أيمن عزام مقدم البرنامج بالجزيرة مباشر لـ «العرب»: «في ضيافة الهلال» منصة توثّق الدور الإنساني للهلال القطري

alarab
المزيد 16 مارس 2025 , 01:25ص
محمد عابد

في ظل الجهود الإغاثية والإنسانية التي يبذلها الهلال الأحمر القطري، وبالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، يأتي برنامج “في ضيافة الهلال” ليكون نافذة تعكس واقع المعاناة الإنسانية، وتسليط الضوء على جهود إعادة الإعمار في سوريا. البرنامج، الذي يُعرض يوميًا خلال شهر رمضان، يسعى إلى ربط المشاهدين بالواقع السوري ونقل صورة حية عن التحديات التي تواجهها المجتمعات هناك. حول طبيعة البرنامج وأهدافه، ولماذا انطلق من سوريا تحديدًا، أجرت “العرب” هذا الحوار مع الإعلامي أيمن عزام، مذيع الجزيرة مباشر ومقدم البرنامج، الذي تحدث عن تفاصيل المبادرة، والتحديات التي واجهها فريق العمل، ورؤيته لمستقبل البرنامج. وإلى التفاصيل.

◆كيف نشأت فكرة برنامج “في ضيافة الهلال”؟
¶ الفكرة نشأت من اهتمام قناة الجزيرة مباشر بالإنسان وقضاياه، وإيمانها بأن المواطن يجب أن يكون محور التغطية الإعلامية، سواء من حيث تسليط الضوء على معاناته أو منحه حقه في التعبير. هذا التوجه التقى مع دائرة اهتمام الهلال الأحمر القطري، الذي يرفع شعار “الإنسانية أولًا”. ومع التغيير الحاصل في سوريا، والحاجة الماسة لإعادة الإعمار والاستجابة الطارئة، كان لا بد من مبادرة إعلامية وإغاثية تعكس هذا الواقع وتنقله للمشاهدين.
جاءت فكرة البرنامج مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث يقضي فريق العمل هذا الشهر وسط الناس، متابعًا جهود منظمات المجتمع المدني في تقديم خدماتها الإغاثية والتنموية للشعب السوري، وذلك برعاية الهلال الأحمر القطري. ومن هنا جاء اسم البرنامج “في ضيافة الهلال”، في إشارة إلى هلال رمضان وهلال الهلال الأحمر القطري، ليكون البرنامج منصة توثق هذه الجهود وتبرز الدور الإنساني الفاعل.
 
◆ما أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل خلال تنفيذ البرنامج؟
¶ مثل أي برنامج يُبث خارج استوديوهات الجزيرة مباشر في قطر، واجهنا العديد من التحديات، كان أبرزها: الوصول إلى أكبر عدد ممكن من منظمات المجتمع المدني العاملة في الميدان، لضمان تغطية شاملة لمختلف جوانب الأزمة السورية. تصوير مواد تعكس احتياجات المواطن السوري بصدق ووضوح، بعيدًا عن أي مؤثرات أو مبالغات إعلامية. التنسيق مع الجهات الفاعلة واستضافة المعنيين بالشأن الإغاثي على الهواء مباشرة، لتحقيق فاعلية أكبر في مناقشة الملفات الإنسانية مثل: الدعم النفسي، الاستجابات العاجلة، الصحة والتعليم، تمكين المرأة، تأمين المواد التموينية الأساسية.
الحقيقة أن التعاون مع الهلال الأحمر القطري سهّل كثيرًا من هذه التحديات، خاصة فيما يتعلق بالجوانب اللوجستية، حيث ساعد في الوصول إلى القطاعات المختلفة التي تعمل على إعادة الإعمار وبناء الإنسان السوري.
 
◆خلال تصوير البرنامج، ما أكثر اللقاءات التي أثرت فيك شخصيًا؟
¶ اللقاءات التي تناولت أوضاع الناس في سوريا كانت غاية في التأثير. فالمعاناة هنا ليست مجرد أرقام، بل قصص إنسانية موجعة تلمس القلب. ملايين السوريين ما بين نازح، ولاجئ، وقتيل، ومصاب، ومعتقل، من الأطفال والنساء والمسنين، وكل قصة منهم تصلح لأن تكون حلقة بحد ذاتها.
لكن وسط هذه المآسي، كان هناك إرادة وإيمان وتحد لمسناه في الإنسان السوري، فرغم الآلام الشديدة، وجدنا فيهم تطلعًا للمستقبل ورغبة حقيقية في إعادة بناء حياتهم. هذا التحدي كان المشهد الأكثر تأثيرًا في كل الحلقات.
 
◆وما خططكم لتطوير البرنامج مستقبلًا؟
¶ هذا سؤال مطروح بالفعل داخل قناة الجزيرة مباشر وبين المعنيين في الهلال الأحمر القطري. فنجاح البرنامج يدفع نحو التفكير في استمراره أو حتى توسيع نطاقه ليشمل مناطق أخرى تعاني من النزاعات والحروب.
يُذكر أن هذا التعاون بين الجزيرة مباشر والهلال الأحمر القطري ليس الأول، فقد سبق لنا العمل معًا في رمضان قبل الماضي في برنامج “إفطار وسحور”، الذي تم تصويره في شمال سوريا، وتحديدًا في ريف حلب، حيث كنا نجلس على مائدة الهلال الأحمر القطري مع الإدارة المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والنازحين الذين يعيشون في المخيمات، البرنامج حينها استضاف نحو 600 شخصية من العاملين في مجال الإغاثة والتنمية، ونقلنا مشاريع حقيقية نُفذت أو كانت قيد التنفيذ، بتمويل قطري ودعم من رجال الخير في قطر.
ولذلك فالحديث عن مستقبل “في ضيافة الهلال” يعتمد على تقييم التجربة، لكن هناك رغبة حقيقية من الهلال الأحمر القطري في استنساخ التجربة الإعلامية في دول أخرى تعاني من أزمات إنسانية. وبالتالي، لكل حادث حديث، والمهم حاليًا أن نحقق الأهداف المرجوة من البرنامج لصالح بناء الإنسان السوري.
 
◆قدمت العديد من البرامج الرمضانية، ما أبرز الذكريات التي تحملها معها؟
¶ رمضان بالنسبة لي يحمل ذكريات خاصة في مجال البرامج التي تعتمد على تلفزيون الواقع، وهو ما يتماشى مع طبيعة قناة الجزيرة مباشر التي تركز على نقل الواقع كما هو.
من التجارب التي لا أنساها: برنامج “إفطار وسحور” في شمال سوريا، حيث عشنا شهرًا كاملًا وسط النازحين، ونقلنا معاناتهم وجهود منظمات المجتمع المدني في خدمتهم.، التغطية الرمضانية لمحافظات مصر عام 2012، حيث كنت أتنقل يوميًا بين محافظات الصعيد، مثل قنا، أسيوط، أسوان، وسوهاج، لنقل نبض الشارع في الشهر الفضيل، بالإضافة إلى تقديم برنامج يومي خلال جائحة كورونا من إسطنبول، حيث تحول منزلي إلى استوديو، وكانت الفكرة رائدة حينها، إذ كان الناس في بيوتهم والمذيع أيضًا في بيته، ما خلق جوًا حميميًا بيني وبين الجمهور.
كل هذه التجارب كانت غنية ومليئة بالتحديات، لكنني أؤمن بأن الإعلام الحقيقي هو الذي يعيش مع الناس، في واقعهم، وينقل صوتهم بصدق وأمانة.