فكرة نمطية لاختيار الوظائف.. و4 برامج لتغييرها

alarab
محليات 16 يناير 2022 , 12:15ص
حامد سليمان


نشرت «العرب» مؤخرا حواراً مع السيد عبدالله المنصوري مدير مركز التطوير المهني، نوه خلاله بوجود توجه لدى الشباب القطري لدراسة تخصصات قد يكون سوق العمل القطري متشبعاً منها مثل تخصصات الإدارة العامة والشؤون السياسية، وأكد أن هذا الأمر يتسبب في قوائم انتظار في التوظيف الحكومي، نتيجة التخمة في مجالات معينة في سوق العمل، مرجعاً هذا الأمر إلى نقص بالوعي والمعرفة بطبيعة المجالات التي يحتاجها سوق العمل، لافتا إلى مميزات لها علاقة بالترقيات والحوافز المادية منحصرة في مجالات معينة.
وشدد المنصوري على ضرورة توعية الشباب بالتخصصات والمجالات المهنية التي يحتاجها سوق العمل، داعياً المؤسسات الكبيرة العاملة في قطر لتوعية الشباب حول المهن المطلوبة والملحة لتشجيع الطلاب على الاتجاه لها.
وحول إقبال الكثير من الشباب نحو الالتحاق بالقطاعات العسكرية، قال مدير مركز التطوير المهني: إن هذا التوجه يرجع إلى أربعة أسباب، منها الأساليب التي يتربى عليها الصغار فيعتادون على اختيار المجالات التي تعزز فيهم منطق القوة، وأهمها القطاعات العسكرية التي تحقق هذا المفهوم، والقيمة الكبيرة لمفهوم زملاء العمل واستقاء المعلومات من الزملاء الأكبر سناً، إضافة إلى الرواتب والعلاوات في القطاع العسكري الأعلى من غيره، الأمر الذي ابرز الحاجة لبرامج للتطوير المهني لرفع الوعي بأهمية الاختصاصات الوظيفية الأخرى منها البرنامج التدريبي لتيسير التطوير المهني، حيث يزود هذا البرنامج التدريبي المكثف الأفراد بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم لمساعدة الآخرين في عملية التخطيط المهني، ومساعدتهم في سلوك مسار مهني ودخول مجال عمل ملائم.  وأضاف إنه جرى إعداد هذا البرنامج وتعديله خصيصًا ليتناسب مع السياق القطري والخليجي، حيث يتلقى المشاركون تدريبًا شاملاً ومكثفًا في المجالات الأساسية المتصلة بالتطوير المهني على يد مدربين مؤهلين ومعتمدين من الجمعية الوطنية للتطوير المهني. وهو يشمل 160 ساعة تدريبية تتناول المجالات الأساسية المتصلة بالتطوير المهني، وتُطبق خلالها طرق تدريس عملية وتفاعلية مناسبة لمجموعة متنوعة من بيئات العمل. في الختام، يتأهل المشاركون فيه للحصول على اعتماد معترف به من قبل الجمعية الوطنية للتطوير المهني. وكذلك جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية وهي مبادرة مخصصة لدعم الطلبة في التخطيط لحياتهم الأكاديمية والمهنية أثناء الجائحة وبعدها. وتستهدف هذه المبادرة جميع طلاب المدارس الثانوية في قطر، وطلاب المرحلة ما قبل الجامعية، والطلاب الجامعيين، والخريجين حتى عامين بعد التخرج، إذ تتيح لهم حجز مواعيد مجانية بأنفسهم مع مستشارين مهنيين متخصصين لتلقي خدمات استشارات مهنية شخصية، والاستفادة من موارد التخطيط والتوجيه المهني التي يتيحها المركز لهم. وتنوعت موضوعات الجلسات ما بين فرص العمل، ومتطلبات الدراسة الجامعية، والإرشاد والتوجيه بشأن المسار المهني، والسيرة الذاتية، وتحديد الاختصاص الجامعي الأمثل بالنسبة لهم، بالإضافة إلى سُبُل اختيار الجامعة الأنسب، والدراسة في الخارج، وتحديد الاهتمامات الشخصية للطلاب، وأهدافهم الأكاديمية والمهنية.

استشارات مهنية 
وذكر المنصوري أن أكثر من 250 طالبًا استفادوا من نحو 60 مدرسة في الدولة من جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية المجانية التي قدّمها المركز. وشارك في تقديم الجلسات نحو 16 مستشارًا ومتدربًا مهنيًا متخصصًا. بالإضافة إلى لقاء شركاء التوجيه المهني الذي يخطط لقاءات 2022 تحمل عنوان «دفع عجلة التنمية البشرية عبر التوجيه المهني وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030»، ونقدمه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومكتب مشروع منظمة العمل الدولية في دولة قطر، وقطاع التعليم العالي في مؤسسة قطر. يسعى لقاء عام 2022 إلى مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ توصيات لقاء 2018، واقتراح خطوات عمل للأعوام 2021-2025، لدعم تحقيق أهداف ركيزة التنمية البشرية الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال التوجيه المهني. وسيتطرق اللقاء إلى قضايا استراتيجية وتكتيكية من خلال 7 محاور رئيسية وهي سياسات واستراتيجيات التوجيه المهني الوطني وتقديم خدمات التوجيه المهني عبر وسائل ومنصات متعددة وانتقال الأشخاص ذوي الإعاقة من المدارس المتوسطة والثانوية إلى التعليم العالي وسوق العمل والتوجيه المهني لطلاب مراحل ما قبل المرحلة الجامعية وتعزيز مهارات قابلية التوظيف لدى خريجي التعليم العالي وتنقل القوى العاملة داخل سوق العمل وتعزيز مهاراتها والاستفادة من معلومات سوق العمل. إلى جانب برنامج الموظف الصغير الذي يمنح الطلبة فرصة لاستكشاف الخيارات المهنية المتاحة أمامهم، وذلك من خلال تخصيص يوم يقوم فيه طلاب المدارس (من سن 9 إلى عامًا 15) بمساعدة أحد الوالدين في مزاولة عمله من المنزل (عن بعد). وخلال هذه التجربة يتعرف الطلبة على طبيعة الحياة المهنية الواقعية، ويحظى الأطفال بفرصة قضاء ساعات مبهجة تبقى في ذاكرتهم لوقت طويل، يتعرفون خلالها على قيمة العمل، ويتعلمون من آبائهم مفاهيم أساسية عن الحياة المهنية والخيارات الوظيفية المتاحة. يساعدهم ذلك في رسم تصور واضح لمعالم حياتهم المهنية المستقبلية، ومن ثم اتخاذ قرارات تعليمية مستنيرة للوصول إلى المسار المهني المنشود، وبدء التخطيط لهذا المسار في وقت مبكر.