لوحات تستحضر تراثنا البحري.. فنانون لـ «العرب»: «نهَّام الخليج» مصدر إلهام لإبداع التشكيليين

alarab
المزيد 16 أبريل 2025 , 01:25ص
محمد عابد

في أجواء تنبض بعبق البحر وصوت «اليامال»، شارك عدد من الفنانين التشكيليين في المعرض المصاحب لمهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة «نهّام الخليج 2025»، مستلهمين أعمالهم من فن «النهمة» والغوص على اللؤلؤ، باعتبارهما من أبرز المكونات التراثية والثقافية التي طبعت هوية الخليج العربي.
وأكد مشاركون في مسابقة الفنون التشكيلية التي أطلقتها كتارا مصاحبة للمهرجان في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن المهرجان بأجوائه الرائعة يمثل مصدر إلهام للمبدعين القطريين والمقيمين، يستحضرون من خلاله صور البحر، والحنين، والصوت الإنساني الذي شكّل وجدان الخليج لقرون طويلة.
وقد اختارت الفنانة القطرية إيمان الهيدوس أن تستلهم عملها من صورة نادرة لمجموعة من ممارسي الغوص والنهامين الحقيقيين تعود إلى خمسينيات القرن الماضي. وقد عبّرت عن هذه اللحظة التراثية في لوحة بالأبيض والأسود، حرصت فيها على نقل أصالة التراث البحري بأسلوب جمالي يحمل في طياته بُعدًا تاريخيًا وفنيًا.
وأوضحت الفنانة القطرية سعيدة البدر أنها تشارك بعمل حمل عنوان «بحري»، استخدمت فيه خامات متعددة لتجسيد أدوات الإيقاع الموسيقي البحري التي تصاحب النهّام، مضيفة في الخلفية حروفيات عربية ترمز للأهازيج والأشعار البحرية، لتُضفي على اللوحة بعدًا شعريًا بصريًا خاصًا، مؤكدة على أهمية المهرجان في إلهام الفنانين المشاركين.
أما الفنانة القطرية نوف الغامدي فشاركت لأول مرة بلوحة تعبيرية تجسّد شخصية النهّام في مشهد رمزي، أدّاه بأسلوب تعبيري أمام خلفية يغلب عليها اللون الأزرق، الذي يعكس البحر بجماليته وصفائه. كما أدرجت مركبًا تقليديًا ليُظهر سياق الغناء البحري، مضيفة بعدًا رمزيًا وعامًا للعمل.
وقالت الفنانة الأردنية حنان أحمد إبراهيم: أشارك لأول مرة في هذا المهرجان بعمل فني مجسّم من فن «المعجون البارز»، وهو أسلوب تجريدي يجمع بين النحت والرسم. واستوحت عملها من «فن النهمة» مع توظيف أعلام دول مجلس التعاون الخليجي للدلالة على وحدة هذا الفن المشترك مع إظهار صورة آلة الطبل الفخارية أيضا.
وقدّم الفنان خالد حجازي عملًا مستوحى من فن النهمة، أكد من خلاله على الهوية القطرية بشكل واضح، حيث اعتمد على رسم شخصية «النهّام» بملامح محلية تُعرف باسم «عمر بوصقر». اللوحة تتضمن في خلفيتها مركبًا تقليديًا صغيرًا، بينما أشار حجازي إلى أنه بصدد إضافة تفاصيل أخرى تشمل مجموعة النهّامين المرافقين على المركب، في محاولة لخلق مشهد متكامل يربط بين أداء النهّام والفرقة المصاحبة له، مع إدخال أبراج كورنيش الدوحة في البعد الخلفي للعمل لربط الماضي بالحاضر.
كما أعربت الفنانة أسماء شكر عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في فعالية «نهّام الخليج»، رغم أنها سبق أن شاركت في العديد من فعاليات كتارا. ووصفت هذه التجربة بأنها من «أحسن الفعاليات»، مشيرة إلى أن الأيام الستة المخصصة للعمل قُسّمت بين الأستوديوهات الداخلية والخارج في موقع المهرجان، مما أتاح لها فرصة التفاعل مع الأجواء البحرية الحية.
ومن السودان، شاركت الفنانة التشكيلية آفاق أبو كساوي التي عبرت من خلال عملها الفني عن رؤيتها الخاصة لفن النهمة، مؤكدة أن التراث الموسيقي البحري المشترك بين الشعوب يمثل عنصر إلهام كبير، لافتة إلى أنها اختارت تقديم لوحة فنية تعكس صورة النهام القطري المعروف عمر بوصقر وأشادت بتجربة مهرجان «نهّام الخليج» الذي أتاح لها التفاعل مع فنون وثقافات مختلفة ضمن روح تعاون فني مشترك.