اعتبروه محطة رئيسية بخريطة المعارض الدولية.. مثقفون لـ «العرب»: «الدوحة للكتاب» منصة راسخة لتوطين المعرفة

alarab
المزيد 15 مايو 2025 , 01:23ص
محمد عابد

أكد مثقفون أن معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين بات يمثل مهرجانًا ثقافيًا شاملاً، يرسّخ مكانة الكتاب ويعزز الحراك الثقافي على مدار العام في قطر والعالم العربي. وثمنوا في تصريحات خاصة لـ «العرب»، الحراك الثقافي المتنوع الذي يشهده المعرض في برنامجه الثقافي، كما يوفر الكتاب لمختلف الفئات، مؤكدين أن معرض الدوحة بات محطة رئيسية على خريطة المعارض العربية والدولية.

عائشة الكواري: مساحة نابضة بالحوار الثقافي والإبداعي

قالت الدكتورة عائشة جاسم الكواري مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين والمدير المؤسس لدار روزا للنشر والتوزيع، «البرنامج الثقافي في معرض الدوحة للكتاب: تنوع يلبي جميع الفئات وملتقى المؤلفين يرسم خريطة العام الثقافي».
 وأضافت: شهد معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين هذا العام زخمًا ثقافيًا ملحوظًا، بفضل وجود برامج ثقافية ثرية ومتنوعة تُطرح يوميًا لزوار المعرض من خلال الصالون الثقافي، وجناح وزارة الثقافة، والمسرح الرئيسي، بما يلبي تطلعات الجمهور واهتماماته، ويجعل من المعرض مساحة نابضة بالحوار الثقافي والإبداعي..
وأشارت إلى أن من أبرز محاور التميز التي لفتت الانتباه هذا العام، البرنامج الثقافي الموجّه للأطفال، والذي يقدّم أنشطة متعددة منها قراءات قصصية، وورش تربوية تثقيفية مخصصة لأولياء الأمور والمعلمين، تساهم في تعزيز ثقافة الطفل وتوجيه الأسرة نحو أساليب أكثر فاعلية.
أما عن إسهام ملتقى قطر للمؤلفين في فعاليات المعرض، فقد أوضحت الدكتورة عائشة الكواري أن الملتقى، التابع لوزارة الثقافة، يشارك بفعالية كجزء من هذه المنظومة المتكاملة، فقد قام الملتقى برصد ومتابعة الإصدارات الجديدة، وتصوير فيديوهات قصيرة تعريفية بالمؤلفين تُنشر بشكل يومي. وأشارت إلى أن معرض الكتاب لا يُعد فقط محطة عرض للإصدارات، بل يمثل نقطة انطلاق لجدولة العام الثقافي،  وفق خطة سنوية لمناقشة الكتب الجديدة التي تم تدشينها خلال المعرض، وتنظيم جلسات نقدية للأعمال الروائية والأدبية لاحقًا.

عيسى عبدالله: نافذة للتواصل مع القراء.. وحراك ثقافي تراكمي

ثمَّن الكاتب والروائي القطري عيسى عبد الله الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في تنظيم النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، واصفًا إياها بـ”المحفل الثقافي الضخم” الذي لا يترقبه الكُتّاب ودور النشر فحسب، بل ينتظره بشغف كل قارئ ومثقف ومحب للأجواء المعرفية والثقافية.وأكد عبد الله أن المعرض نجح هذا العام في أن يكون مظلة جامعة لكل ما يتعلق بالثقافة، إذ جمع تحت سقفه مؤسسات ثقافية، ودور نشر، وجهات مهتمة، إلى جانب ما يحتضنه من فعاليات موازية مثل تدشينات الكتب، واللقاءات الثقافية، والجلسات الحوارية التي تستضيف شخصيات أدبية وفكرية بارزة، الأمر الذي خلق بيئة غنية بالحوار والإنتاج والتفاعل.وعبّر عن سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده المعرض يوميًا، قائلاً: “منذ الساعات الأولى للصباح وحتى إغلاق البوابات، يظل الزوار يتوافدون، وهذا يعكس حجم التفاعل والتعطش لهذا الفضاء الثقافي”.وبخصوص تمثيل الكُتّاب ضمن فعاليات المعرض، قال عبد الله: “إذا كنا واقعيين، فعدد الكُتّاب المشاركين يتجاوز 800 كاتب، وربما أكثر، ومن الصعب على أي جهة أن تمنح كل هذا العدد المساحة الكاملة في غضون عشرة أيام. لكن ما تقوم به الوزارة خطوة ذكية لتقريب المسافات بينهم وبين الجمهور”.
وحول جديد أعماله قال الكاتب عيسى عبدالله: أقدم هذا العام كتاب «صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر» وذلك ضمن سلسلة من الإصدارات التي تسعى إلى تعريف النشء واليافعين بقيادات الوطن ورموزه، بعد أن تناولت الإصدارات السابقة شخصيتي المؤسس والأمير الوالد، باني نهضة قطر الحديثة.وقال إن الكتاب يُبرز إسهامات صاحبة السمو في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التعليم، حيث تستعرض الصفحات دورها المحوري في إطلاق وإنجاح العديد من المبادرات التربوية والتعليمية.

د. نزار شقرون: المعرض مشروع ثقافي متطور

قال الدكتور نزار شقرون، الكاتب والمستشار بوزارة الثقافة، إن نسخة هذا العام تُعد “نسخة مطورة جداً”، سواء من حيث الكم أو المضمون، مشيرًا إلى أن عدد دور النشر المشاركة وعدد الزوار والعناوين شهد تزايدًا ملحوظًا مقارنة بالنسخ السابقة. وأوضح أن هناك قفزة نوعية في تنوع موضوعات الندوات والورشات، واهتمامًا متزايدًا بثقافة الطفل واليافعين، واصفًا ذلك بأنه “مكسب كبير” للمعرض، لافتا إلي أن المعرض مشروع ثقافي دائم يتم استثماره في الكثير من البرامج والمبادرات الثقافية.

د. مختار الغوث: فرصة لمقاومة العزوف عن القراءة بالوطن العربي

أشاد الدكتور مختار الغوث، الأكاديمي الموريتاني والخبير اللغوي المتخصص الذي درّس في عدة جامعات سعودية، بالتنظيم الدقيق للمعرض وتنوع دور النشر المشاركة، معتبراً أن “أهم ما يميز المعرض هو الحضور الواسع للناشرين من مختلف الأقطار العربية”، مشيرًا إلى أن بعض الدور قدمت تخفيضات مشجعة للقراء في ظل غلاء أسعار الكتب، وهو ما يسهم- بحسب تعبيره- في مقاومة العزوف عن القراءة المنتشر في الوطن العربي.
وفيما يتعلق بدخول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عالم النشر، أشار الغوث إلى أن هذه الوسائل يجب أن تساهم في تعزيز القراءة، لكنها قد تواجه تحديات تتعلق بالإجهاد البصري وصعوبة القراءة المطوّلة، مشددًا على أن «الكتاب الورقي ما يزال هو المفضل لدى القراء».

الشاعر عبدالله عيسى: احتضان فلسطين يعكس عمق العلاقة التاريخية

أعرب الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى عن اعتزازه بالمشاركة في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين، مشيدًا بحجم التنظيم ومستوى الاحتفاء بالمبدعين، لاسيما مع تخصيص فلسطين ضيف شرف المعرض، في خطوة قال إنها تؤكد التلاحم العميق بين الحلم القطري والحلم الفلسطيني في الانتصار لقضية عادلة وشعب يستحق الحياة.
وقال : “معرض الدوحة الدولي للكتاب من أهم المنصات الثقافية التي يمكن أن يشارك فيها المبدع العربي، لما تحققه من تنظيم دقيق، وحضور جماهيري لافت، واحتضان صادق للكلمة الحرة.”
وتوقف الشاعر عند اختيار فلسطين ضيف شرف المعرض، واصفًا إياه بأنه “احتضان غير عادي، وتكريم يليق بمكانة فلسطين في الوجدان العربي”، مشيرًا إلى أن البرنامج الثقافي الفلسطيني هذا العام تميز بتنوعه وشموليته، من أمسيات شعرية وندوات فكرية ومعارض فنية ولقاءات مع نخبة من المثقفين الفلسطينيين. وأضاف: “تشرفت بالمشاركة في أكثر من أمسية شعرية ضمن البرنامج الثقافي، منها أمسية الجسرة، وكذلك في ندوة فكرية تناولت حضور القضية الفلسطينية في الوجدان العربي.

الكاتب أيمن الخير: حضور فلسطين أضفى بعدًا إنسانيًا عميقًا

أعرب الكاتب والروائي السوداني أيمن الخير عن سعادته بالمشاركة في النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أن المعرض يشهد هذا العام تركيزًا لافتًا على قضايا الأدب والثقافة، تحت شعار “من النقش إلى الكتابة”، ما يوفر فرصة ثمينة للناشرين والمثقفين ومحبي الأدب للحصول على أحدث الإصدارات من أمهات الكتب العربية.وقال: «هذا الحدث الثقافي السنوي يُعد مناسبة نادرة لاجتماع المهتمين بالأدب والفكر من مختلف الأقطار، وفرصة لا تُعوض للاطلاع على آخر المستجدات في عالم النشر، خاصة في ظل مشاركة دور نشر عالمية بارزة».وأكد أن حضور فلسطين في المعرض أضفى بعدًا وجدانيًا وإنسانيًا عميقًا، موضحًا أن «القضية الفلسطينية لا تزال تحتل مكانة مركزية في الوجدان العربي.