أكدت الدكتورة وردة السعد، استشاري أول طب طوارئ بقسم الطوارئ والحوادث في مستشفى حمد العام بمؤسسة حمد الطبية، وجود زيادة طفيفة في عدد الحالات أمس نتيجة موجة الغبار التي تعرضت لها البلاد أمس وقالت في تصريحات صحفية»إن المصابين بأزمات ربو وحساسية في الصدر، ظهرت عليهم أعراض تتمثل في ضيق في التنفس، وسعال مستمر، وصفير في الصدر، إضافة إلى صعوبة في الكلام بسبب انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم. وأوضحت أنه يتم فور استقبال المريض تقييم حالته بدقة لتحديد مدى حدة الأزمة، سواء كانت بسيطة أو متوسطة أو شديدة، ليُصار إلى التعامل معها وفقًا للأولوية والحالة السريرية.
ووجّهت الدكتورة وردة السعد نداءً إلى الأفراد، لا سيما مرضى الربو والحساسية الصدرية، وكبار السن، والأطفال، وذوي الأمراض المزمنة، بضرورة توخي الحذر والبقاء في المنازل قدر الإمكان خلال فترات الغبار، مع التأكيد على أهمية إغلاق الأبواب والنوافذ، والحفاظ على نظافة الأسطح من الأتربة التي قد تؤدي إلى تهيّج الجهاز التنفسي. كما شددت على أهمية استخدام أقنعة الوجه الواقية عند الخروج للضرورة، والتأكد من توفر الأدوية، خاصة بخاخات الربو لمرضى الربو، والالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب المختص.
كما دعت مستخدمي الطريق إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات والإرشادات المرورية في مثل هذه الأجواء المغبرة، حرصًا على سلامتهم وسلامة المشاة، ولتفادي وقوع الحوادث الناتجة عن تدني مستوى الرؤية وصعوبة القيادة.
وأكد الدكتور محمد العامري، رئيس أقسام طب الأطفال بمؤسسة حمد الطبية ومدير طوارئ الأطفال أن أعداد المراجعات لأقسام طوارئ الأطفال في معدلاتها الطبيعية، ولم تشهد زيادة، أمس، وحتى السادسة مساءً، وأن الأقسام لم تستقبل أي حالات ربو أو تحسس أو جيوب أنفية، أو غيرها من الحالات التي قد تنتج عن موجة الغبار.
ونصح أولياء الأمور بتجنب الخروج إلا للحاجات الضرورية، سواء كان للأطفال أو البالغين، والحرص على ارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين يعانون من التحسس، إن خرجوا في حالات الضرورة، إضافة إلى التأكد من وجود موسعات للشعب الهوائية وأن تكون الأدوية متوفرة.
وقال د. العامري: في حال عانى الطفل من الكحة، وفي بدايتها، أو شعر ولي الأمر بضيق النفس لدى الطفل، يجب إعطاؤه موسع الشعب، حسب الارشادات الطبية، وفي حال لم يتحسن الطفل، فيجب التوجه لأقرب مركز طوارئ، وهذا الأمر يرتبط بكافة الأطفال، وليس المصابين بالربو أو حالات تحسسية فحسب، خاصةً وأن بعض الأطفال يمكن ألا يكونوا قد شُخصوا بعد بمشكلات تنفسية.
وشدد على ضرورة التأكد من إغلاق النوافذ بإحكام في المنزل، لافتاً إلى أن مرضى الربو يحتاجون إلى عناية أكبر، مثل التأكد من وجود موسعات الشعب الهوائية وأن تكون صالحة، موضحاً أن السعال هو أول علامات صعوبة التنفس، وفي هذا الحالة يُعطى الطفل الأدوية حسب الارشادات الطبية.
وأضاف: بالنسبة للأطفال المصابين بالربو، ولديهم دوام مدرسي، فعلى ولي الأمر التواصل مع المدرسة، على أن تتواصل المدرسة في حالات السعال وصعوبة النفس مع الأهل مباشرة، وأن تكون موسعات الشعب الهوائية متوفرة بالمدرسة لإعطائها للطفل في هذه الحالات.
وأهاب السيد علي درويش مساعد المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية بكافة أفراد المجتمع بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية أثناء موجة الغبار التي تتعرض لها البلاد حاليا، وذلك بتجنب التواجد في الأماكن المفتوحة والتزام، قدر الإمكان، المنازل والأماكن المغلقة. وقال لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إن موجة الغبار الحالية لها تأثيرات صحية على الإنسان، خاصة على الجهاز التنفسي وأن أكثر المتضررين المحتملين من ذلك مرضى الربو وضيق التنفس والذين يعانون من أمراض صدرية وكبار السن والأطفال، ولذلك يجب توخي الحيطة والحذر عبر اتخاذ خطوات من شأنها أن تقلل التأثير المتوقع للغبار على الصحة.
ودعا المرضى الذين تظهر لديهم أعراض ضيق التنفس الشديد في مثل هذه الأجواء إلى الاتصال بخدمة الإسعاف، حيث إن الإسعاف على أتم الاستعداد دائما للاستجابة للحالات المهددة للحياة، وفي المقابل يمكن للأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل البسيطة المصاحبة لموجة الغبار التوجه إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى أو أقسام الطوارئ.وأشار إلى أن خدمة الإسعاف سجلت منذ فجر هذا اليوم وحتى حوالي الساعة الواحدة ظهرا ارتفاعا طفيفا في عدد طلبات الخدمة، حيث تم تسجيل 900 اتصال في هذه الفترة مقارنة بـ800 اتصال لنفس الفترة خلال الأيام العادية، حيث تمثلت الزيادة في حوادث مرورية بسيطة إلى متوسطة وأغلبها حالات مرضية متوسطة، إلى جانب حالات التنفس عند الأطفال وكبار السن وخصوصا المرضى الذين يعانون من أمراض صدرية.وأشار إلى أن التحدي الأساسي الذي واجهته خدمة الإسعاف تمثل في تدني الرؤية في الأماكن المفتوحة والطرق الخارجية، حيث شكل ذلك عائقا بسيطا في سرعة الاستجابة للطلبات، مشيرا إلى أن خدمة الإسعاف تعمل بتنسيق تام ومستمر تحت مظلة مركز القيادة الوطني ويتم الاطلاع دائما من خلاله على كافة المستجدات والتغيرات المناخية بالبلاد.