جنوب السودان يغرق أكثر في العنف بعد عام من الحرب الأهلية

alarab
حول العالم 15 ديسمبر 2014 , 08:16م
أ ف ب
بعد عام على اندلاع الحرب الأهلية الدامية في جنوب السودان لا يظهر أي مؤشر على التوصل إلى تهدئة ويتواصل غرق هذه الدولة الفتية في العنف.

وبعد أن استقل في 9 يوليو 2011 بعد عقود من النزاعات المدمرة والدامية ضد النظام السوداني، غرق جنوب السودان مجددا في 15 ديسمبر 2013 في الحرب.

ونجمت الحرب الأهلية الجديدة عن صراع على السلطة بين الرئيس سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار اللذان يتحدران من قبيلتي الدينكا والنوير أهم اتنيتين في البلد.

وبدأت المعارك في جوبا داخل جيش جنوب السودان بسبب خصومة سياسية اتنية ثم امتدت إلى باقي مناطق البلاد ورافقتها العديد من المجازر والفظاعات بحق المدنيين على أسس اتنية.

وقال جيمس نينرو القس الجنوب سوداني والناشط من أجل السلام "بعد 12 شهر من اندلاع هذه الحرب من المؤلم تصور أن الأسوا قد يكون لم يحدث بعد".

وسيتم الاثنين إحياء الذكرى الحزينة لبدء الحرب الأهلية في جوبا والدول المجاورة، حيث لجأ مئات آلاف من أهالي جنوب السودان، بمواكب دينية وايقاد الشموع ليلا.

ولا توجد أي حصيلة رسمية للقتلى، لكن فريق الأزمات الدولية يقدر أن 50 ألف شخص على الأقل قتلوا في حين يتحدث دبلوماسيون عن ضعفي هذه الحصيلة.

ونشر ناشطون جنوب سودانيون، الاثنين، لائحة أولى جزئية جدا تضم 572 ضحية مؤكدة ستتم تلاوة أسمائهم في أمسيات في جوبا ونيروبي وعبر إذاعات جنوب السودان كما يأملون.

وأوضحت انييت اوول المسؤولة عن المبادرة، أن "اللائحة رغم أنها لا تمثل إلا قسما من الخسائر الاجمالية، تعكس الاثر المدمر لعام من الحرب في جنوب السودان لم يقم خلاله أحد بإحصاء عدد القتلى".

ويرى العديد من المراقبين، أن البلد اليوم في وضع أسوا مما كان عليه إثر النزاع مع الخرطوم.

واعتبرت لونا جيمس من منظمة صوت التغيير (فويس اوف تشانج) أن "جنوب السودان كان مسرحا لعنف بالغ منذ أجيال لكن لم يسبق أن بلغ هذا الحد ولا هذه الدرجة من الخطورة".

وقال ادموند ياكاني المسؤول عن منظمة غير حكومية في جوبا "نحن في وضع أكثر مأساوية مما كنا عليه قبل الاستقلال، وسيحتاج جنوب السودان عقودا للتعافي منه".

وطرد نحو مليوني شخص من منازلهم بسبب العنف كما أصبح نصف سكان البلد ال 12 مليونا بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إلى أن "أساس الكفاح من أجل الاستقلال الذي خاضه البلد، أي انطلاقة جديدة مفترضة تقوم على التسامح والتصرف الرشيد والمسؤولية والوحدة، يتلاشى أمام أعيننا".

واتهم "قادة جنوب السودان بترك طموحاتهم الشخصية تهدد مستقبل امة باسرها".

وبقيت التهديدات بعقوبات دولية بحق المسؤولين الجنوب سودانيين بلا تأثير وقلة هم من يتوقعون حلول السلام في الأمد القصير.

ولم يتم احترام أي من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة وكشف سكاي ويلر من منظمة هيومن رايتس ووتش عن "غياب تام للإرادة السياسية" في إنهاء المعارك أو محاكمة المسؤولين عن الفظاعات في المعسكرين.

وتخشى منظمة اوكسفام، أن تستأنف مع بدء فترة الجفاف من العام هذه الأيام، المواجهات التي خفت حدتها في الأشهر الأخيرة.

ويقول بوث ريث لوانغ القس وعضو مجلس السلام النوير "ليست المعارك التي تقتل أبناءنا، هناك امكانية كبيرة لان يقضوا بسبب الجوع" مضيفا "أن المجاعة سترمي با  إلى الهاوية. لا يمكننا تحمل عام آخر من الحرب والفظاعات والجوع".

وبحسب الأمم المتحدة سمحت عمليات إلقاء مكثفة ومكلفة بالمظلات للمؤن حتى الآن بتفادي المجاعة التي لا تزال تهدد الأهالي.

وقال توبي لانزر مسؤول المساعدة الإنسانية في الأمم المتحدة في جنوب السودان "سنخوض مجددا سباقا ضد الزمن والمجاعة في بداية 2015" معربا عن خشيته من تدهور إضافي للوضع "الخطر" أساسا.

وقالت منظمات العفو الدولية واوكسفام ولجنة الانقاذ الدولية وانقذوا الاطفال في بيان مشترك "ان شعب جنوب السودان امامه مهمة ضخمة تتمثل في تجاوز انقساماته العميقة".

وتحدثت هذه المنظمات عن بلد مدمر حيث "تم نهب مدن باكملها" وقتل آلاف الناس في "مجازر شنيعة".

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فان نحو 12 ألف طفل تم تجنيدهم للقتال من المعسكرين.

وشدد فرانز روشنشتين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ان الاهتمام الدولي "تحول عن جنوب السودان في الأشهر الأخيرة لكن الاحتياجات تبقى ضخمة".