

نظمت وزارة الثقافة أمس، ندوة “الاحتفال بالتراث الثقافي غير المادي”، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، في قاعة بيت الحكمة بمقر الوزارة.
وقد جاءت الندوة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في صون التراث الثقافي غير المادي، وأهمية الحفاظ عليه وتوثيقه في المحافل الدولية، خاصة عبر تسجيله في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو. وبمناسبة مرور ذكرى توقيع اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي.
وسلطت الندوة الضوء على سبل نشر وتعزيز التراث الثقافي غير المادي في المجتمع بمختلف فئاته، وكيفية تطوير مفردات هذا التراث في مختلف المجالات، وذلك ضمن إطار جهود دولة قطر في حماية موروثها الثقافي وتعزيز مكانته في المحافل الدولية.
وشارك في كل من سعادة السيد علي زينل، مستشار في إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة، والدكتور خالد البلوشي من اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والسيد محمد سعيد البلوشي خبير التراث بوزارة الثقافة، وأدارها الكاتب صالح غريب الباحث في إدارة التراث بوزارة الثقافة.
وعرف الكاتب صالح غريب في تقديمه للندوة، أهمية المناسبة التي تصادف يوم 17 أكتوبر من كل عام موضحا أن التراث غير المادي حسب تعريف اليونسكو يشمل التقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من أسلافنا والتي ستنقل إلى أحفادنا،
وقال إن التراث الثقافي غير المادي يعد عاملاً مهماً في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة.
وتناول السيد علي زينل المستشار في إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة، في بداية حديثه تعريفا عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة منذ إنشائها في عام 1945، واهتماماتها بالتربية والثقافة وأن عدد الدول الأعضاء في المنظمة بلغ 195 دولة، مشيرا إلى أن دولة قطر انضمت إلى اليونسكو عام 1972، ولها دور بارز في اليونسكو بمختلف المجالات.
وقال إن اليونسكو عقدت منذ اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية عام 1954 وحتى اليوم 43 اتفاقية، منها 23 اتفاقية في الشأن الثقافي لافتا إلى أن أهم الاتفاقيات التي تناولت التراث هي اتفاقيات أعوام: 1970، 2001، 2003، 2005م.
وشرح السيد علي زينل أهداف الاتفاقية كما عرف بلجنة التراث في اليونسكو والتي يمثلها 3 دول عربية في كل دورة مبينا أهمية الجهود القطرية والدولية في حفظ التراث غير المادي لافتا إلى أن اللجنة سوف تعقد اجتماعها المقبل في البارغواي في الفترة من 2- 7 ديسمبر المقبل.
وتطرق السيد محمد سعيد البلوشي إلى أهم الملفات التراثية التي سعت دولة قطر للمحافظة عليها باعتبارها إرثا مهما مثل “ملف الصقارة”، الذي أصبح تراثًا عالميًا منذ تسجيله في عام 2010 بعد مساعٍ بدأت في 2009. وأوضح أن هذا الملف تحول من تراث محلي إلى تراث إنساني عالمي بانضمام 24 دولة، بما فيها دول أوروبية، مما يعكس أن التراث الإنساني مشترك وعالمي.
من جانبه، تناول الدكتور خالد البلوشي الشراكة الفاعلة بين اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية في تعزيز الجهود الوطنية لحماية التراث الثقافي غير المادي.
وأوضح أن هذه الشراكة ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء من سلسلة طويلة من التعاون المستمر بين الجهات الثقافية والتعليمية في دولة قطر، بهدف المحافظة على التراث الوطني وتوثيقه بما يتوافق مع المعايير الدولية.
وأكد أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون المؤسسي الذي يسهم في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة، ويساعد في تعزيز مكانة قطر كمركز ثقافي عالمي.