حبيب حداد.. تاريخ لبنان الضاحك

alarab
منوعات 15 سبتمبر 2012 , 12:00ص
إعداد: فراس حجاج
قال لي ذات يوم فنان الكاريكاتير السوري الأستاذ عبد الله بصمجي: «من المعاناة والألم يولد الإبداع» ومنذ الحرب الأهلية اللبنانية وأصوات الموت جاءت هذه الريشة بصوت مختلف تحكي رواية الحياة وما تراه العين على الأرض وما يتمناه القلب من حرية وما تكتبه أصابع اليد من توقيع لحبيب حداد. ولد الفنان حبيب حداد في لبنان عام 1945، ومنذ نعومة أظافره وهو منكب بشكل محموم على قراءة الأحداث المتوالية للوطن العربي ولكن قراءته جاءت مختلفة حيث نبت فن الكاريكاتير في فكره مسيطرا على رؤيته وجاعلا منه أسلوبا للتعبير عن مراده. كانت بدايات هذا الفنان العملاق في مطلع السبعينيات حيث عمل كرسام كاريكاتير في صحيفتي النداء والأخبار اللبنانية ومع اشتداد الحرب الأهلية اللبنانية اضطر إلى الهجرة إلى فرنسا 1975 حاملا ريشته ليكمل مشواره الفني وموصلا لرسالته إلى العالم بطريقته الخاصة طريق النقد الكاريكاتيري الساخر بدون تعليق. بدأ هذا الفنان بهجرته إلى فرنسا باتخاذ أولى خطواته العالمية منفردا في مجاله، حيث عمل في مجلة المستقبل وكذلك في المحرر الباريسية والعديد من الصحف الفرنسية كرسام كاريكاتير متميز حتى استقر في جريدة الحياة اللندنية. حفر هذا الفنان اسمه في ذاكرة تاريخ الكاريكاتير العربي لما قدمه من أسلوب جديد ومتميز انفرد به من خلال لوحاته الكاريكاتيرية مما أهله للحصول على الكثير من الجوائز العربية والعالمية في الكاريكاتير منها جائزة الصحافة العربية في دبي عام 2002 وكذلك جائزرة سان جوست لو مارتل في مدينة ليموج الفرنسية عام 2009 بالإضافة إلى اختيار هذا الفنان في لجنة التحكيم ورلد برس كارتون في البرتغال عام 2008. قام هذا الفنان بتوثيق رسومه الكاريكاتيرية من خلال إصدار كتابين شملا رسومه الكاريكاتيرية، الأول صدر عام 1979 وكان بعنوان الأحداث في الكاريكاتير والكتاب الثاني صدر عام 1998 وكان بعنوان حداد كرتون ، ضم هذان الكتابان رسومه الكاريكاتيرية المنشورة في صحيفة الحياة اللندنية والصحف التي عمل بها. ما زال الفنان حبيب حداد يقوم بواجبه اليومي من خلال رسمة كاريكاتيرية يومية في جريدة الحياة اللندنية ناقدا وساخرا وحالما بما يتمناه أي عربي بالحرية وما يتمناه حبيب حداد.