نحرص على صياغة محتوى ترفيهي يستند إلى ثراء وتنوع الثقافة العربية
نجاح حفل افتتاح كأس العالم يضيف لنا.. ويضع علينا مسؤولية أكبر
هناك تطور ملحوظ في صناعة السينما خليجياً
أكد المخرج القطري أحمد الباكر الرئيس التنفيذي لاستوديوهات كتارا حرص استوديوهات كتارا على صياغة محتوى ترفيهي عربي أصيل يستند إلى ثراء وتنوع الثقافة العربية والسعي لتقديم مواضيع عالمية فريدة قادرة على التأثير على المستوى العالمي.
وأعرب المخرج أحمد الباكر في حوار خاص لـ «العرب» عقب تكريمه في المهرجان السينمائي الخليجي الرابع المقام حاليا في العاصمة السعودية الرياض، عن فخره بتمثيل دولة قطر والفن القطري ومؤسسة الدوحة للأفلام التي تسعى دائماً للنهوض بالفن العربي ودعم الفنانين القطريين.
وثمّن الباكر جهود مؤسسة الدوحة للأفلام في دعمها للمخرجين والمنتجين القطريين والعرب، وتوفير الدورات التدريبية والورش الإبداعية، حيث تساهم في تطوير المواهب السينمائية المحلية وتعزيز قدراتها، كما تقدم الدعم المالي والتقني لإنتاج الأفلام القطرية وازدهار صناعة السينما في قطر لتتمتع بمكانة مرموقة على الساحة العالمية.
وإلى تفاصيل الحوار:
◆ نود في البداية أن نتوقف أمام هذا التكريم في مهرجان السينما الخليجي وما يمثله بالنسبة لك ؟
■ فخور جداً بتمثيلي لدولة قطر في المهرجان السينمائي الخليجي في المملكة العربية السعودية، وبوجود اسمي بين عمالقة الفن العربي مثل الفنان السعودي محمد الطويان، والكويتي جاسم النبهان، والعماني إبراهيم الزدجالي، والبحريني حسين الرفاعي. فخور بذلك التكريم المميز وبتمثيلي لدولة قطر والفن القطري، ومؤسسة الدوحة للأفلام التي تسعى دائماً للنهوض بالفن العربي ودعم الفنانين القطريين.
رحلة وتجارب
◆ هل يمكنك أن تشاركنا بعض الأفكار حول رحلتك في عالم السينما وتجربتك الشخصية؟
■ رحلتي بدأت منذ عام 2010، حيث اتخذت قراراً بالانتقال من مجال النفط والغاز إلى مجال الترفيه، ومن هنا بدأت رحلتي إلى عالم مميز من خلال استوديوهات كتارا. قمنا بإنتاج مسلسلين من الخيال العلمي، وهما «The Pact» الذي عُرض على قناة Roku، ومسلسل «Medinah» الذي عُرض على منصة STARZPLAY. وفي عام 2021، كان شرفًا لنا أن نعمل على حفل افتتاح كأس العرب والذي أعدَنا لإنتاج حفل افتتاح وختام كأس العالم في قطر لنخرجه بهذا الشكل المشرف في تجربة فنية موسيقية مميزة. وبعد ذلك، عملنا على حفل افتتاح كأس آسيا 2024 وقدمنا عرضًا موسيقيًا مميزًا تحت اسم «الفصل المفقود لكليلة ودمنة»، الذي حقق نجاحًا كبيرًا عند الجمهور.
◆ نلاحظ التنوع في مسيرتك السينمائية من حيث الإخراج والإنتاج والإدارة.. فأي هذه الأعمال تجد فيها ذاتك؟
■ الفن بالنسبة لي هو شيء ممتع في كل مراحله، ونحن في استوديوهات كتارا نتميز بوجود كل شيء تحت سقف واحد، مما يعطينا حرية في الإبداع منذ الفكرة الأولى وحتى خروجها للجمهور. هذا النوع من البنية يساعدني على الابتكار وإضافة بصمات مختلفة، بمشاركة فريق العمل في مراحل مختلفة في العملية الفنية والإبداعية.
صناعة فيلم قوي
◆ ما العوامل التي تعتبرها أساسية في صناعة فيلم قوي ومؤثر؟ وهل لديك رؤية معينة أو رسالة تود توصيلها من خلال أعمالك؟
■ بالتأكيد، القصة تعتبر من أهم العوامل التي تؤثر في العمل الفني، وفي استوديوهات كتارا، نولي اهتماماً كبيراً لصياغة محتوى ترفيهي عربي أصيل يستند إلى ثراء وتنوع الثقافة العربية. نحن نسعى لتقديم مواضيع عالمية فريدة قادرة على التأثير على المستوى العالمي. من خلال الأعمال التي ننتجها أو نشارك فيها بصور مختلفة، نحن نسعى إلى إنتاج محتوى عربي ذي جودة وإمكانيات عالية، يعكس التطور الفني والترفيهي للوطن العربي.
◆ هل يمكنك أن تشاركنا ببعض الأمثلة على أعمالك السينمائية وكيف تمكنت من تحقيق الرؤية التي تتحدث عنها؟
■ بالتأكيد، من أبرز إنتاجات استوديوهات كتارا التي شاركت فيها مسلسل «Medinah»، والذي يتميز بقصته وإخراجه الرائعين. يتناول المسلسل موضوعًا للخيال العلمي، وتدور أحداثه في قطر، ويضم نخبة من الفنانين العرب والأجانب. كما يتميز المسلسل بتقنيات إنتاجية عالية ومرحلة ما بعد الإنتاج، مما جعله يحظى بنجاح كبير في الوطن العربي من خلال عرضه على منصة STARZPLAY.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكنني إغفال العرض الموسيقي الضخم لحفل افتتاح كأس آسيا «الفصل المفقود من كليلة ودمنة»، الذي استمر لمدة 20 دقيقة. هذا العرض الموسيقي يستوحي من أسطورة «كليلة ودمنة»، وهو أحد الأعمال الأدبية المشهورة التي نشأت في الهند وانتشرت عبر القارة الآسيوية. قدم العرض الموسيقي مغامرات أبناء آوى الشهيرين مع مجموعة من الشخصيات، والتي تمثل الدول الـ 24 من قارة آسيا، بشكل مثير وساحر من خلال خمس فقرات. شارك العديد من الفنانين العرب في هذا العمل الموسيقي الضخم، ومستعدون لتقديم عدة عروض موسيقية في عدة دول عربية. كما نعمل على تطوير هذه السلسلة إلى عدة أعمال فنية قادمة.
حفل افتتاح مونديال 2022
◆ ما زال إخراجك لحفل افتتاح كأس العالم هو الأعلى شهرة من بين أعمالك فمجرد كتابة المخرج القطري أحمد الباكر على الإنترنت تظهر الكثير من المعلومات والحوارات عن هذا الحفل من وجهة نظرك كيف تحقق هذا النجاح وهل ما زال هو المسيطر عليك أم هناك أعمال ترغب في أن تأخذ حقها؟
■ بالتأكيد، أنا فخور جدًا بهذا العمل وفخور بفريق استوديوهات كتارا الذي عمل ليلاً ونهارًا ليحقق هذا النجاح. كان التحدي كبيرًا لنا، خاصة أنه كان حدثًا عالميًا مهمًا يحدث لأول مرة في الوطن العربي، وكانت علينا مسؤولية كبيرة لإخراجه وإمتاع الملايين حول العالم وتعريفهم على ثقافتنا العربية بشكل ترفيهي مناسب. هذا العمل كان كبيرًا جدًا، ولا يمكن التقليل من حجم نجاحه ومدى تطورنا كأشخاص في عالم الفن من خلال هذه التجربة المليئة بالدروس المستفادة والنجاح في نفس الوقت.. أظن أن نجاح كأس العالم لا يؤثر على الأعمال الأخرى، بل يضيف لنا ويضع علينا مسؤولية لتقديم تجارب فنية عربية على نفس المستوى، وهذا ما نسعى إليه دائمًا في استوديوهات كتارا.
◆ وهل ترى أن حفل افتتاح كأس آسيا 2023 لم يأخذ حقه مثل كأس العالم؟
■ بالعكس، فكل عمل له نجاحه الخاص. حفل كأس آسيا عرض ملحمة موسيقية مميزة وإنتاجًا ضخمًا لعرض «الفصل المفقود لكليلة ودمنة»، وهو من إنتاج وتنفيذ استوديوهات كتارا، وقد لاقى نجاحًا كبيرًا وكان تجربة مسرحية حية استمتع واندمج فيها الحضور، والهدف الآن هو استمرار هذا العمل الفني بعد نجاحه وخلق عالم كليلة ودمنة، وهذا ما قمنا به من خلال أغنية «عيد عيد» التي تم إطلاقها في العيد بظهور شخصيات «الفصل المفقود لكليلة ودمنة»، وهذه فقط البداية، فهناك المزيد من هذا العرض والعالم الخاص به والشخصيات التي سنقدمها في المستقبل.
◆ وكيف ترى جهود مؤسسة الدوحة للأفلام في النهوض بالسينما في قطر ؟
■ أتوجه بالشكر لمؤسسة الدوحة للأفلام على دورها المتفاني في دعم فناني قطر، ووجودي اليوم لأمثل الفن القطري هو شرف كبير لي وجزء من الخدمات التي تقدمها المؤسسة لدعم الأفلام والفنانين القطريين وعرض خبراتهم وتجاربهم في الوطن العربي والعالم. وليس هذا فقط، فالمؤسسة تلعب دورًا حيويًا مستمرًا في النهوض بالسينما في قطر، من خلال دعمها للمخرجين والمنتجين القطريين والعرب، وتوفير الدورات التدريبية والورش الإبداعية، حيث تساهم في تطوير المواهب السينمائية المحلية وتعزيز قدراتها، كما تقدم المؤسسة الدعم المالي والتقني لإنتاج الأفلام القطرية ما يعمل على ازدهار صناعة السينما في قطر وتتمتع بمكانة مرموقة على الساحة العالمية.
تحديات صناعة السينما
◆ ما هي التحديات التي تواجه صناعة السينما في دولة قطر وكيف يمكن التغلب عليها وهل من اقتراحات مهمة تعزز المشهد السينمائي في قطر؟ وما دور شركات الإنتاج في ذلك؟
■ في جميع أنحاء العالم، تواجه صناعة السينما تحديات متعددة، وليست قطر استثناءً من ذلك. إلا أننا نشهد الآن ازدهارًا كبيرًا في مجال صناعة الفن والترفيه في الوطن العربي، وذلك بفضل القصص الملهمة وموهبة الشباب وشغفهم بتقديم كل ما هو جديد مع الحفاظ على هويتهم العربية. في استوديوهات كتارا، هدفنا إنتاج محتوى عربي عالي الجودة يعكس القيم الإنسانية والقصص الملهمة المتجذرة في الثقافة العربية، ويعزز التواصل الثقافي بين الشعوب. كما نسعى أيضًا لتوفير مركز إبداعي متطور يجمع بين جميع الموارد الضرورية لدعم المواهب في مجالات الترفيه المختلفة، بما في ذلك الأفلام والموسيقى والعروض المسرحية. يسعدنا دعم ومساعدة كل فكرة إبداعية حتى يتم تقديمها للجمهور.
◆ وإلى أي مدى يمكن ملاحظة التطور في صناعة السينما خليجيا؟
■ هناك تطور ملحوظ في صناعة السينما في الخليج على مدى السنوات الأخيرة، بدأت الصناعة في الازدهار بفضل زيادة الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد بتطوير البنية التحتية السينمائية. كما ازدادت نوعية وكمية الأفلام الخليجية المنتجة، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإنتاج السينمائي وتنوع الأعمال المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الأفلام العربية والخليجية بتحقيق نجاحات في المهرجانات السينمائية العالمية، مما يشير إلى النمو والتطور في هذا المجال.
◆ ما تقييمكم لحفل افتتاح كأس آسيا 2023؟
■ نحن سعداء بالتجربة الموسيقية الضخمة لعرض «الفصل المفقود لكليلة ودمنة» التي تم عرضها في افتتاح كأس آسيا، حيث تم عرض شخصياتها من خلال أغنية «عيد عيد» التي بدأ بثها منذ عدة أيام. تُعتبر هذه القصة كنزًا في الأدب والثقافة الآسيوية، حيث تحمل حكمًا خالدًا وتضم دروسًا أخلاقية يتردد صداها في كل فئات المجتمع العربي، بغض النظر عن الخلفية الثقافية أو العمر.
أسطورة «كليلة ودمنة» هي واحدة من الأعمال الأدبية البارزة التي انتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء قارة آسيا، والتي نشأت في الهند وتمت ترجمتها إلى لغات مختلفة على مر السنين. ونحن سعداء لتحويل هذا العالم وشخصياته إلى واقع باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا، مع اختيار مميز لأزياء العرض والموسيقى التي تضفي أجواءً مليئة بالمتعة والإثارة.