مستشارك النفسي.. أعاني من قلق زائد

alarab
محليات 15 أغسطس 2025 , 01:25ص
د. العربي عطاء الله

السلام عليكم.. لدي مشكلة القلق الزائد على أي شيء جديد أفوم به وأحياناً لا أنام بسبب هذا القلق وأحياناً يصاحبه خوف شديد، كما أتحسس كثيرا تجاه الآخرين وأريد حلا يجعلني اكثر قوة.. مررت بظروف عائلية صعبة بالنسبة لي وطفولتي كانت مليئة بتحمل المسؤولية وكانت فوق طاقتي ولكني كنت اثبت نفسي لأني احب والدتي ولا أريدها ان تغضب. أختكم /‏ سارة

الإجابة /‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة سارة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، أتمنى لك موفور الصحة والعافية، كما أشكركِ على تواصلك معنا. 
 اعلمي أنَّ القلقَ هو شعورُ الإنسانِ بعدمِ الرَّاحةِ تجاهَ شيءٍ ما يُمكنُ أن يحدُث -غير مؤكد- أو خطر محدقٍ يُخافُ منه الإنسان، فيشتِّتُ ذهنه ويُضايقه، ويُقلق منامه، ويُعكِّرُ صفوه، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يُعتبرُ عدوَّ النَّجاح والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدورُ أمامه.
 لماذا الخوف والقلق والحزن -أختي الفاضلة -!؟ اجعلي إيمانك بالله قوياً ولا تخافي، واعلمي أنَّه لن يصيبكَ إلا ما كتبَ الله لك، ولا تفكِّري في أمورٍ مجهولةٍ، ولا تُشغلي بالك بها، ألا تعلمي أنَّ الخوفَ والقلق لصَّانِ من لصوصِ الطَّاقةِ، فهما عائقان في وجهِ النَّجاح؛ لأنَّهما يستهلكان جميعَ طاقاتك وقواك، ويجعلانك تركزين تفكيرك على النَّواحي السلبيةِ التي تكمنُ في حياتك، وبدلاً من أن تركِّزَي في الاهتمامِ بأسرتك، فبهذا القلق أنت تستهلكُين طاقتك فيما لا يُفيد، وتظلُّين تعيشين فيما يُحبطك ويسبِّب تأخيرك.
 حاولي أن تواجهي هذا الخوف بقوَّةِ الإيمانِ، وقوةِ اليقينِ والاعتقاد، فإذا كنتَ تعيشُين حياةَ الخوفِ والقلق، فإنَّك ستظلين تعيشُين أسيرة حبيسة له طوال حياتك، وتُفنين عمركَ في الأوهام، فحاولي أن تُبادري بالانطلاقِ، وأتقني تلك الأساليب والمهارات التي تجعلك تغيِّرين من سلوككَ مع الآخرين، والرضا عن النَّفسِ يكونُ بتأكيد الذات:
تأكيدُ الذاتِ له علاقةٌ وثيقةٌ بحريةِ الرَّأي، والتَّعبيرُ عن المشاعرِ بكل حرية، ويتمثلُ تأكيدُ الذَّات في الخطوات التالية:
- التعبيرُ عن انفعالاتك ومشاعرك بكل حرية.
- التصرفُ من منطلقِ القوَّة.
- التمتعُ بالشجاعةِ وعدم الخوف.
- القدرةُ على تكوين علاقات دافئةٍ مثل: المحبة، والود، والإعجاب.
- القدرةُ على التفاوضِ والإقناع.
- القدرةُ على الإيجابية والتعاون.
 ولهذا أنصحك باتباع الخطوات التالية، وبإذنِ الله تعالى سيذهب عنك الخوف والقلق:
1- الدعاءُ والتَّضرع إلى الله تعالى بأن يخففَ عنك الألم.
2- استعيني بالصلاةِ، وأريحي نفسك بها، واخشعي فيها. 
3- وطِّدي صلتك باللهِ عزَّ وجل بقراءةِ القرآنِ، والذكرِ والدُّعاء.
4- تخلَّصي من الخوفِ بأن تعرفَي أسبابه، وتعملين على حلِّها، وتتخلَّصين منه إلى غير رجعة.
5- فتِّشي عن هدفك واعملي على تحقيقه، وضعي رسالة لحاضرك ورؤية لمستقبلك.
6- ارسمي في عقلك الباطني سلوك التَّفاؤل وعدم اليأس، والإيمان به، وبإذنِ الله تعالى سيتحقَّق على أرض الواقع.
7- أوصيك من الإكثار من الاستغفارِ، وهذا مصداقاً لقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} [نوح]، وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((من لزمَ الاستغفارَ جعلَ الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)).
8- لا ترسمي العوائق في وجهك، بل دائماً توقعي الأفضل، وأنَّك ستنالُين مرادك بإذن الله تعالى.
9- استبدلي الكلمات السَّلبية في حياتك بكلماتٍ إيجابية، وحاولي أن تكتبيها وتضعيها أمامك، واقرئيها صباح مساء حتى ترسخ في ذهنك.
10- انزعي من دماغك الأعشاب الضَّارة، والأفكار السوداوية، واستبدليها بالأعشاب النافعة، والأفكار الإيجابية.
وبالله التوفيق.