حاز على وسام الأسد من جمهورية فنلندا.