عبدالهادي النعيمي: لا صعوبات في الشرح.. وأولياء الأمور يساعدون أبناءهم أثناء الدورة

انطلقت الدورات الأونلاين في قسمي البنين والبنات بمركز نوماس «حاضنة الثقافة القطرية» يوم الأحد وسط إقبال وتفاعل كبيرين من المتدربين الصغار.
ويأتي تفعيل الدورات «الأونلاين» بعد قرار وقف تقديم الورش داخل مركز نوماس بناء على توجيه من وزارة الثقافة والرياضة بإيقاف جميع الأنشطة في المراكز الشبابية التابعة لها وفقاً لما تقضيه المرحلة الحالية.
وفي قسم البنين، قدم الأستاذ عبدالهادي النعيمي مسؤول دورة «آداب المجلس» التي تستمر حتى الأربعاء تعريفاً واسعاً للمتدربين عن أنواع ومكانة المجلس في المجتمع، وتمثيل الأدوار المختلفة بالمجلس سواء صحاب المجلس أو الضيف، وتكرار أبيات شعرية تحتوي على معاني سامية ورواية القصص ذات القيم الرجولية، وإكساب المتدربين مهارات إعداد القوة وآداب تقديمها، وإكساب المتدربين آداب التعامل مع جميع الفئات.

وقال النعيمي لـ «العرب»: إنه في الدورات الأونلاين الأولى في بداية الجائحة كنا نواجه صعوبات تقنية في طريقة العرض للمتدرب، وطريقة الشرح وتوفير الفيديوهات والمسميات وعرضها خلال الدورة، إلا أن قسم الإعلام في المركز تمكن من حل تلك الصعوبات بالتنسيق مع وزارة الثقافة والرياضية، مضيفاً أنه في الوقت الحالي تسير الدورات الأونلاين على أفضل صورة ممكنة، خاصة مع تمكن الصغار في مدارسهم من التعامل مع التقنيات التكنولوجية في التعليم.
وأضاف مسؤول «آداب المجلس»، أن الدورة التي انطلقت يوم الأحد شهدت تفاعلاً رائعاً من المتدربين، حيث تمكنوا من تلقي المعلومات وتفاصيل الدورة بأريحية كبيرة، وكأنهم موجودون في المركز، خاصة في ظل وجود تشجيع من أولياء الأمور الذين كانوا يساعدون أبناءهم في طريقة لبس الثوب والغترة.
وأكد النعيمي أن المتدربين المشاركين في الدورة الجارية ملتزمون بالحضور المبكر، ويبدون سعادتهم بالحضور، والتعرف أكثر على ثقافة دولتهم وتراث الأولين، موضحاً أن ذلك يبدو واضحاً من خلال طرحهم المستمر للأسئلة والاستفسارات حول ما يدرسونه بشكل يومي في الدورة.
وعن الاختلافات بين الدورة الأونلاين والدورة داخل المركز، قال النعيمي: إن «الدورة داخل المركز أفضل من الناحية التطبيقية لما تمت دراسته أو تعلمه أولاً بأول، من حيث تمثيل دور الضيف وصاحب المجلس، إضافة إلى التعرف أكثر على أصدقاء جدد»، مؤكداً أن الدورة داخل المركز أيضاً تتضمن تنافسية أكبر في المشاركة في التطبيقات العملية، وحديث المتدربين مع بعضهم البعض، ورغم أن الدورة «الأونلاين» شاملة وتراعي الظروف الحالية، فإن الحضور بالمركز يكون أفضل في تثبيت المعلومات بأذهان الصغار.
وحول طريق الشرح خلال الدورة الأونلاين، أوضح أن «هناك فيديو تعريف بالمركز ودوراته آداب المجلس ركوب الخيل وركوب الهجن والصقارة والسباحة والرماية والغوص والعرضة وإعداد القهوة، وبعدها فيديو عن مضمون الدورة يعرض للمتدربين خلال الدورة ليشاهدوا طريقة السلام والتحفي بين صاحب المجلس والضيف»، مضيفاً أنه «كما يتم استخدام صور لمسميات القهوة مثل المحماس والمبرد والهاون والدلة والغوري والبيز واليف والمدخن كأدوات مساعدة في الشرح».
وأكد النعيمي أن المتدربين في الدورة يتعلمون عدة قيم، مثل تعزيز الهوية الوطنية والولاء والانتماء والاحترام والثقة في النفس، وتحمل المسؤولية وآداب الضيافة والحوار والاستئذان، إضافة إلى قيم دينية واجتماعية وأخلاقية وبيئة وإنسانية.
وعن شروط اجتياز الدورة، يوضح أنه يجب على المتدرب تعلم طريقة عمل القهوة بالطريقة القديمة ومسمياتها، مضيفاً: «أيضاً يتعرفون على المصطلحات القديمة مثل أبهر الدلة بالبهارات بالهيل والزعفران والمسمار لتغير طعم القهوة، وانتظر القهوة للنضوج من 10 دقائق إلى 12 دقيقة حتى تخرج رائحة القهوة في المكان».
وفي قسم البنات، بدأت دورة «آداب المقعد وإعداد الفوالة» أيضاً يوم الأحد، حيث لاقت إقبالاً كبيراً من الفتيات وحرصاً على التسجيل والمشاركة.
وتهدف الورش والدورات التربوية والتراثية التي ينظمها «نوماس» والتي تستهدف الفتيات من عمر 8 سنوات إلى 14 عاماً إلى ربط النشء بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة المستمدة من حياة الآباء والأجداد وتوثيق الصِّلة بين الأجيال، وذلك ضمن الأنشطة المتنوعة للمركز التي تساهم في تدريب وصقل الإبداعات والطاقات، وإخراج جيل قادر على أن يعتمد على نفسه، ويخدم مجتمعه ووطنه.
ويعتبر برنامج «آداب المقعد» هو البرنامج التأسيسي وأول برامج المسار الأكاديمي للفتيات، ويهتم بتعليم الفتيات آداب المقعد وأنواع المقاعد وآداب الضيافة والاستئذان وإعداد القهوة العربية القطرية، وعدد من أطباق الفوالة ومنها التمرية والبلاليط وقرص الطابي.
وقال جاسم المعاضيد رئيس قسم الأنشطة في المركز: إن الدورات الأونلاين التي انطلقت هذا الأسبوع مجانية، حيث حددت مواعيدها كالتالي دورة آداب المجلس من يوم الأحد 14 مارس حتى يوم الأربعاء 17 مارس ولمدة ساعة يومياً، ودورة العرضة من يوم الأحد 21 مارس حتى يوم الأربعاء 24 مارس لمدة ساعة يومياً، ودورة الصقارة من يوم الأحد 28 مارس حتى يوم الأربعاء 21 مارس لمدة ساعة يومياً.
وأضاف المعاضيد أن الدورات التفاعلية راعت انتهاء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثاني، وتستمر حتى شهر رمضان المبارك، لإعطاء فرصة لأكبر عدد من النشء.
وأوضح أن المتدربين الذين يحصلون على الدورات الأونلاين سيكون لهم ميزتان؛ الأولى أن الدورة ستكون مجانية، والثانية سيكون لهم الأولوية في التقديم للدورات الحية بعد عودتها داخل المركز لاحقاً.
وأكد أن المدربين قادرون خلال الدورات الأونلاين على إيصال المعلومات الرئيسية للنشء، والتي تكون نسبتها 80 % من المنهج الأساسي في كل دورة، ويتبقى للمتدرب جزء بسيط يتم تطبيقه مع المدرب بعد عودة الدورات داخل المركز.
ويعمل مركز نوماس على إعداد جيل يتميز بالقيم والسلوكيات الإسلامية والعربية الأصيلة، وأن يكون المركز حلقة الوصل بين حاملي الإرث الثقافي القطري والنشء، وتعزيز قيمة الهوية والأصالة القطرية، وتشجيع النشء على الإبداع والابتكار، وتنمية القدرات وغرس روح الانتماء والمواطنة، والمشاركة في الفعاليات المختلفة محلياً وعالمياً.