وصولاً إلى الإبادة الجماعية في غزة.. مكتبة قطر تسلط الضوء على تهجير الفلسطينيين

alarab
محليات 16 مايو 2024 , 01:10ص
الدوحة - العرب

أحيت مكتبة قطر الوطنية ذكرى النكبة الفلسطينية بإقامة ندوة نقاشية حول التهجير القسري للفلسطينيين في عام 1948 وكيف أصبح حدثًا تاريخيًا مفصليًا استمرت آثاره وصولًا إلى الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
هدفت الندوة التي أقيمت تحت عنوان «إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية: إحلال مستمر منذ نكبة 1948 وحتى الإبادة الممنهجة في غزة» إلى إعادة دراسة تداعيات النكبة ودورها في فهم المعاناة الفلسطينية، وإبراز مفهوم الإحلال الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أحداث النكبة الفلسطينية، وباتت الأجيال المتعاقبة تعيشه اليوم بشكل متكرر مع أحداث التهجير القسري في داخل فلسطين المحتلة، إلى جانب تبعات الإبادة الممنهجة على أهل غزة.
استضافت الندوة، وهي أحدث فعاليات المكتبة تضامنًا مع القضية الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، عددًا من المختصين وهم الدكتورة أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور أباهر السقا، أستاذ مشارك، دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية بجامعة بيرزيت بفلسطين المحتلة، والدكتور إسماعيل ناشف، أستاذ مشارك في برنامج علم الاجتماع وعلم الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا.
تناولت الدكتورة أمل غزال محورية الأهمية العالمية التي اكتسبتها النكبة اليوم مقارنة بالأبعاد المحلية والإقليمية التي تحدد النظرة التاريخية للقضية الفلسطينية.
 وحول مداخلتها في الندوة، قالت الدكتورة أمل: «علينا أن نركز على النكبة من منظور اجتماعي وتاريخي لفهم الكوارث المتلاحقة التي حلت بالشعب الفلسطيني. ولما كان التفاعل مع الأحداث الراهنة واجبا إنسانيا وأخلاقيا، فإن هذه الندوة ليست فقط جزءًا من التفاعل العالمي إزاء الهجوم على غزة، بل أيضًا تقدم منطلقًا لدراسة جميع أبعاد القضية الفلسطينية وفهمها وكفاح الشعب الفلسطيني المستمر من أجل الحرية».
وأوضح الدكتور أباهر السقا أن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة تمثل امتداداً للنكبة والممارسات الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948. وقال: «الفرق اليوم هو أن عمليات التهجير القسري والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين صار يرصدها ويوثقها الناس في جميع أنحاء العالم»، منوها بأن الندوة تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني منذ 1948 وتدحض السردية الإسرائيلية التي تحاول تشويه الحقائق التاريخية وتخفي حقيقة الدولة الصهيونية وممارساتها الإجرامية ضد الفلسطينيين.
أما الدكتور إسماعيل الناشف فقد أشار إلى سردية الفلسطينيين لتاريخهم بدءًا من وعد بلفور في عام 1917 مرورًا بالأحداث المفصلية وصولاً إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. وأوضح الدكتور إسماعيل الناشف أن هذه الأحداث قد رسخت الرواية التاريخية الفلسطينية وأدت إلى تحولات عميقة في حياتهم اليومية.
منذ بدء العدوان على غزة، نظمت المكتبة العديد من الفعاليات تعبيرًا عن تضامنها مع القضية الفلسطينية ولإذكاء الوعي العام بالحقوق الفلسطينية وهويتها العربية العميقة الجذور في التاريخ، والتي تحاول إسرائيل تقويضها والتشكيك فيها.
من أمثلة هذه الفعاليات أمسية شعرية ضمن الصالون الثقافي أقيمت يوم 25 فبراير بعنوان «إن سألوك عن غزة...»، وكانت هذه الأمسية هي اللقاء الثاني للصالون الثقافي الذي يخصص للقضية الفلسطينية، وصاحب الأمسية معرض لأبرز الكتب من مجموعة المكتبة عن القضية الفلسطينية.
 ولتوعية الأطفال بفلسطين أقامت المكتبة سلسلة من الفعاليات المخصصة للأطفال والعائلات مثل «حكاية فلسطين» وفعالية لأولياء الأمور بالتعاون مع منظمة «علِّم لأجل قطر» بعنوان «التنشئة من أجل فلسطين: نصائح من معلمين لأولياء الأمور».
 كما نظمت المكتبة كذلك ندوة عبر الإنترنت بعنوان «فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى، قراءة تاريخية اجتماعية» سلطت الضوء على القضية الفلسطينية في سياق التاريخ العربي والإسلامي المعاصر مع التركيز على تراث غزة الثري. وكانت المواقع الإسلامية المقدسة في المشهد التاريخي لفلسطين محور تركيز جولة افتراضية آسرة نظمتها المكتبة بمصاحبة الدكتورة نادية سليم، الأستاذ في جامعة دي بول في شيكاغو.