"كيري" يؤكد للفرنسيين مشاركته آلامهم
حول العالم
16 يناير 2015 , 06:24م
أ.ف.ب
بذل وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" كل ما في وسعه - اليوم الجمعة - لحمل الفرنسيين على نسيان التمثيل الضعيف لبلاده في المسيرة التاريخية - الأحد الماضي - في باريس للتنديد بالإرهاب.
والتقى الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" - واستخدم مفردات بسيطة للتعزية وانتقل إلى مواقع الاعتداءات - وأشاد في بلدية باريس بـ "الأبطال" الذين أنقذوا آخرين خلال الهجمات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي الذي يتحدث اللغة الفرنسية وباريس إحدى أفضل المدن لديه، "إننا نشاطر الشعب الفرنسي ألمه".
وقد أثار غياب كبار المسئولين الأمريكيين عن تلك مسيرة باريس، باستثناء السفيرة الأمريكية "جاين هارتلي" جدلا في الخارج حمل البيت الأبيض على الاعتراف بخطئه والإقرار بأنه كان عليه إرسال مسئول أعلى رتبة.
ولم يغضب ذلك التقاعس فرنسا. لكن وزير الخارجية "لوران فابيوس" قال إنه "لأمر جيد أن يأتي (جون كيري اليوم) إلى هنا. هذا أمر جيد جدا". وأكد أن "كيري" قد اعتذر لأنه لم يشارك في مسيرة الأحد. وأضاف "أبلغني أنه منزعج لأنه لم يأت" للمشاركة في التظاهرة.
وقد توجه "كيري" الذي وصل - مساء أمس الخميس - إلى باريس آتيا من الهند، في الصباح الباكر إلى الإليزيه. وحيا "الشعب الفرنسي الذي عبر عن الوحدة" بعد الاعتداءات التي أسفرت عن 17 قتيلا وعشرين جريحا الأسبوع الماضي.
وقال هولاند "كنتم أنتم ضحايا اعتداء إرهابي استثنائي في 11 سبتمبر". وأضاف "لذلك يتعين علينا أن نجد معا الرد الضروري" لمواجهة التهديد الإرهابي.
وفي أعقاب لقاء استمر نصف ساعة - شارك فيه أيضا "فابيوس" والسفيرة الأمريكية - توجه "كيري" مع نظيره الفرنسي إلى مكان الاعتداء في متجر يهودي للأطعمة، حيث قتل أربعة يهود في التاسع من يناير، وإلى مقر "شارلي إيبدو" حيث قتل 12 شخصا منهم سبعة صحافيين قبل يومين في السابع من يناير.
ووضع الوزيران باقة من الزهور أمام المتجر في شرق باريس. وقد تحدث كيري - الذي كان متجهما بضع دقائق - مع رئيس المجلس اليهودي في فرنسا "جويل ميرغي" أمام المتجر، حيث رفعت على ساريات معدنية الأعلام الإسرائيلية والفرنسية.
وأمام مقر "شارلي إيبدو" - في وسط باريس - قرأ برفقة "فابيوس" مئات رسائل التضامن الملصقة على الواجهة، ثم التقى عمدة الدائرة الذي أعرب عن تأثره العميق بهذه الزيارة.
ثم عمد "كيري" إلى تقبيل "فابيوس" بمودة على خديه قبل أن يضع باقة من الزهور، ويقف دقيقة صمت على بعد أمتار في المكان الذي أصيب فيه شرطي، ثم أجهز عليه برصاصة في الرأس أحد القتلة بعد دقائق على الهجوم الدامي على الأسبوعية الساخرة.
وأنهى "كيري" زيارة التضامن هذه بكلمة بالإنجليزية والفرنسية ألقاها في مقر بلدية باريس. وقال "أريد أن أكون مع باريس كلها، وفرنسا كلها. أريد أن أعبر لكم عن الاشمئزاز الذي شعر به الأمريكيون" حيال "الكابوس" الذي عاشته فرنسا.
وفي هذا الخطاب الذي ألقاه في حضور عمدة باريس الاشتراكية "آن هيدالغو" تحدث "كيري" عن ذكريات شبابه، مشيرا إلى أن والدته عاشت فترة في فرنسا.
ثم وجه "كيري" تحية حارة إلى ضحايا الاعتداءات وإلى "الأبطال" الذين خرجوا فجأة من الظل. وأشاد خصوصا "بلاسانا باتيلي" "المسلم المالي الذي جازف بحياته لإنقاذ زبائن يهود" خلال الهجوم على المتجر اليهودي.
وقال كيري "يجب أن لا ينخدع أحد: فما لا يفهمه الإرهابيون ولا يستطيعون فهمه هو أن الشجاعة واللياقة لن يستسلما أمام الترهيب والتخويف".
وأضاف: "لن ندع أنفسنا نقع في اليأس"، ثم أفسح في المجال لأحد "أصدقائه من ماساشوستس" في شمال شرق الولايات المتحدة المغني جيمس تايلور.
وقد بدأ تايلور بعزف المارسييز (النشيد الوطني الفرنسي) على الجيتار، ثم أنشد أغنيته الشهيرة "لديك صديق".