في سياق ترسيخ الانفتاح الثقافي والمعرفي بوصفه مرتكزًا أساسيًا ضمن الإطار العام للمناهج الوطنية بدولة قطر، نظّمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي خلال يوليو 2025 سلسلةً من معسكرات اللغة والثقافة لطلاب المرحلة الثانوية في ثلاث دول، هي ألمانيا وفرنسا واليابان، بهدف تنمية مهارات الطلبة اللغوية، وتعزيز فهمهم للتنوع الثقافي، وتهيئتهم أكاديميًا للانخراط في بيئات تعليمية عالمية.
ففي ألمانيا، التحق الطلاب ببرنامج لغوي مكثف على مستوى A1.1، ركّز على تطوير مهارات التحدث والاستماع والقراءة والكتابة باللغة الألمانية. وشملت التجربة زيارات ميدانية إلى معالم تاريخية، مثل ساحة مارين بلاتز وقصر نويشفاينشتاين، ولقاءات مع طلاب دوليين، وزيارات إلى جامعات ألمانية، بما أتاح للمشاركين تفاعلًا مباشرًا مع البيئة الأكاديمية والثقافية، وعزّز قدراتهم اللغوية في سياق واقعي.
وفي فرنسا، شاركت مجموعة أخرى من الطلاب في دورات لتعلم اللغة الفرنسية بمستوى A1، إلى جانب أنشطة ثقافية متنوعة شملت زيارات إلى مدن وقرى ذات طابع تاريخي مثل ليون وروكامادور. كما خاض الطلاب تجارب تفاعلية، كتعلّم إعداد الأطباق الفرنسية التقليدية، ما أسهم في تعزيز ثقتهم في استخدام اللغة، وتوسيع مفرداتهم، وتنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
أما في اليابان، فخاضت مجموعة من الطلبة تجربة ذات طابع ثقافي مختلف، حيث شاركوا في دروس مكثفة لتعلّم اللغة اليابانية، شملت الحروف الأساسية وبناء المحادثات اليومية. وتنوعت الأنشطة الثقافية لتضم حفلات الشاي، وورش كتابة الكانجي، وزيارات لمتاحف ومدارس وجامعات محلية، بما أتاح للطلاب التفاعل المباشر مع المجتمع الياباني، وفهم العادات والتقاليد، والتعرف على فرص التعليم العالي في إحدى أكثر الدول تقدمًا في التكنولوجيا والتعليم.
تسعى هذه المعسكرات إلى إعداد الطالب القطري ليكون فاعلًا عالميًا، قادرًا على التفاعل مع التنوع الثقافي بثقة وكفاءة في إطار من الوعي والانتماء. وتُجسّد هذه المعسكرات الثلاثة التزام وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بتوفير بيئات تعليمية تفاعلية، تُعزز من خلالها المهارات اللغوية لدى الطلبة، وتفتح أمامهم آفاقًا للتعرف على ثقافات العالم دون الانفصال عن جذورهم الوطنية.