معرض الدوحة التجاري السنوي.. ألم يحن الوقت لتدارك الهفوات؟

alarab
اقتصاد 16 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - ألفت أبولطيف
يطل معرض الدوحة التجاري من شرفته سنويا ليبعث برسائل تفيد بقدرته على محاكاة التطور الحاصل في المشهد الاقتصادي المحلي، فضلا عن النجاحات الكبيرة التي تحققت للدولة التي باتت الأفضل إقليميا على صعيد استضافة الفعالية الرياضية الكبرى فضلا عن المؤتمرات. بيد أن الهفوات المتلاحقة, والارتباك الناتج عن غياب التنسيق بين الجهات المعنية بتنظيمه, وغياب أسس تربط بين توقيت انطلاقة المعرض وظروف العملاء المحتملين, كانت من بين أبرز الأسباب التي خفضت سقف التوقعات حيال نجاح تلك المناسبة السنوية. وبعد إسدال الستار على تلك الفعالية منتصف الأسبوع الحالي والتي جاءت متزامنة مع الامتحانات المدرسية واكتمال تحضير قافلة مستلزمات المقيمين لمغادرة البلاد لدولهم كعرف سنوي، يعاب على هذه الفعالية عدم وضعها هذين العاملين بعين الاعتبار، كما يقول عارضون إن تكاليف إيجارات الأجنحة تسببت في رفع السلع المعروضة، فيما يبحث هؤلاء عن الخروج بأقل الأضرار أو بلوغ نقطة التعادل. وقد تواكب المعرض أيضا مع إطلاق أبرز المحال التجارية في الدولة لعروضها وتنزيلاتها السنوية، وهو ما قوض تنافسية المعرض أمام مد العروض السخية لدى متاجر خارجية تسعى لتصفية بقايا الموسم لفتح صفحة جديدة مع آخر مطلع سبتمبر المقبل. وينتقد مشاركون وزوار تعطل الصرافات الآلية خلال المعرض، ما تسبب في تفويت فرصة استفادة الطرفين من تلك الفعالية التي أطلق عليها آخرون أنها ذات صبغة «حريمية»، مع تركيزها على المتطلبات الخاصة بالمرأة دون سواها. ولاحظ هؤلاء وجود أنماط متشابهة من السلع المعروضة، ما بدد فرصة الاستفادة من وجود طائفة واسعة من الخيارات أمام المتسوقين، بل دفع العارضين أيضا لحث الخطى بغية مواجهة منافسة في الموقع عينه. اختتم معرض الدوحة التجاري فعالياته الاثنين الماضي تاركا انطباعا حسنا لدى بعض المشاركين, وسيئا لدى غيرهم. فقد أنهى العارضون مشاركتهم بين راض وممتعض حين حقق الفريق الأول عائدات غطت مصاريفهم الثابتة والجارية, فيما تجرع الثاني من كأس الخسائر المتباينة. وتركزت الانطباعات العامة عن المعرض حول جودته وضخامته وحول توقيته غير المنافس, وأشارت أصابع محبي النجاح والتطور إلى ضرورة معالجة بعض الهفوات التي من شأنها إعاقة عملية البيع والشراء أو حتى المشاركة في المعرض مثل التعطل الدائم للصرافات الآلية الموجودة في المعرض وتنظيم وتوسعة المواقف المخصصة لزواره وتخفيض الأسعار بشكل يمكن كافة الشرائح من الاستفادة من الفعالية, وكذلك أخذ توقيت تنظيم المعرض بعين الاعتبار, وجعله في وقت يتوافق مع الأسر والعائلات التي تعد الهدف الأساسي للمعرض. التقت «العرب» بعض التجار الذين تباينت آراؤهم بين راض وممتن. تكاليف ذكر العارض عبدالرحمن عبدالله الحميد من السعودية من محل فيور للفضيات أن مشاركته في المعرض لم تحقق أرباحا تذكر إلا أنها غطت إلى حد ما التكاليف والمصاريف الموضوعة, مشيراً إلى أن المعرض في العام الماضي حقق أرباحا أكبر وإقبالا أكثر كثافة, حيث شاركوا حينها بمحل واحد وكانت النتائج ممتازة, في حين أنهم شاركوا العام الحالي بمحلين ولم يحظيا بنفس الإقبال. وتوقع الحميد أن قلة الإقبال بحسب أقوال الزبائن كانت بسبب تزامن المعرض مع فترة الامتحانات المدرسية. وكغيره من المشاركين انتقد الحميد عدم تعاون المنظمين مع العارضين في مسألة تلبية الطلبات فيما يخص الإضاءة على سبيل المثال. تراجع ولفتت العارضة أنيسة زهر الدين من محل زايون لتجارة الإكسسوارات من لبنان إلى أن المعرض في كل سنة يتراجع عن السنة التي تسبقه, إلا أنها عادت لتقول إنهم حققوا أرباحا مرضية هذا المعرض على عكس ما تم توقعه في بداية المعرض, وأشارت إلى أن الأرباح الحالية أقل بنسبة %15 عن السنوات المقبلة. ولفتت زهر الدين إلى أن مدة العرض اليومية طويلة جدا من الصباح وحتى المساء مما يتسبب في تعب للعارض بشكل لا يتناسب مع الأرباح, وبينت العارضة أنها تعتزم المشاركة في معرض الدوحة التجاري في العام المقبل في حال تم خفض إيجارات الأجنحة وتمت مراعاة توقيت تنظيم المعرض في موعد يناسب الأسر القطرية, منوهة بأن وجود امتحانات تفاجأ العارضون به وتسبب في قلة الإقبال وانشغال الأفراد عن ارتياد المعرض بشكل مكثف. وبدوره ذكر العارض علاء ناصر من محلات أهل الدار للعطور من الإمارات أن الأرباح التي خرج بها المحل مقبولة, وأن أيا من العارضين الذين لم يحققوا ربحا لا يملكون المنتج الجيد الذي يلبي أذواق السوق القطرية. وكرر ناصر ما قالته زهر الدين بأن الأرباح لهذا العام انخفضت بنسبة %15 عنها في العام الماضي, داعيا المنظمين إلى تخفيض أسعار الإيجارات كي تنخفض أسعار المنتجات التي يشتكي منها زوار المعرض, وذكر ناصر ببعض الخلل الحاصل في المعرض مثل عدم السماح للعارضين بتعليق أي معروضات على «الاستاندات» وكذلك بتعطل الصرافات الآلية التي أيضا اشتكى منها المتسوقون. أرباح بنسبة %40 وبدوره أكد مصدق الفيلالي من محلات القصر المغربي من المغرب أن هذه هي المشاركة الثانية له في المعرض, وأنه حقق أرباحا جيدة. مشيراً إلى أن أي عارض غير قادر على إنكار الربح من هذا المعرض في ظل إقبال كبير على البضائع المغربية التي تعد منتجا جديدا على المجتمع والسوق القطرية. مبينا أن الأرباح غطت التكاليف وزادت بنسبة %40. مؤكداً أنهم سيشاركون في معرض السنة المقبلة المزمع عقده في شهر يناير 2012 وبمنتجات جديدة. وبين فراس الحسامي من محلات همسات للإكسسوارات من سوريا أن نتائج المعرض في يومه الأخير ممتازة وقد غطت التكاليف وزادت عنها, ولفت الحسامي إلى ضرورة تسهيل إجراءات إدخال وإخراج البضائع لأنها مسألة مزعجة بالنسبة للعارضين, ونوه بأن الصرافات الآلية التي لا تعمل تؤدي إلى وقوف الزوار طوابير أمام صراف واحد ما يخلق ازدحاما ويعيق عملية التسوق والشراء, إلى جانب مشكلة المواقف التي تشكل عائقا أمام رواد المعرض الذي تميز بإقبال كبير. الجناح القطري حقق نجاحاً بينت العارضة القطرية رفاه درويش أن المعرض بدأ هادئا لكنه ما لبث أن تحرك وانتعش وتحسن رغم التوقعات بأن تضر به الدعاية القائلة بأن أسعار المعرض غالية, مبينة أنها على عكس ذلك مناسبة لكافة شرائح المجتمع, وذكرت درويش أن الجناح القطري حقق أرباحا كبيرة غطت التكاليف, لافتة إلى أن المعرض فرصة للتعريف بسوق الحريم الغير المشهور والموجودة في الدوحة. وللاطلاع على آراء المواطنين والمقيمين من زوار المعرض التقت «العرب» مع رواد الفعالية الباحثين عن بضائع تلبي احتياجاتهم وتحرص على جيوبهم, وقد أكد هؤلاء على جودة المعرض وحسن تنظيمه إلا أنهم انتقدوا غلاء الأسعار وتوقيت المعرض والصرافات المعطلة وازدحام المواقف الخارجية المحيطة بمركز المعارض. قال المقيم هاني حامد من مصر إن المعرض ممتاز وهو مجال للترويح عن النفس, إلا أنه جاء في توقيت غير مناسب تصادف مع الامتحانات المدرسية التي لم تتح الوقت الكافي للتسوق خلال فترة انعقاد المعرض, لافتا إلى أنه شخصيا يعمل مدرسا وأنه لا يجد الوقت الكافي ليقل أسرته يوميا إلى المعرض بسبب انشغالهما بتدريس الأبناء واهتمامه بطلابه خلال الامتحان, ونوه حامد بأن كافة الأسر مشغولة بالامتحانات, لذلك فإنه يأمل من الجهات المعنية النظر في موعد المعرض بما يتناسب مع العائلات ويتيح لها الاستفادة من المعرض, خاصة أنها أهم زائر لمثل هذه الفعاليات. كما ذكر المواطن سالم علي العذبة أن المعرض جيد, إلا أن الأثمان المعروضة للسلع مرتفعة بعض الشيء وأن الأسعار هي المتحكم الأكبر في إقبال الأفراد على الشراء, حيث لا فائدة من المعرض إن لم يلب حاجات الناس ومتطلبات الأسر المواطنة والمقيمة. ولفت المواطن ناصر عبدالله المسعود إلى الازدحام الكبير في المعرض سواء من جهة مواقف السيارات أو الزوار, مبينا سلبية الأول وإيجابية الثاني, منوها بأنه لا بد من توسيع المواقف وتأمين أخرى إضافية كي تستوعب رواد هذه المناسبات. وأضاف شقيقه خالد عبدالله المسعود أن المعرض جيد والأسعار مقبولة إلا أنه لا يعنى إلا بالسيدات والأطفال, في حين أنه أغفل الشباب وحتى الرجال إلا من بعض العطور والإكسسوارات. أما السائح إيفيز باهادوري أميركي من أصل إيراني فقد أكد أن هذه هي أول زيارة له لهذا المعرض، غير أنه قال إن هناك تناقضا بين الجودة والأسعار, حيث إن البضائع الإيرانية تتميز بجودة عالية وقد أجرى عليها التجار بعض التخفيضات على عكس البضائع الصينية التي تتصف بجودة أقل وبأسعار عالية دون تخفيض يذكر, لافتا إلى غلبة اللون الأصفر على هذه البضائع. وأوضح المواطن راشد المري أن معرض العام الحالي أفضل من سابقه لأنه ضم منتجات جديدة وكثيفة أكثر, رغم غلائها بعض الشيء, وازدحام المواقف وعدم تنظيمها, وتوجه المنتج المعروض للمرأة وإهماله للرجل. في حين بين المواطن أحمد عبدالله حبيل أن المعرض جيد وكبير والمنتجات كثيرة, خاصة للأطفال والنساء, لافتا إلى أنه لم يلاحظ منتجات للرجال ما خلا العطور. معتبرا أن الرجل تعرض للظلم هذا المعرض. ولفت حبيل إلى أن الأسعار مناسبة خاصة في اليوم الأخير, حيث عمل كافة التجار على تخفيض أسعارهم. وذكر أحمد أنه عانى موضوع المواقف حيث ركن سيارته في الشارع المقابل لمركز المعارض واضطر إلى المشي في هذا الجو الحار, آملا أن يعمل على توسيعه ويصبح من الإسفلت كما هي الحال بمعارض دبي التي تتميز بتنظيم أكبر. وقال المواطن محمد سالم الدوسري: لا شك أن المعرض جيد إلا أن الأسعار غالية قليلا, كما أن توقيته صعب على العائلات, مفضلا إطلاقه قبل شهر الامتحانات. ونوه الدوسري إلى مشكلة البنوك وإلى ضرورة إيجاد حل للصرافات الآلية والمواقف المزدحمة. وفي نفس النقطة لفت المواطن مسفر القحطاني إلى أن توقيت المعرض غير مناسب لأنه جاء في أيام الامتحانات التي تكون فيها الأسر مشغولة, ما يجبرها أن تأتي إلى المعرض لمدة ساعة واحدة فقط. مشيراً إلى أن أسعار المنتجات متنوعة بين مناسب وغال قليلا. وتوضح الآراء السابقة للتجار والزوار وجود عدد من العارضين المستفيدين وآخرين لم يحققوا أرباحا تذكر ومنهم من مني بخسائر تحفَّظ في الإعلان عنها, وكذلك رواد انتقدوا المعرض في نقاط معينة تختص في معظمها بالأسعار. فهل يحظى المعرض المقبل في شهر يناير 2012 بمشاركة كبيرة من قبل الشركات التي انتقدت المعرض الحالي. والسؤال المطروح هل تأخذ الجهات المعنية والمنظمة للمعرض تلك الانتقادات بعين الاعتبار وتعمل على إصلاحها وإعادة تنظيمها وتوقيتها بما يخدم المستهلك الأخير المستهدف من تنظيم المعرض.