

منذ الدقائق الأولى لمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انتشرت نظريات المؤامرة على الإنترنت، بعضها يتحدث عن مطلق نار «تحت أوامر» الرئيس جو بايدن أو «الدولة العميقة»، وبعضها يندد بـ «مسرحية مدبرة» لجعل الرئيس السابق بطلا.
وانتشر في هذا السياق على منصة «إكس» بعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، مقطع فيديو مصور عن قرب لامرأة «مشبوهة» تشارك في التجمع الانتخابي وهي ترفع لافتة كتب عليها «بايدن»، وصورة لعناصر جهاز الأمن يبتسمون وهم يحيطون بترامب لإخراجه من موقع الحادث، باعتبارها «أدلة» على أن محاولة الاغتيال «مدبرة» و»مخطط لها».
ويضج الإنترنت منذ التجمع في بنسلفانيا السبت الماضي بالشائعات، ولا فرق إن كانت العبارة الكاملة على لافتة المرأة تقول «جو بايدن، أنت مطرود» على غرار لافتات المشاركين الآخرين في التجمع، وإن كان تم إدخال تعديلات واضحة على صورة عناصر جهاز الأمن الرئاسي، على ما أظهرت تقصيات وكالة فرانس برس.
وانتشر مقطع فيديو لرجل يصوّر نفسه في سيارته، موحيا بأنه منفذ محاولة القتل، ولو أن عدة وسائل إعلام أمريكية اعتبرته خدعة.
ورأى الباحث في العلوم السياسية جوليان غيري أن حالة الهستيريا التي أحاطت بالحدث في عطلة نهاية الأسبوع ليست مفاجئة «في مثل هذا الظرف ومع شخص مماثل»، مضيفا أن «غياب نظريات المؤامرة هو الذي كان ليشكل مفاجأة، أو حتى وضعا شاذا».
وما يساهم في ظهور نظريات المؤامرة برأي الباحث أعداد الصور الملتقطة للحدث، من صور رسمية وصور هواة، والتي تعطي «إمكانية طرح خطاب بديل».
رجل مهدّد
وقال غيري إن محاولة اغتيال ترامب بحد ذاتها «تضفي مصداقية إلى فكرة أنه رجل مهدّد، أنه ربّما أراد أيضا شنّ معارك ضارية ضد القوات الخفية المزعومة، كـ (الدولة العميقة) على سبيل المثال».
وأشار الصحفي أنتوني مانسوي خبير أوساط نظريات المؤامرة الأمريكية، إلى «رد فعل لا يصدق في الوسط وبين الديمقراطيين» الذين سارعوا إلى التنديد بحادث مدبر مع انتشار وسم #staged (مدبّر). وأوردت حسابات لأنصار الديمقراطيين فور وقوع محاولة الاغتيال أن الدماء على وجه دونالد ترامب زائفة وأن الجهاز السري المكلف أمن الرئيس دبر الحادث بالتواطؤ مع ترامب نفسه.
وهذا يظهر بحسب مانسوي أن «لا أحد محصنا ضد تخيّلات نظريات المؤامرة».
تعاون في التحقيقات
على جانب آخر ذكر جهاز الخدمة السرية الأمريكي، أنه سيتعاون بالكامل مع إجراءات التحقيق التي أعلنها الرئيس جو بايدن وأعضاء بالكونجرس بعد إطلاق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب يوم السبت مما تسبب في إصابته.
وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه يحقق في الواقعة التي حدثت، السبت خلال تجمع انتخابي لترامب في ولاية بنسلفانيا باعتبارها محاولة اغتيال.
وقال بايدن أمس الأول الأحد، إنه أمر بإجراء مراجعة مستقلة، كما تعهد نواب جمهوريون بإجراء تحقيقات سريعة.
وفي أول بيان عقب إطلاق النار الذي أودى بحياة أحد المشاركين في التجمع الانتخابي قالت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل إن الجهاز يعمل على تعزيز إجراءات تأمين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي.