العطية: قطر حاولت تجنب خطر انهيار سوريا
محليات
15 نوفمبر 2014 , 06:48م
نابولي - قنا
قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية " إنه في عالم متغير أخذت الحرب شكلا مختلفا. وأصبحت أيضا تتطلب مهارات وخبرات جديدة ويمكن للتطورات الحالية في الشرق الأوسط أن تشهد على ذلك".. لافتا أن بلدينا (قطر وإيطاليا) وكما هو الحال دائما يقفان إلى جانب شعوب المنطقة في مطالبتهم بالحرية والعدالة. وفي بعض الأحيان يحتاج دعم هذه القيم العليا إلى أكثر من الكلمات
والسياسات ... يحتاج إلى العمل الموحد والإخلاص إلى أقصى حد. والجنود يفهمون ذلك جيدا. واتمنى أن يفعل الساسة المدنيون نفس الشيء.
وأوضح سعادته، في الكلمة التي ألقاها في أكاديمية إيرونوتيكا (الأكاديمية الجوية الإيطالية)، أنه دائما يتساءل كيف يكون الوضع اليوم لو أن العالم كان قد تصدى لوحشية النظام السوري في عام 2011؟. مؤكدا أن الأمور كانت سوف تظل معقدة ومضطربة ولكن ما كنا سوف نصل إلى المستوى الذي وصلنا إليه من الفوضى الكاملة والكارثة الكبرى.
وشدد سعادة الدكتور العطية على أن قطر كانت إلى حد ما وحيدة قبل ثلاث سنوات وهي تحاول أن تحذر المجتمع الدولي من خطورة انهيار سوريا، وتابع " في ذلك الوقت كانت بلدي تفعل كل ما في وسعها لحشد الدعم للمعارضة الشرعية في حربها ضد النظام . ولكن بكل أسف مر الوقت وتعمقت المأساة وخرج مارد العنف".
ولفت سعادته إلى أن الإرهاب يزدهر وينمو في ظروف الفوضى والحرمان. وبالرغم من أنه يتغذى على الكراهية والأيديولوجيات المقيتة فإنه ينتعش أيضا في أوضاع وظروف اجتماعية معينة.
وقال سعادة الدكتور العطية "اسمحوا لي أن أقتبس من كلمات أميرنا والقائد العام لقواتنا المسلحة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عن هذا الموضوع بالذات:
"لقد أثبتت الأحداث دون أدنى شك أن الإرهاب لا يمكن هزيمته إلا في بيئته الاجتماعية. فإذا وقفت المجتمعات معنا في حربنا ضد الإرهاب فإننا عندها نحتاج أن نكون عادلين مع الشعوب وألا نجبرهم على الاختيار ما بين الإرهاب والطغيان أو بين الإرهاب والتهميش الطائفي".
وأوضح العطية أن المجتمع الدولي قد تخلى عن الشعب السوري، وفي الماضي تخلى عن الشعب العراقي ليعيش الشعبان في دوامة الفوضى والتفكك.. وقال "وعندما فعل المجتمع الدولي ذلك أمسكنا نحن عن الشعب، ونطلب منهم الآن أن يهزموا الإرهابيين دون أن نفعل أمام ما يرتكبه النظام شيئا ".. معربا عن خشيته أن يتذكر التاريخ طويلا المأساة الكبيرة والتداعيات الإنسانية المؤلمة الناجمة عن التقاعس عن التصدي للنظام السوري في بداية الصراع.
وأضاف " إنه في جوهر التقاعس هناك بالتأكيد العوائق التشريعية وتأثير الرأي العام، ولكن هناك أيضا كما أرى عجز عام عن فهم الأوضاع مثل التي بدأت تتكشف حاليا في دمشق، وقبل ذلك في بغداد، وهي الأوضاع التي لا يمكن تشخيصها بالطريقة الصحيحة وفهمها جيدا إلا من خلال تحليلات القوى الإقليمية الفاعلة والجيران".
وأكد سعادة وزير الخارجية أن قطر لم تأل جهدا للتواصل مع حلفائها لتجنب الخطر الناجم عن الانهيار السوري، بل ذهبت أكثر من ذلك ودعمت المعارضة المعتدلة بفعالية سياسيا ولوجستيا.
وذكر أنه بينما نتطلع إلى المستقبل دعونا أن نتجنب الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى، وأن نستثمر المزيد من الوقت والموارد في البحث عن حلول سياسية وسلمية للمشاكل الإقليمية. وفي هذا السياق تجد قطر بعلاقاتها وتواصلها مع الجهات التي لا تصل إليها القوى الغربية في موقع مثالي للعمل كمنصة فاعلة لحل النزاعات بالطرق السلمية.
وشدد سعادة الدكتور العطية على أن الهدف من سياستنا الخارجية واضح جدا، وهو تشجيع قنوات التواصل الإيجابي من خلال جهود الوسطاء المعتدلين مع مختلف المجموعات التي جرى عزلها فلجأت إلى العنف، مؤكدا أن الشرق الأوسط بتعقيدات تحالفاته وسياساته هو في أمس الحاجة إلى شريك حقيقي يستطيع أن يرعى ويدير حوارا مفتوحا.
وأضاف " إن قطر تسعى جاهدة لأن تلعب ذلك الدور. ومهما كان حجم الانتقادات التي تتعرض لها من جراء ذلك فإنها مصممة على الاستمرار في السير في هذا الطريق".
وفي هذا المجال الهام، قال سعادته "يستطيع أصدقاؤنا الإيطاليون أن يضيفوا الكثير إلى جهودنا. والواقع أن شعب إيطاليا الذكي والحصيف لديه الكثير الذي يستطيع أن يقدمه في بناء عالم أكثر تسامحا وسلاما.. فبلدكم قدم الكثير بالفعل ومع ذلك نتطلع إلى المزيد من التعاون معه".
وقال سعادة وزير الخارجية " لا أستطيع أن أجد طريقة أكثر فعالية لتكريم جنودنا الذين سقطوا أبطالا في المعركة من أن نلتزم التزاما كاملا بالسعي بلا هوادة لتحقيق السلام".