غياب التخطيط وراء تدهور السياحة البحرية
تحقيقات
15 أغسطس 2016 , 05:46ص
عصام الشيخ
تعتبر السياحة البحرية من أهم العوامل الهامة التي من الممكن أن تشكل فارقا كبير في حالة استغلالها واستثمارها بالطريقة المثلى خاصة مع كثرة الوجهات البحرية بالدولة وتنوعها، إلا أنها على الرغم من ذلك لم تستغل بشكل كبير، حيث طالب مواطنون عبر «العرب» باستغلال الوجهات البحرية بالدولة في جذب كثير من السياح، خاصة في ظل وجود المدن الترفيهية والمنتجعات القريبة والمتاحة والأسواق الشعبية المنظمة والمطاعم المرصوصة والمدروسة قائلين: «نحن بحاجة إلى السياحية البحرية المدروسة»، متسائلين: «أين المستثمرون من استغلال البحر كسياحة واستثمار؟!».
ففي البداية قال المواطن مالك الدوسري إن الاستثمارات البحرية عندنا محدودة للأسف، على الرغم من وجود واجهات بحرية كثيرة، بل إننا من أكبر البلاد التي تمتلك واجهات بحرية، وهي غير مستغلة بالشكل الكامل، بل تم استغلال جزء بسيط منها في الموانئ، فنحتاج من الجهات المعنية بالاهتمام بهذه الواجهات البحرية بإقامة المنتجعات والمدن الترفيهية والمدن الساحلية وتطوير هذه المنتجعات حتى تجذب عدد كبير من الزوار، فنحن نحتاج إقامة مدن على البحر تحتوي على المدن والفنادق والمطارات وجميع الخدمات.
وأشار إلى أن أهم العوامل التي تعوق من تطوير الواجهات البحرية تتمثل في التركيز على السياحية البرية وسياحة المنتزهات والحدائق وسياحة المولات والتسوق بحكم طبيعة المجتمع، إلا أننا بحاجة إلى أن نفتح الاستثمار على المدن الساحلية والشاليهات، وهي تحتاج إلى تضافر الجهود القطاع الخاص مع الجهات الحكومية، مع الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في بناء هذه المدن واستغلال المساحات الموجودة.
وأوضح أن هناك معوقات اجتماعية تعوق من انغماس الناس بثقافة السياحة البحرية لدينا، فالبحر يعتبر عامل سياحي مهم جدا، بل إن هناك دولا يقوم اقتصادها على الموارد البحرية على سبيل المثال فرنسا وغيرها من الدول التي تستقبل الكثير من السواح عبر سواحلها، فالبحر فنفسية الإنسان تشعر بالراحة والاسترخاء حينما ترى البحر وتتنفس الهواء بالقرب من الشواطئ، مضيفا أن البحر له فوائد تجارية وسياحية وهو عامل جذب متميز، مؤكدا على ضرورة زيادة الوعي بأهمية الترفيه البحري، كما أنه يجب أن علينا أن ننهض بالسياحة البحرية وتنميتها بشكل يتلاءم مع تسهيل الاستثمار ووجود الأكشاك والفنادق وسبل الترفيه المختلفة.
من جهته قال محمد النعيمي إن سياحة البحر تمثل نمطا من أنماط السياحة في قطر بوجود أكبر طول شريط ساحلي بدول الخليج، ورغم ذلك فإنه للأسف لا يوجد لدينا إلا استغلال بسيط لها تتمثل في الشواطئ، فسياحة الشواطئ لها متطلبات، مؤكدا أن الاستفادة من الشواطئ مهمة جدا لاسيما أن ميزة السواحل عندنا أنها تمثل سياحة شتوية جيدة نظرا لطبيعتها، بخلاف الخليج الذي يمتاز بالدفء فيمكن أن تكون مميزة بأجوائها، مضيفا أن السياحة في الشواطئ لم تعط حقها بعد.
وطالب بأن يتم إنشاء مبان مفتوحة على الكورنيش لا أن يتم إنشاء مبان في الكورنيش مغلقة، مشيرا إلى أن الواجهة البحرية تحتاج إلى مبان تتوافق مع طبيعة البحر بحيث تكون مفتوحة حتى تكون عنصرا رئيسيا لجذب السياح خاصة في المناطق البرية، كما أننا بحاجة إلى النقل البحري في البحر الأحمر، فبدلا من ركوب الطائرة أو السيارة نستقل الواجهات البحرية بالنقل، كما يمكن أن تكون هناك سفن متنقلة لأيام عن طريق البحر يسمح بالإقامة بها.
وأشار إلى أننا بحاجة إلى الوعي في تقبل الأفكار الجديدة المتعلقة بالسياحة البحرية، مشيرا بأن السائح عندنا يفضل المولات على السياحة في البحر، فالمسؤولون يجب أن يكونوا معنيون بأهمية اختلاف السياحة البحرية عن السياحات الأخرى، كما أن البعض يفضل السياحة البرية عن البحرية نظرا لأنه مواطن بري بحكم المنشأ وليس بحريا، وبالتالي ثقافة السياحة البحرية عنده قليلة، فهو ضيف على البحر بخلاف الدول الأخرى المجاورة للبحر التي تتعايش مع البحر حتى تصبح جزءا منه.