«ساعة وساعة» يسلط الضوء على دور الابتكار الرقمي في الوعي بسرطان الثدي

alarab
محليات 15 أكتوبر 2025 , 01:22ص
حامد سليمان

نظم برنامج «ساعة وساعة»، فعالية توعوية نوعية تحت شعار «نافذة أمل»، ضمن أنشطة شهر أكتوبر الوردي، وذلك في فندق إزدان بالاس، بحضور عدد كبير من الجهات الصحية والتعليمية والثقافية والإنسانية.
تأتي الفعالية بالشراكة مع الجمعية القطرية للسرطان، وبدعم من وزارة الصحة العامة ممثلة بـ «إدارة الوقاية من الأمراض غير الانتقالية»، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والإدارة العامة للأوقاف، إلى جانب السفارة التركية في الدوحة، والمركز الثقافي التركي، والمدرسة التركية، إضافة إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية والصحية المحلية.
 وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على العلاقة الحيوية بين التكنولوجيا والتوعية الصحية، خاصة فيما يتعلق بمرض سرطان الثدي، وكيفية الاستفادة من الأدوات الرقمية في رفع مستوى الوعي الصحي، تعزيز الكشف المبكر، والتخفيف من معاناة المرضى عبر دعمهم النفسي والمعرفي.
كما تضمنت الفعالية محورًا مهمًا حول التحديات الناجمة عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، وسبل تحقيق التوازن الرقمي، خاصة لدى الأطفال والشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر استخدامًا للتقنيات الحديثة.

د. محمد بن حمد لـ العرب:  المؤسسات الصحية حريصة على مواكبة التطور التكنولوجي

أكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة، أن الفعالية تمثل مبادرة طيبة من الجمعية القطرية للسرطان و»ساعة وساعة»، لافتاً إلى أن مثل هذه الفعاليات تعمل على توعية الجمهور بالتكنولوجيا القادمة، ليكون الجميع جاهزاً لها.
وقال د. محمد بن حمد لـ «العرب»: توعية السكان وتشجيعهم على الاستفادة من التكنولوجيا فعالة جداً فيما يتعلق بالوقاية والعلاج والمتابعة، في الوقت الذي يتحرك فيه الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة، يجب أن نستفيد منه، لذا نشكر القائمين على هذه المبادرة التوعوية التي تسعى إلى أن تكون قريبة من التكنولوجيا وكيف يمكن أن نستفيد منها بالشكل الأمثل. وأشار إلى حرص المؤسسات الصحية في قطر على أن تواكب التطور التكنولوجي، وأن المؤسسات بدأت في اتخاذ عدة خطوات، وحرصت على أن تكون بطريقة متوازنة بحيث لا تؤثر على الأشخاص، وألا تكون مدعاة للقلق وأن تكون أكثر دقة، خاصةً وأن هذه الأنظمة تتحسن مع مرور الوقت. ونوه إلى أن تدريب الكوادر على التقنيات الحديثة من الأمور الهامة جداً، وأن يتوفر التعليم أونلاين، بحيث يكون ميسرا بالنسبة لكافة الكوادر، إضافة إلى التدريب العملي في حال تطلب الأمر ذلك، لافتاً إلى أن الهدف هو الوصول لأكبر قطاع من الجمهور في أسرع وقت، عن طريق الاستفادة من التقنيات الحديثة.

د. خالد بن جبر: الشراكة المثمرة تعكس إيماننا العميق بأهمية الاستثمار في المعرفة

قال الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني- مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان – نؤمن في الجمعية بأن التوعية ليست خيارًا، بل مسؤولية، وأن التكنولوجيا حين توظّف في هذا السياق، تصبح أداة قادرة على إنقاذ الأرواح وفتح نوافذ للأمل في قلوب المرضى وذويهم، مشيراً إلى أن فعالية «التكنولوجيا والتوعية» تمثل نموذجًا ملهمًا لما يمكن أن نحققه حين تتكاتف جهود مؤسسات الدولة المختلفة لتسخير الابتكار الرقمي في خدمة الوعي الصحي، لاسيما فيما يتعلق بسرطان الثدي.
وأضاف قائلاً « إن الشراكة المثمرة بين الجمعية القطرية للسرطان وبرنامج (ساعة وساعة) وكافة الجهات الداعمة، تعكس إيماننا العميق بأهمية الاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا كوسيلة لتعزيز الوقاية، ودعم المتعايشين مع المرض. كما وجّه رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان رسالة شكر وتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية، مضيفاً «ونجدد التزامنا بمواصلة العمل من أجل مجتمع واعٍ، متماسك، ومبادر، حيث تتحول كل معلومة إلى وقاية، وكل دعم إلى حياة، وكل لحظة يأس إلى نافذة أمل.»

تماني اليافعي: التكنولوجيا جسور من نور

قالت الأستاذة تماني اليافعي، الرئيس التنفيذي لبرنامج «ساعة وساعة: هذه الفعالية التي تنظم تحت شعار (نافذة أمل) ضمن فعاليات أكتوبر الوردي، والتي تحمل في طياتها رسالة إنسانية وصحية نبيلة، تسعى إلى تعزيز الوعي وتقديم الدعم عبر بوابة العلم والتكنولوجيا.
وأضافت: نحن نؤمن بأن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل هي جسور من نور، تصلنا بالمعرفة، وتفتح أمامنا نوافذ للحياة، للطمأنينة، وللرجاء. وكل وعي يُنقذ حياة، وكل معلومة قد تُزرع بمحبة قد تثمر أملاً في قلب مريض. وجودنا اليوم هو رسالة دعم وحب لكل من يواجه تحديات المرض، ولكل من يقف خلفهم من أبطال الرعاية والدعم. وختمت كلمتها بالتأكيد على أهمية التعاون المجتمعي، فقالت: «هذه الفعالية هي تجسيد لإيماننا العميق بأهمية تكاتف كافة القطاعات لنشر الوعي، وتوظيف التكنولوجيا في سبيل بناء مجتمع صحي أكثر وعيًا، وتفاؤلاً، وإنسانية.»

مشاركة واسعة من المؤسسات المختلفة

شهدت الفعالية مشاركة متحدثين من الجمعية القطرية للسرطان، ومعهد الشرطة النسائية، وجمعية المهندسين القطرية، وجامعة قطر وأدارت الجلسة النقاشية الإعلامية حصة الكواري.
وشارك في المعرض المصاحب مجموعة من الجهات من بينها مؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى السفارة التركية والمركز الثقافي والمدرسة التركية، والهلال الأحمر، مدرسة الخور النموذجية للبنين وجامعة قطر ومدرسة الخنساء الابتدائية للبنات، بالإضافة إلى أركان توعوية من الجمعية القطرية للسرطان. 
وسعت فعالية «التكنولوجيا والتوعية – نافذة أمل» إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، أبرزها إبراز دور التكنولوجيا في تحسين الرعاية والتوعية الصحية، ونشر الوعي بسرطان الثدي وتعزيز الكشف المبكر، والتوعية بمخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وكذلك عرض التجربة القطرية الرائدة في التوظيف الصحي للتقنيات، بالإضافة إلى دعم الحالة النفسية لمرضى السرطان وأسرهم، وتعزيز سلوكيات صحية إيجابية لدى الأطفال.
كما سعينا من خلال الفعالية إلى خلق بيئة مجتمعية إيجابية تشجع على التفاؤل والثقة بالعلم.
تضمنت الفعالية برنامجا حافلا، واستهلت بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للقارئ فيصل احمد من الإدارة العامة للأوقاف، تلاها النشيد الوطني القطري، والذي أداه طلاب مدرسة الخور النموذجية، ثم فقرة شعرية ألقتها الطالبة الدانة أحمد العبدالله من مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات.
وتوالت بعد ذلك الكلمات الرسمية، وعروض الفيديو التوعوية، والعروض الموسيقية بمشاركة المدرسة التركية، إلى جانب فقرة الكورال الطلابي، وعُرض فيديو خاص من الجمعية القطرية للسرطان، ثم بدأت الجلسة النقاشية بعنوان «التكنولوجيا والتوعية»، لتُختتم الفعالية بصورة جماعية وجولة في أرجاء المعرض الفني المصاحب.
في ختام الفعالية، تم تكريم الجهات المشاركة والداعمة، مع التأكيد على أهمية استمرار التعاون بين القطاعين الصحي والتعليمي، وتكامل الجهود المجتمعية لدعم المبادرات التوعوية، وخاصة تلك التي تُعنى بسرطان الثدي. وتم توجيه رسالة واضحة مفادها أن المعرفة والتكنولوجيا والتكاتف المجتمعي هي مفاتيح بناء مستقبل أكثر وعيًا وصحة وأملاً.