وصف الدكتور حازم حسني، السياسي المصري والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، المظاهرات التي شهدتها مصر أمس الجمعة، التي جاءت تحت عنوان "جمعة الأرض" منددة بالنظام وسياساته ومطالبة برحيل السيسي ونظامه، بأنها مجرد "إنــــــــــذار" والعاصفة قادمة، على حد وصفه.
وقال "حسني" في تدوينة له عبر صفحته الشخصية بـ"فيس بوك": "سيختلف المراقبون حول تقدير ما حدث في شوارع القاهرة وبعض المحافظات المصرية الأخرى، البعض سيهوِّل من الأمر ويتحدث عن انتفاضة شعبية كبرى اعتماداً على أن الأعداد التى خرجت للتظاهر كانت أكبر مما توقع الكثيرون، وأن حاجز الصمت الذى فرضته القبضة الأمنية قد تمت إزاحته، البعض الآخر سيهوِّن من الأمر ويرى أنها مظاهرات قليلة العدد مقارنة بما حدث فى 25 يناير و30 يونيو، وأنها لا تعبر عن كل الشعب المصرى، من حق كل إنسان أن ينحاز لأى من وجهتى النظر كما يشاء".
وأضاف: "بيد أن قراءة المشهد بلغة الأرقام لن تفيد فى فهم ما حدث، فلا نحن بصدد انتفاضة شعبية كبرى، ولا نحن بصدد حدث عابر لا قيمة له، فما حدث إنما ينطبق عليه المانشيت الرئيسى الذى خرجت به "المصرى اليوم" صباح السادس والعشرين من يناير 2011 ... إنـــــــــــذار !".
وتابع: "لن أستطرد فى تفاصيل المشهد، لكن السياق الذى حكمه، والشعارات التى ترددت وبدت كأنها تتحدى أمراً واقعاً يراد له أن يقيم، وصيحات الغضب التى أصاب رذاذها مؤسسات كان يجب أن تكون موضع إجماع وطنى، كل ذلك يستدعى من الحكماء - إن كان ثمة حكماء - أن يراجعوا شؤون الحكم فى مصر، وألا يطمئنوا كثيراً لكونها مجرد زوبعة فى فنجان فيلوذون بصمت الواثق من انتصاره كما لاذ به الذين سادوا من قبل ثم بادوا !".
واستطرد "حسني": "الأمر - صغر شأنه أو كبر - يبدو كإشارات العاصفة لمن يجيدون قراءة الإشارات، قد لا يحتمل الوطن مزيداً من العواصف، لكن العواصف لن تمتنع لمجرد أننا نرى خطرها، وإنما قد تمتنع العاصفة فقط إن هى تغيرت الأسباب التى كونتها وراكمت قوتها ... أولو النُهَى - لا أولو العضلات - مدعوون إذن لأخذ الأمر بجدية، وإلى قراءة المشهد بغير حماقات لم يعد يحتملها الوطن، ولا عاد يقبلها عقل رشيد ولا ضمير يقظ ... اللهم هل بلَّغنا؟ اللهم فاشهد!".
وكانت عدة قوى سياسية قد دعت لتظاهرات أمس الجمعة تحت شعار "جمعة الأرض والعرض"، ضد عبد الفتاح السيسي رئيس النظام المصري، بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها المصريون.
م.ن/س.س