التصفيات الأوروبية ليست «نزهة» للعنابي

alarab
رياضة 16 مارس 2021 , 12:35ص

المباريات ودية رسمية ولا بد من الانتصار في بعضها من أجل التصنيف
«الأدعم» أفضل من لوكسمبورج وأذربيجان وقريب من أيرلندا 
 

يستعد العنابي الأول لكرة القدم لخوض اختبار جديد وغير مسبوق، يتمثل في مشاركته بالتصفيات الأوروبية لمونديال قطر 2022، رغم تأهله إلى المونديال كونه مستضيف هذا الحدث العالمي. 
وتعتبر مباريات العنابي في التصفيات الأوروبية تجربة ودية مهمة للغاية، الهدف منها تجهيزه وإعداده من جميع النواحي لأول مونديال في الشرق الأوسط، لكنها في نفس الوقت مباريات رسمية سوف يتم احتسابها في سجلات «فيفا»، وسجلات العنابي؛ كونها مباريات ودية رسمية ومعتمدة من «فيفا». 
هذا الأمر يجعل العنابي في اختبار رسمي وليس ودياً، صحيح أن نتائجه لن تُحتسب في ترتيب نقاط المنتخبات في المجموعة الأولى، التي تضم البرتغال وصربيا وأيرلندا ولوكسمبورج وأذربيجان، لكنها سوف تحتسب في سجلاته وسوف تضاف إلى رصيده، الذي يحدد ترتيب الفرق والمنتخبات في التصنيف العالمي الذي يصدره «فيفا» كل فترة. 
يمكن القول بعد ذلك إن التصفيات الأوروبية لن تكون «نزهة» عنابية، بل مهمة رسمية لها هدفان رئيسيان، أولهما الاستعداد والاحتكاك وكسب الخبرة من اللعب 10 مباريات مع منتخبات لها تصنيفها العالمي، والاستفادة من تنوع المدارس الكروية التي سيلعب معها. 
والهدف الثاني هو تحسين ترتيبه العالمي والقاري، وهو هدف مثله مثل هدف الفوز بالبطولات، وتحقيق الإنجازات، حيث يعتبر التصنيف أمراً مهماً الذي ينعكس إيجابياً على الدولة التي يترفع ترتيبها.
وقد خطف العنابي الأضواء بشدة في فبراير 2019 عندما حقق أحسن ترتيب له في التصنيف العالمي بوصوله إلى المركز 55 بعد حصوله على بطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
وبالإضافة إلى المكاسب التي سيحققها العنابي من اللعب مع منتخبات أوروبية، لا سيما البرتغال وصربيا وأيرلندا، فإنه سيحقق مكاسب أخرى في التصنيف العالمي إذا ما حقق أي انتصارات في التصفيات، والتي سيكون لها قيمتها الكبيرة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن النتائج الإيجابية لمنتخبنا ولو بالتعادل مع البرتغال أو صربيا وأيرلندا، سيكون لها «ثمنها» و»قيمتها»، حيث يختلف الفوز على منتخب أفضل منك في التصنيف على منتخب أقل منك تصنيفاً. 
ومن المهم أن يعتبر العنابي مهمته في التصفيات الأوروبية مهمة رسمية، وليست مجرد فقط تجارب ودية، بمعنى أنه سيكون مطالباً بتحقيق الانتصارات وهو أمر مشروع مهما كان المنافس، وهو أمر مطلوب أيضاً كون بعض المنتخبات أقل منه تصنيفاً مثل لوكسمبورج وأذربيجان، وانتصاره عليهما سيكون طبيعياً. 
لماذا أوروبا
لا شك أن المدرسة الأوروبية من أفضل المدارس الكروية في العالم، حيث تجمع بين الاحترافية وبين المهارة والموهبة، والاحتكاك مع منتخباتها من شأنه أن يزيد من نسبة الاحترافية الانضباطية داخل الملعب للاعبي منتخبنا الوطني. 
كما تتمتع الكرة الأوروبية، خاصة المنتخبات المتقدمة بالسرعة وبالانضباط التكتيكي والالتزام بتعليمات المدرب أكثر من المدارس الأخرى، لا سيما اللاتينية التي يميل فيها اللاعبون إلى الاستعراض وإلى الموهبة والمهارة. 
واختلاف مستويات مجموعة منتخبنا الوطني سيجعل العنابي ومدربه يخوضون التصفيات والمباريات بخطط وطرق مختلفة تتناسب معه أولاً، ومع المنافس ثانياً، وكل ذلك سيعود على العنابي بالفائدة الفنية والبدنية وأيضاً المعنوية، لا سيما لو حقق منتخبنا أي انتصار على هذه المنتخبات.
لو عدنا إلى الفترة التي سبقت كأس آسيا 2019 بالإمارات، وتحديداً في 2018 سنجد أن منتخبنا خاض حوالي 11 مباراة ودية دولية رسمية، ساهمت في تجهيز وإعداد العنابي للبطولة القارية، وانعكست عليه إيجابياً فرفعت مستواه، ورفعت نسبة التفاهم والانسجام بين خطوطه. 
ولعب العنابي قبل آسيا 2019 مع منتخبات عالمية أبرزها سويسرا، والتي حقق فيها العنابي فوزاً تاريخياً بهدف، ومع الجزائر وإيران وآيسلندا وأستراليا وغيرها من المنتخبات المعروفة. 

فرصة لكل اللاعبين
من أكبر المكاسب التي سيحققها العنابي قبل أن تبدأ التصفيات، أن اللاعبين الذين سوف تضمهم القائمة النهائية، سوف يحصلون على فرصة اللعب أمام لوكسمبورج وأذربيحان وأيرلندا، لأسباب اضطرارية أهمها أن المباريات الثلاث ستقام في أقل من أسبوع، وتحديداً أيام 24 و27 و30 مارس الحالي، ومن الصعب على أي مدرب الاعتماد على تشكيل ثابت في المباريات الثلاث، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، وعدم الضغط على اللاعبين في عدد كبير من المباريات في أقل عدد من الأيام.
وامتلاك كل اللاعبين فرصة اللعب في أي مباراة مكسب مهم وكبير، وفرصة ذهبية لكل لاعب لا بد أن يعمل على استغلالها، وتقديم كل ما لديه من جهد ومستوى؛ كي يثبت كفاءته وأيضا لرفع اسم منتخبنا.

منتخبنا يواصل استعداداته لمشوار التصفيات المونديالية

بحماس كبير وبتركيز تام، يواصل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تدريباته تحت قيادة مدربه الإسباني فيليكس سانشيز استعداداً للسفر الجمعة المقبل إلى المجر؛ لخوض بداية مشوار التصفيات الأوروبية لمونديال قطر 2022، ضمن المجموعة الأولى التي تضم البرتغال بطل أوروبا وخامس العالم، وصربيا، وأيرلندا، ولوكسبورج، وأذربيجان.
ويشارك في التدريبات جميع اللاعبين الذين اختارهم سانشيز، باستثناء لاعبي الوكرة والغرافة الذين ينتظمون في التدريبات غداً بعد انتهاء مباراتهما اليوم بدوري نجوم QNB.
وينتظر أن يحسم المدرب قائمة العنابي لرحلة المجر، عقب المران قبل الأخير الذي يقام غداً، حيث تشير التوقعات إلى أن القائمة ستضم من 23 إلى 25 لاعباً من بين 28 لاعباً تضمهم القائمة الأساسية.
ويسعى سانشيز إلى إيجاد قائمة تساعد العنابي على خوض المباريات الثلاث الأولى بشكل جيد دون الضغط على اللاعبين، خاصة والمباريات الثلاثة ستقام خلال أسبوع، حيث يلتقي فيها العنابي مع لوكسبورج، ثم أذربيجان وأيرلندا أيام 24 و27 و30 الجاري لعب نغاردي ستاديون بمدينة دبرتسن المجرية.