مختصون لـ «العرب»: الأسرة «في قفص الاتهام» لانتشار السمنة بين الأطفال

alarab
تحقيقات 15 يونيو 2022 , 12:36ص
حامد سليمان

أكد عدد من المختصين أن هناك سببين رئيسيين لزيادة السمنة في المجتمع القطري، أولهما التكاسل عن ممارسة النشاط الرياضي، وتناول الوجبات الغذائية غير الصحية، سواء كانت الوجبات السريعة أو الحلويات وغيرها من الأطعمة التي تزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة.
وأشاروا في تصريحات لـ «العرب» إلى أن الأسرة مسؤولة عن إصابة الأطفال بالسمنة، وأن الطفل يجب أن يعتاد منذ بدء تناوله للغذاء في عمر 5 أشهر على الخضراوات والطعام الصحي، وأن يكون الأهل حريصين على الالتزام بالنظام الصحي، ليكونوا قدوة لأبنائهم، الأمر الذي يقلل من معدلات السمنة بين الأطفال، محذرين من أن السمنة في عمر مبكر أكثر خطورة من الإصابة بها في الكبر.

د. رضا الشيخ: تناول الوجبات السريعة يمكن أن يصل لـ «الإدمان»

أكد الدكتور رضا الشيخ، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى العمادي أن من أبرز أسباب انتشار السمنة في المجتمع القطري، التكاسل عن ممارسة النشاط الرياضي، إضافة إلى الممارسات الغذائية غير الصحية، مثل تناول الوجبات السريعة والحلويات، فضلا عن سهولة طلب الوجبات السريعة الأمر الذي يزيد من تناولها.
وقال د. الشيخ: ومن أسباب انتشار السمنة أيضاً تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل، وتناول الوجبات السريعة والحلويات في أي وقت، وغيرها من الأسباب التي تتسبب في انتشار السمنة.
وأضاف: تناول الوجبات السريعة أو الحلويات يمكن أن يصل لمرحلة أشبه بالإدمان، فالشخص يكون غير مدرك كمية السعرات الحرارية في الوجبات التي يتناولها، فعلى سبيل المثال القطعة الواحدة من «الدونتس» يمكن أن يحوي أكثر من 400 سعر حراري، فيمكن أن يتناول الشخص منها قطعتين أو ثلاثا دون إدراك خطورة ذلك، فلا ينتبه للحقائق الغذائية المرتبطة بالطعام، فيتناول وجبة واحدة بها 2000 أو 2500 سعر حراري فقط في المساء، فضلاً عما تناوله على مدار اليوم.
وتابع: يمكن أن تصل الحلويات بالفعل إلى درجة الإدمان، والأمر كذلك بالنسبة للوجبات السريعة والمياه الغازية.
وأوضح أنه في فصل الصيف يقل النشاط البدني خارج المنازل، ولكن البعض لديهم الأجهزة الرياضية بالمنازل، فيمكن أن يمارسوا الرياضة، حتى لو على أوقات متقطعة خلال اليوم، فيمكن أن تكون 15 دقيقة على فترات متعددة باليوم، أو أن ينضم الشخص للنوادي الرياضية أو ممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة والمكيفة مثل المسابح، منوهاً إلى أن الأمر أصبح أيسر.
وقال د. الشيخ: بالطبع ننصح بالتقليل من الخروج في درجات الحرارة المرتفعة، ولكن يمكن ممارسة الرياضة بعدة سبل دون الخروج في الأجواء ذات الحرارة المرتفعة.
وعن دور الأسرة في التقليل من إصابات الأطفال بالسمنة، أضاف: على الأسرة أن تقلل من تناول الحلويات، وأن تقلل من توافرها في المنزل، والتقليل من عمليات طلب الوجبات السريعة، وهذا لا يعني عدم طلب الوجبات من الخارج أو الخروج للمطاعم، ولكن تناول الوجبات الصحية التي تسهم في المحافظة على صحتهم.
وأردف: على الاسرة أيضاً أن تشجع الأطفال على تناول الفواكه بدلاً من الحلويات، وأن يكافئ الطفل على تناول الطعام الصحي، ويجب أن يرى الطفل أفراد أسرته وهم يمارسون الرياضة، ليكونوا قدوة بالنسبة له، فإن كان الأهل غير ملتزمين بنظام غذائي صحي، فمن الطبيعي أن يخرج الطفل معتاداً على نفس السلوكيات.
ونوه إلى أن المدرسة يجب أن يكون لها دور في مواجهة السمنة، فيمكن أن يتم تخصيص حصص أو برامج للأطفال الذين يعانون من السمنة، حتى وإن كان لهم حصة إضافية في المدرسة، نظراً لضرورة ذلك لصحتهم.

د. بشار حسن: يجب أن يعتاد الطفل على تناول الخضراوات من عمر 5 أشهر

قال الدكتور بشار حسن بشار، استشاري طب الأطفال، إن السمنة منتشرة بين الأطفال، خاصةً في البلاد ذات الدخل المرتفع، ومن بينها دول الخليج، والسبب في ذلك هو العادات الغذائية السيئة، والتي تبدأ من الشهر الخامس من عمر الطفل، والذي يبدأ فيه إدخال الطعام للطفل ضمن غذائه.
وأضاف: العادات الغذائية الخاطئة هي السبب الأساسي لسمنة الأطفال، ودائماً ما أؤكد للمرضى أنه في بداية إدخال الطعام للطفل في عمر 5 أشهر أو 6 أشهر، فيجب أن نركز على إدخال الخضراوات، وليس ما هو شائع من إدخال «سيريلاك» أو المنتجات ذات الطعم الحلو، فيتعود عليها الطفل ويكره الخضراوات، ومن هنا تبدأ المشكلة، حيث يعتاد الطفل على الحلويات وغيرها من الوجبات غير الصحية.
وتابع: كما أن قلة الحركة والنشاط الرياضي من أبرز أسباب انتشار السمنة بين الأطفال، إضافة إلى الأكل بين الوجبات، والوجبات السريعة غير الصحية أيضاً من بين أسباب انتشار السمنة، وابتعاد الطفل عن الطعام الصحي كتناول الخضراوات، فكلها عادات سيئة تتسبب في تكون السمنة، والتي إن بدأت في عمر مبكر تستمر فيما بعد، لأن عدد الخلايا الدهنية تزداد بالجسم، فتكون امكانية تراكم الدهون في الجسم أسرع من الطفل الذي تكون بدايته الغذائية صحيحة.
وأشار إلى أن خطورة إصابة الشخص بالسمنة في عمر مبكر أكبر من الخطورة التي تقع عليها في حال الإصابة بالسمنة في عمر كبير، موضحاً أن الدراسات أثبتت أن السمنة لدى الأطفال يكون أكبر، لأن الأذى الذي يقع على الشرايين نتيجة للسمنة تؤثر على أغلب أعضاء الجسم، كالجهاز الدوراني والقلبي والأوعية والمفاصل وكذلك الكليتين.
وقال د. بشار حسن: بالنسبة للجهاز القلبي والدوراني، فقد أثبتت الدراسات أن الأذى الذي يصيب الشرايين نتيجة السمنة تبدأ منذ الصغر، فتبدأ جدران الأوعية والأوردة تتأذى، لذلك يكون الخطر أكبر على الأطفال.