الجابر: الجهاد أعلى مراتب الإيمان
الصفحات المتخصصة
15 يوليو 2015 , 04:32ص
الدوحة - العرب
ألقى فضيلة الشيخ جاسم الجابر، محاضرة ضمن الدروس الدعوية التي تنظمها إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمسجد فاطمة الكواري، بيّن فيها أن الإيمان بالله تعالى له ثلاث مراتب أولها: أن الإنسان يدخل الإسلام حتى يكون مؤمناً وهو فرض عين على كل مسلم، وثانياً: كمالات الإيمان وواجباته وهي مراحل كثيرة يجب على المؤمن السعي لتحقيقها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبه أعلاها الجهاد في سبيل الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» وثالثا: مستحبات الإيمان وهي النوافل والمستحبات التي يتقرب بها العبد إلى ربه حتى يحسن إيمانه وتجبر نقص الواجبات فلا بد من تحقيق هذه المراتب حتى يكتمل إيماننا.
وتناول الجابر شرح وتفسير قول الله تعالى: «كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ» داعياً إلى النظر إلى الواجبات التي ذكرت في هذه الآية، بأن تتفق الأقوال مع الأفعال، أي أن يحقق قولك فعلك لا أن تقول قولا وتأتي بأفعال منافية لهذا القول، كما في بعض المسلمين من يقول قولا حسنا وعنده وعود كثيرة بينه وبين ربه وبينه وبين الناس، كأن يقول أريد أن أتوب، أريد أن أبر والدي، أريد أن أرد المظالم للناس، ولكنه لا يفعل أي شيء من هذا.
وأشار إلى أن المنافقين الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون كما ورد في القرآن: « لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ» وكان هذا حالهم يرزقهم الله بالمال ويقولون سينفقونه في الخير، ولكنهم يكذبون ولا يوفون بوعودهم.
وشرح الشيخ الجابر سبب التناقض لدى الإنسان في هذا الأمر وهو عدم تنفيذ الأقوال، ولهذا أسباب كثيرة منها الجهل وأن الإنسان لا يكترث بأن أقواله يجب أن تكون متناسقة مع أفعاله فهو لا عقل له. فقد عاب الله ذلك على بني إسرائيل، حيث قال: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ». ومن الأسباب أيضا عدم الاقتناع والغفلة، وهكذا لا يفي بوعوده فيكون غافلاً عن كلامه، يعد ولا يفي بوعده، ولكن يجب على المسلم أن يفي بوعوده ولا يغفل عن ذلك.
ومثال ذلك شهر رمضان الناس يكونون فيه على خير عظيم، ويفعلون الصالحات والصلوات والصدقات وقراءة القرآن، وبعده يرجع الناس إلى نسيانهم، فهذه غفلة وتناقض، فلا يجب على المسلم أن يكون غافلاً، ويجب أن يكون متصلا بالله طول الوقت يقول الله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يكون عمل المسلم دائما، فكان الرسول في سكراته يشدد على الصلاة ويقول: «أَصَلَّى الناس؟ أصلى الناس؟».
وقال فضيلته إن التناقض في القول من طبيعة المنافقين، وقد كانوا في وقت رسول الله يتلونون ويكذبون عليه، وقال الله عنهم: «إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ»، أما الصادقون في قولهم فتكون لهم مكانة عند الناس.
وأضاف أن الله يساعد عبده على الطاعة، والمسلم يحتاج مساعي لذلك حتى ينال البر والخير في دنياه وآخرته، وعلى الإنسان أن يحرص دائما على أن يكون قليل الكلام كثير العمل، ويوفي بالوعود إذا قال قولا يلتزم به، ويحرص عليه، فقد كان سيدنا عمر رضي الله عنه يأمر الناس ويخطب فيهم، ثم يتوجه إلى بيته ويقول لهم يا آل عمر لقد وعظت الناس وقلت كذا وكذا، فإياكم أن تخالفوا هذا، فيجب أن نتبع الرسول ونتعلم من صحابته حتى نكون على الطريق المستقيم.