الصالون الثقافي يناقش الدراما التركية وتأثيرها في الدراما العربية
ثقافة وفنون
16 يونيو 2015 , 12:46م
الدوحة - قنا
ناقش الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث خلال ندوة خاصة قضية الدراما التركية وتأثيراتها في الدراما العربية وذلك في قاعة جاسم زيني بمقر الوزارة .
وقدم الدكتور عبداللطيف محمود أستاذ التعليم العالي وأستاذ الرواية والسيميائيات بجامعة الحسن الثاني بالمغرب خلال الندوة التي أقيمت الليلة الماضية ورقة بحثية بعنوان"الدراما التركية وتأثيرها على المشاهد العربي"، تناول فيها الدراما التلفزيونية وخصائصها البنيوية وأشكال تأثيرها في تجديد الوعي بالعالم والواقع والذات، لافتا إلى أن أهم خصائص الدراما هي البساطة والوضوح والتسلية والترفيه ومحاولة تنميط الذوق العام وحصره في قوالب جاهزة .
وتحدث عن دراما " التيلي نوفيلا " وهي المسلسلات ذات الطابع اللاتيني والتي تتعدى الـ 120 حلقة، موضحا أن له خصائص ثابتة تشكل بيئة نمطية، وقد ازدهرت في أمريكا اللاتينية وتتسم بتكرار بعض الثوابت الحكائية حيث تركز على قضايا الحب ، الجمال ، المال ،السلطة ، مع تقديمها في شكل مشوق يصلح للحياة العصرية، معتبرا أن العناصر البنيوية للتيلي نوفيلا هي نفسها التي تبنتها الدراما التركية .
وتحدثت الكاتبة القطرية وداد الكواري عن الدراما القطرية، مؤكدة أنها نجحت ولفترة غير قصيرة في لعب دور اجتماعي مهم وتقديم فن راقٍ من خلال الكثير من الأعمال مثل " حكم البشر " ، " يوم آخر " ، "نعم ولا " ، " ظل الياسمين " ، " عندما تغني الزهور " وغيرها ، مطالبة بتوفير الدعم لتقديم دراما هادفة وممتعة، في نفس الوقت تعالج قضايا المجتمع بنظرة واقعية بعيدا عن الوقوع في براثن المسلسلات التي تختلف عن بيئتنا وتستهدف ثقافتنا .
أما الدكتور محمد قراصو الرئيس التنفيذي لنقابة الكتّاب الأتراك وأستاذ الأدب التركي، فقدم لمحة تاريخية عن واقع الدراما التركية منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث لم يكن موجودا غير قناتين تلفزيونيتين ولم تكن وسائل إنتاج الدراما متوافرة، وتشكلت لجنة في ذلك الوقت لدراسة العوائق أمام إنتاج الدراما التركية، حيث كان في السابق يتم الاعتماد على الأعمال الدرامية العربية والأجنبية بشكل كبير خاصة مع التماس جغرافي لبعض البلدان، فالمناطق المتاخمة سوريا يغلب على أهلها مشاهدة الدراما الشامية ومناطق بحر إيجة يغلب على أهلها الثقافة اليونانية وبالتالي التأثر بالدراما اليونانية .
ولفت إلى أن الدراما التركية أسهمت في الترويج السياحي للدولة سواء على مستوى السياحة الداخلية أو الخارجية، مؤكدا أن للدراما بعدا اقتصاديا كبيرا حاليا سواء في بيع الأعمال أو المردود الثقافي والسياحي للدولة، منوها بأن الدراما التركية نجحت في أن تصل إلى حوالي 72 دولة حول العالم، لافتا إلى وجود مؤسسة رقابية للتأكيد على قيم المجتمع .
وشهدت الندوة عدة مداخلات من الحضور حول القضية دارت أغلبها حول ضرورة الاهتمام بتطوير الدراما العربية لأنها تعكس قضايانا وواقعنا، كما أنها يمكن أن تسهم في التعبير عن ثقافتنا عن طريق دبلجتها إلى لغات أجنبية فضلا عن المردود الاقتصادي لها .