فاز تطبيق المسلمة القوية، وهو تطبيق باللغة العربية يهدف إلى مواجهة التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الفتيات المسلمات وتعزيز قيمهن الإسلامية، بالدورة الخامسة من جائزة «أخلاقنا» التابعة لمؤسسة قطر.
حضرت احتفالية «يوم أخلاقنا» السنوية التي أقيمت في المدينة التعليمية، سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، حيث شهدت الاحتفالية تكريم تطبيق «المسلمة القويّة» الذي قدمه فريق من طالبات مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية للبنات، بعد فوزه على منافسيه من بين المشروعات الثلاثة المرشحة لنيل الجائزة.
كما شهدت الفعالية الإعلان عن الفائزين بجائزة «براعم الأخلاق» لهذا العام، التي احتفت بالشباب من المدارس في جميع أنحاء قطر ممن يشكلون مصدر إلهام للآخرين من خلال سلوكياتهم وأفكارهم وأفعالهم. تأسست جائزة أخلاقنا في عام 2017، تأكيدًا على الارتباط الوثيق بين العلم والأخلاق الحميدة، إذ تهدف الجائزة إلى تعزيز القيم الأخلاقية الشاملة التي تبنّاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الرحمة والتسامح والصدق والكرم، من أجل تشجيع الشباب ودفعهم نحو إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.
يستهدف تطبيق «المسلمة القويّة»، المتوفر حاليًا عبر متجر «جوجل بلاي»، الفتيات الناشئات من عمر 10 سنوات وما فوق، ويُركّز على تعزيز هويتهنّ الإسلامية وغرس قيم الصدق والخلق الحسن في نفوسهن، كما يتيح الفرصة للفتيات المسلمات لمشاركة صور ومعلومات هادفة ببيئة آمنة، فهو بمثابة منصة بديلة عن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح لهن بالتفكّر في مواهبهن وهواياتهن، وتنظيم جداول يومية لممارسة العبادات. وباعتباره المشروع الفائز بجائزة «أخلاقنا»، سيحظى الفريق القائم على تطبيق «المسلمة القويّة» الآن بالدعم اللازم من مؤسسة قطر لاتخاذ الخطوات التالية لتطويره.
توعية بمخاطر وسائل التواصل
وقالت آلاء الطاس مشرفة مشروع تطبيق «المُسلمة القوية»: «يهدف مشروعنا إلى نشر الوعي الكافي حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، وتوعية الفتيات المُسلمات بالآثار النفسية والسلوكية والاجتماعية المترتبة على المحتوى الإعلامي الذي يتعرضن له، مع إيجاد بديل آمن ومناسب عبر أجهزتهن الإلكترونية، يساعدهنّ على تبني القيم الأخلاقية الحميدة ويُساعدهنّ في التمسك بثقافتهنّ الإسلامية والقيم الأخلاقية، واستثمار أوقاتهنّ فيما يعود عليهنّ بالنفع على مختلف الأصعدة».
ومن ضمن المشاريع التي ترشحت للفوز بالدورة الخامسة من جائزة «أخلاقنا»، المنصة التثقيفية «نوتربيديا»، التي تقدم محتوى علمي باللغة العربية حول التغذية الصحية، بالإضافة إلى مشروع العيادة النباتية ومركز الأبحاث التي طورها طلاب في أكاديمية قطر للقادة، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، بهدف تعزيز الوعي والقيم المعنية باستدامة البيئة، وتغيير نمط استهلاك «الاستخدام والرمي».
الفائزون في» البراعم»
فاز بجائزة «براعم الأخلاق» كل من سعيد فهد سعيد، من مدرسة علي بن عبدالله النموذجية للبنين، وشعاع محمد السليطي والمها حسن السبيعي، من أكاديمية قطر – الدوحة، وهند حسن الجابر، من أكاديمية قطر – الوكرة، ومبارك صالح الكواري، من المدرسة الإنجليزية الحديثة – الوكرة، ومحمد عبدالله فخرو، من أكاديمية الجزيرة، وشيخة خالد النصر، من مدرسة طارق بن زياد، وحمد سعد المهندي، من أكاديمية قطر – الخور.
قدّمت احتفالية أخلاقنا فاطمة سعد المهندي، سفيرة «براعم الأخلاق» ومن الفائزين السابقين بالجائزة، كما شهدت الاحتفالية حضور الجمهور العام الذي حظي بفرصة استكشاف معرض يضم أفضل 10 مشاريع في الدورة الخامسة لجائزة «أخلاقنا»، إلى جانب الفائزين السابقين بجائزة «براعم الأخلاق».
حظر المواد البلاستيكية
خلال الفعالية، قدّم خالد الشيبي، طالب بالصف السابع في أكاديمية قطر - الدوحة، إحدى المدارس التابعة لمؤسسة قطر، ومتطوع مجتمعي فاعل، كلمة رئيسية تحدث فيها عن اهتمامه الشديد بالبيئة، وقال للجمهور: «بدأ اهتمامي بالبيئة من خلال محاولة نشر الوعي حول مخاطر استخدام البلاستيك وتأثيره على البيئة، لذلك، قررنا أنا وزملائي تكوين مجموعة باسم «نشطاء فاعلون» شعارها هو حظر استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وإتاحة خيارات أخرى بديلة تكون أكثر مراعاة للبيئة».
يمتلك الشيبي شغفًا كبيرًا بالأعمال التطوّعية، وقد وجه كلمةً حثّ فيها الجميع على الانخراط في الأنشطة التطوّعية، وقال: «التطوّع يعطي الفرد قيمة، ويُمكنّه من خدمة مجتمعه، لأن الخير يبدأ من عندك، وأحث الأفراد على اغتنام هذه الفرصة والتطوّع لخدمة المجتمع وتطوير مهاراته، لاسيّما في ظل الاستعداد لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022».
فهد بادار يتحدث عن تسلق الجبال
كذلك شارك كمتحدث رئيسي في الاحتفالية متسلّق الجبال القطري فهد بادار، الذي فقد أربعة من أصابعه أثناء رحلة تسلق بسبب إصابته بـ»قضمة الصقيع» إثر تحوّل مفاجئ في الرحلة، لكنّ هذا لم يفقده عزيمته وشغفه، حيث قال: «تسلق الجبال هو هواية بالنسبة لي، ولا أعتقد أن إصابتي سوف تمنعني من مواصلة شغفي بهذه الرياضة، وأعتزم العودة لتسلق الجبال، فالعبرة تمكن في ردة فعلنا تجاه الحوادث التي نتعرض لها، وأعتقد أنه بسبب ردة فعلي الإيجابية، أصبح الكثير من الأفراد يجدونني قدوةً بالنسبة لهم، تمامًا مثلكم هنا اليوم، فجميعكم تشكلون قدوةً لنا».
تم تقييم المشاريع التي ترشحت لجائزة «أخلاقنا» من قبل لجنة تحكيم تضم كلا من الدكتور جاسم سلطان، مدير مركز وجدان الثقافي، والدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر؛ والأستاذ مبروك زيد الخير، مدير المركز الوطني للبحوث في العلوم الإسلامية والحضارة، الجزائر. كما تم طرح المشاريع الثلاثة المرشحة لجائزة أخلاقنا لتصويت الجمهور.