قال رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، في حوار له مع مجلة "تايم" الأمريكية في ميونيخ إن اتفاق السلام لن ينهي الاقتتال الدائر في سوريا، وأن بلاده لا توجد لديها خطط لإيقاف ضرباتها الجوية في سوريا حتى يتسنى لحلفاء موسكو في دمشق تحقيق السلام بشروط مناسبة.

وقد وصف ميدفيديف، الذي يقود الوفد الروسي في مؤتمر الأمن في ميونيخ، المسلحين بشكل عام في روسيا بأنهم "لصوص وإرهابيون"، وأنهم يتنقلون بين الحركات والمجموعات بسبب الأموال، ما يصعب على موسكو التفريق بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة.

ولا يعتقد ميدفيديف أن اتفاق السلام سيظل متماسكا، مضيفا أنه لا توجد أسس لتفاؤل حذر فيما يخص الوضع في سوريا حتى يتم التوصل لاتفاق حول مستقبل سوريا والتوصل لتسوية وحول الحوار في الداخل السوري وأسسه والمشاركين فيه ووقف إطلاق النار.

وقال ميدفيديف إن الضربات الجوية التي تشنها بلاده لن تتوقف ما إن يتم التوصل للسلام، وليس بعد استعادة النظام السوري برئاسة بشار الأسد لحلب.

وقصد ميدفيديف بالسلام جلوس رئيس النظام السوري بشار الأسد على طاولة المفاوضات مع قوات المعارضة السورية، الذين يرى أنهم لديهم إمكانية التوصل لاتفاق، والاتفاق حول قائمة الحاضرين في المفاوضات، ثم الاتفاق على الهيكل السياسي في سوريا وعملية الإصلاحات الديمقراطية، وأيضا تحديد دور الأسد في مستقبل سوريا.

وأكد ميدفيديف، أن الأسد ليس بمقدوره تحديد حجم الوجود العسكري الروسي في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا ستقاوم أي محاولة لتقسيم سوريا بين الأسد وقوات المعارضة، مضيفا "نود أن تبقى سوريا في حدودها التاريخية كدولة موحدة، فلا يوجد أحد منا بحاجة لليبيا أخرى التي انقسمت لقطع كثيرة"، موضحا أن روسيا لا ترغب في أن يسيطر "لصوص" على مناطق هناك.

وحول تقرير الأمم المتحدة الذي اعتمد على "مواد وثائقية كثيرة"، كدليل على ارتكاب جرائم حرب في سوريا، قال ميدفيديف إن تقريرا مثل ذلك يجب دراسته بعناية، وفي حال احتوائه على دلائل قوية يجب فرض تقييم قانوني دولي، ولكن ذلك لن يقف عائقا بين موسكو وحلفائها في سوريا.


م.ب/م.ب