تضاعف عدد الأطباء القطريين من خريجي وايل كورنيل خلال 3 سنوات
حوارات
15 أكتوبر 2012 , 12:00ص
أجرى الحوار - محمد عزام
وعد الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل المجتمع القطري بزيادة عدد الأطباء القطريين من خريجي الكلية المصنفة في المرتبة الأولى عالميا في التعليم الطبي.
وقال شيخ في حوار خاص لـ «العرب» إن العام الحالي الذي شهد بدء 5 طلاب قطريين لحياتهم العلمية في الكلية ليس صدفة، حيث تعمل الكلية وفق خطة وصلت إلى عامها الثالث ويتوقع بعد 3 أعوام أن يتضاعف عدد الخريجين القطريين من الكلية وفق الخطة.
وفي نفس السياق أكد شيخ أن الكلية تسير بخطى متسارعة لتحقيق هدفها بأن نصبح أول كلية طب في الشرق الأوسط والعالم العربي وآسيا.
وتوقع شيخ أن يفتح مركز السدرة للطب والبحوث أبوابه مبكرا خلال العام المقبل، لافتا إلى أن شراكة الكلية والمركز ستفعل تدريبا أميركيا للطلاب وفق أعلى المستويات العالمية.
وكشف شيخ عن خطة الكلية لتنظيم 3 مؤتمرات وفعاليات كبرى بالتعاون مع «حمد» حول الأمراض العصبية والنفسية والاكتئاب والصرع في قطر خلال العام الأكاديمي الحالي.
«العرب» التقت عميد وايل كورنيل وحاورته حول خطة الكلية التعليمية والبحثية خلال العام الأكاديمي الحالي وغيرها من القضايا في الحوار التالي..
دكتور، دعني أبدأ معك من دفعة 2016 التي بدأت عامها الدراسي قبل عدة أيام. لوحظ أن عدد القطريين بها 5 طلاب وهذه المرة الأولى التي يلتحق بالكلية التي لها معايير عالمية لتخريج الأطباء هذا العدد. كيف وصلتم لهذا الأمر؟
- اليوم بعد عامين ونصف بدأنا في جني ثمار ما خططنا له، حيث أصبح لدينا لأول مرة 5 طلاب دفعة واحدة ضمن عدد طلاب دفعة 2016 التي تبدأ عامها الدراسي الأول هذا العام، وعندما توليت مهام منصبي قبل عامين ونصف وعدت بزيادة عدد الملتحقين واليوم أعد أنه خلال ثلاث سنوات سيتضاعف عدد القطريين من خريجي كلية وايل كورنيل بحيث سنصل إلى 10 أو ما يزيد من عدد الخريجين القطريين، وهذا هو ما عملنا عليه من خلال برنامج ما قبل الطب والذي يمتد على مدى سنتين ويركز على تدريس المواد العلمية المتعلقة بالطب بالإضافة إلى مادتي علم النفس وأخلاقيات مهنة الطب، والذي التحق به 43 طالباً من 16 جنسية مختلفة بينهم 12 طالباً قطرياً، بينما يستمر البرنامج التأسيسي للطلاب عاماً كاملاً ويشمل المواد العلمية الأساسية والرياضيات واللغة الإنجليزية، وتمّ إعداد البرنامج التأسيسي ليتيح للطلاب المنتسبين إليه، تنمية قدراتهم في التفكير النقدي وفي حلّ المشكلات كما يشجعهم على التفاعل فيما بينهم وعلى اكتساب روح المشاركة البناءة.
ولا بد من القول إن لدينا محورين رئيسيين نعمل عليهما؛ حيث نعمل على أن يلقي كل أستاذ من أساتذة وايل كورنيل محاضرة في مدرستين لإلهام الطلاب حول الكلية، ونقدم خدمة الإرشاد الأكاديمي، وندعم تدريس المواد العلمية كالفيزياء والرياضيات وغيرها، ونقيم ورش عمل لمعلمي هذه المواد، بحضور نخبة من المدرسين العالميين، كما أن لدينا أعضاء في مجلس إدارة مدرسة ديباكي للمهن الطبية، بالإضافة إلى عملنا من خلال برنامج دراسات الطب بلا حدود الذي يجمع الطلاب وأسرهم في فصل الصيف؛ ليتعلموا المزيد حول الدراسة بوايل كورنيل، وتذهب مدير القبول وشؤون الطلاب إلى مديري المدارس، وتجتمع بالطلاب والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس؛ لجذبهم للدراسة في وايل كورنيل قطر.
على الجانب الآخر إلى أي مدى نجحتم في استقطاب طلاب من دول إقليمية وغربية إلى قطر؟
- لدينا حاليا طلاب من العديد من دول العالم، لكن تركيزنا الأساسي على تخريج طلاب قطريين، ونأخذ قلة فقط من أنحاء العالم، وتأتينا العديد من الطلبات؛ للالتحاق بالجامعة من جميع أنحاء العالم، لكننا نستهدف استقطاب المهارات المحلية.
قبل عامين ونصف عندما توليت منصبك قلت في خطاب «نهدف إلى جعل كلية طب وايل كورنيل في قطر أفضل كلية طب ليس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب، بل وفي آسيا أيضاً»، ماذا أنجزتم من هذا الهدف؟
- نحن نمشي على جدول ثابت لتحقيق إنجازات محددة ومؤقتة زمنيا ومنها زيادة عدد الخريجين القطريين، ولاحظنا أننا خلال عامين كان معدل أدائنا متسارعا لتحقيق أهدافنا خاصة لأن الكلية تضمّ نخبة من أفراد الهيئة التدريسية، كما أن مرافقها البحثية تعتبر من أفضل المرافق المتطورة في منطقة الشرق الأوسط. ولعلّ هذا المستوى الرفيع من التدريس الذي تقدمه الكلية للطلاب، يساهم في إعداد جيل من الأطباء الأكفاء الذين يتخرجون كل عام من كليتنا ويعتبرون من بين الأفضل في المنطقة برمتها. وأودّ أن أذكر في هذه المناسبة أن كلية طب وايل كورنيل في قطر ماضية بدعم الرؤية الاستشرافية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الرامية إلى جعل قطر دولة قائمة على الاقتصاد المعرفي.
من المعروف أن لديكم شراكة مع مؤسسة حمد الطبية التي يعمل بها خريجوكم لكن أين يعمل خريجوكم حاليا خارج قطر؟
- خريجونا يعملون حاليا في أرقى المعاهد والمستشفيات الأميركية والأوروبية، مثل جون هوبكنز ومستشفى نيويورك البورستيباري وكليفلاند كلينك وbly كلينك وجامعة فيرجينيا ومشفى هيوستن.
ما أبرز الأبحاث التي تعملون عليها حاليا؟
- نحن حريصون على أن تسهم المعرفة التي يتوصَّل إليه باحثونا بمختبراتنا، بعد إخضاعها للتجارب الإكلينيكية الدقيقة، في تطوير عقاقير دوائية لعلاج السرطان وداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالطبع مجالات تركيزنا وفقا لخطتنا البحثية الحالية تتمثل في السكري والجينوم والسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي في قطر، ولدينا خطة بحثية خماسية، نراجعها بشكل دوري وسنوي، وتعمل برامجنا البحثية على إيجاد حلول لأمراض الالتهاب الكبدي والسمنة والسكري والأمراض القلبية باستخدام الخلايا الجذعية والأبحاث الجينية؛ حيث ندرب طلابنا وخريجينا والعاملين في المجال الطبي من خلال شراكاتنا على المستوى الدولي، ونعمل على دعم هذه الشراكات من خلال أبحاثنا التي تعرف الآن على مستوى عالمي، وهو ما يضع اسم قطر في الخريطة البحثية الطبية العالمية، ومحليا نتعاون مع مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر في مجالات البحوث والتدريب، وفرص الأبحاث مفتوحة للطلاب والأساتذة، حيث يوجد العديد من المبادرات في الدولة مثل مبادرات الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، ولكن على الطلاب التنسيق مع أساتذتهم، والتعاون معهم. ورغم تركيزنا على 3 مجالات (السمنة والسكري والقلب) إلا أننا نجري بالتوازي مع ذلك أبحاث أمراض الأطفال.
ما أبرز الأبحاث التي انتهيتم منها مؤخرا وإلام توصلتم؟
- أبحاث حول مرض السكري، وهي متواصلة بالإضافة إلى العمل على اكتشاف وتحليل سلسلة جينات حيوانات المها.
* في حوار سابق مع جريدة «العرب» قلتم إنكم تسعون لإنشاء مركز لأبحاث حوادث السير وما يرتبط بها من تأثيرات صحية. أين وصل هذا المشروع؟
- بالفعل قمنا بعمل مركز بحوث لحوادث السير، وسبب اختيارنا لحوادث السير يرجع إلى أنها من الأسباب الأساسية للوفيات في قطر، والدكتور رافيندر ماماتاني العميد المساعد لشؤون الطلبة وأستاذ الطب العام قام بدراسات حول أسباب حوادث السير وكيفية تقليلها وتوقعاته لها خلال 3 أعوام مقبلة، ونشرت الدراسة التي تعد نواة لعمل المركز في دورية محكمة علميا.
لديكم شراكة مع مركز السدرة للطب والبحوث. من خلال معرفتكم بما يجري هناك متى يفتتح المركز أبوابه؟
- أعتقد.. مبكرا خلال العام المقبل، حيث نعد طلابنا للذهاب إلى المركز والتدريب الطبي على الطريقة الأميركية في العلاج وفق أحدث التقنيات التي يمتلكها المركز، وقلت من قبل: يمكن اعتبار السدرة مستشفى جامعياً لوايل كورنيل؛ حيث يدرب السدرة طلابنا، كما يشارك أساتذة الكلية في معالجة المرضى، وإجراء الأبحاث، وهو ما يعد استكمالا لمسيرتنا مع مؤسسة حمد الطيبة.
ما الشركات والفعاليات التي تعملون عليها خلال العام الأكاديمي الجديد؟
- نستعد لتنظيم مؤتمر كبير بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية بالإضافة إلى 3 مؤتمرات، الأول حول الأمراض العصبية والنفسية، والثاني حول الاكتئاب، والثالث حول الصرع في قطر.