اجتماع رفيع المستوى مع نخبة من الخبراء الأمريكيين.. صاحبة السمو: تعزيز الوعي العالمي بالحاجة المُلحة إلى زيادة الاستثمار في «التوحد»

alarab
محليات 15 أبريل 2025 , 01:21ص
حامد سليمان

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، أمس، افتتاح مؤتمر التكنولوجيا والتوحد، الذي تنظمه جامعة حمد بن خليفة ليمثل منصة جديدة تهدف إلى تحسين حياة الأفراد من ذوي التوحد.
يُعقد المؤتمر خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل الحالي بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، وسدرة للطب، وجامعة قطر، ومركز مدى للتكنولوجيا المساعدة، ومؤسسة Autism Speaks، ومؤسسة علوم التوحد.
يضم مؤتمر «التكنولوجيا والتوحد» قادة عالميين في مجال أبحاث التوحد والمجالات ذات الصلة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة وغيرها من التخصصات الناشئة، لإطلاق حوارات ومناقشات حول كيفية تسريع تنفيذ وتطوير ودمج الحلول المبتكرة التي تساهم في تحسين حياة الأفراد من ذوي التوحد وعائلاتهم، فضلًا عن دعم مقدمي الرعاية الصحية لهم.
وتواكبًا مع شهر التوعية بالتوحد، فإن المؤتمر يقدم أيضًا أساليب حول كيفية تمكين الأبحاث الرائدة والتقنيات الجديدة لكي تحدث ثورة في نتائج التعلُم وطرق العلاج والاندماج الاجتماعي للأفراد من ذوي التوحد في البيئات المحلية والعالمية.


وعلى هامش المؤتمر، عقدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر اجتماعًا رفيع المستوى مع نخبة من خبراء التوحد من الولايات المتحدة الأمريكية، وبحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، بهدف بحث سبل التعاون الاستراتيجي لتعزيز الوعي العالمي بالحاجة الملحة إلى زيادة الاستثمار في مجال التوحد وتلبية الاحتياجات غير المُلباة للبالغين من ذوي التوحد، وتطوير خدمات شاملة على المستوى الوطني، إلى جانب سن تشريعات شاملة تُعزز مبدأ الشمولية في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والمجتمع.
وقالت صاحبة السمو في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»: حضرتُ اليوم افتتاح مؤتمر التكنولوجيا والتوحد واستمعتُ إلى اقتراحات كثيرة حول توظيف التكنولوجيا في تمكين الأفراد ذوي التوحّد وأسرهم، وأتطلّع إلى رؤية الأثر الإيجابي الذي ستتركه هذه التقنيات على حياتهم اليومية.
أضافت صاحبة السمو في منشور ثانٍ : اجتمعتُ مع نخبة من خبراء التوحد وبحثنا سبل التعاون الاستراتيجي لتعزيز الوعي العالمي بالحاجة الملحة إلى زيادة الاستثمار في هذا المجال وتلبية احتياجات البالغين من ذوي التوحد، ومراعاة ذلك تشريعياً في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

د. أحمد حسنه: مؤتمر «التكنولوجيا والتوحد» يرسخ دور قطر المحوري

قال الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة: «لا شك أن مؤتمر «التكنولوجيا والتوحد» يرسخ الدور المحوري الذي تقوم به دولة قطر في تعزيز الوعي باضطراب طيف التوحد على المستوى العالمي، مستندةً في ذلك إلى الدعوة القوية التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر. وهو ما ينعكس في تنوع الشركاء الدوليين الذين ساهموا في التخطيط لهذا المؤتمر والمشاركة في فعالياته. ويدرك المؤتمر أهمية الانخراط المجتمعي مع الأفراد من ذوي التوحد وعائلاتهم، سواء في قطر أو خارجها. إن هذا الانخراط لا يعزز فقط برامج الدعم في بلدنا، بل يعزز أيضًا مكانة قطر كمركز عالمي للبحوث المجتمعية وتبادل المعرفة في مجال اضطراب طيف التوحد».
يتضمن المؤتمر أيضًا حلقات نقاشية ومحاضرات حول قضايا رئيسية في مجال اضطراب طيف التوحد، أبرزها التشخيص والعلاج والتعليم والمشاركة المجتمعية وغيرها من القضايا ذات العلاقة. وتوفر كل جلسة منصة للداعمين لذوي التوحد وصانعي السياسات وأخصائيي الرعاية الصحية وغيرهم، لتسليط الضوء على الحلول المتطورة وتبادل المعرفة في هذا المجال، مما يعزز من الدور المحوري لمؤتمر «التكنولوجيا والتوحد»، ويرسخ من مكانة دولة قطر كمركز رائد يستقطب قادة الفكر والخبراء من مختلف دول العالم في مجال اضطراب طيف التوحد.
وفضلًا عن المؤسسات الشريكة في هذا البرنامج، فإن مؤتمر «التكنولوجيا والتوحد» يحظى بدعم كل من وزارة الخارجية، ووايل كورنيل للطب - قطر، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وشركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، ومركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة، وشركة السلام الدولية للاستثمار.
ولا تتوقف جهود جامعة حمد بن خليفة في التوعية باضطراب طيف التوحد وتعزيز البحوث المتعلقة به فقط، بل تمتد إلى ما هو أكبر من المؤتمر، حيث إن أعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعة لهم سمعة مرموقة عالميًا كخبراء رواد في تحديد الجينات المسببة لاضطراب طيف التوحد واستكشاف العوامل المؤثرة على تطوره، إلى جانب فحص العلاجات المحتملة، ودراسة الأُطُر والسياسات التنظيمية التي تساهم في تحسين حياة الأفراد والعائلات.

د. فؤاد الشعبان: «حركة العين» تقنية جديدة لتشخيص الإصابة

قال الدكتور فؤاد الشعبان – عالم رئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة: هذا هو أول مؤتمر عالمي قطري تستضيفه الدوحة، ويتناول آخر التقنيات الحديثة في تشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد، ويضم ضيوفا مرموقين وعلماء في هذا المجال، ستكون لهم مساهمات في المؤتمر، ومن بينهم على سبيل المثال مشاركون من كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركون من اليابان، ومن أوروبا، وبمختلف التخصصات، وسيثرون المؤتمر.
وأضاف في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر: بادرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2008 بجعل الثاني من أبريل هو يوم التوحد العالمي بالأمم المتحدة، لذا حرصنا على أن يكون المؤتمر خلال هذا الشهر.
وأكد أن دولة قطر من أولى الدول في المنطقة التي بادرت بالعمل على دراسة، قام بها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، استغرقت سبع سنوات، وتعرفت على نسبة التوحد في المجتمع وهي 1 لكل 87 طفلا يولد خلال أول ثلاث سنوات يصاب بالتوحد، وبعد نشرها كانت واحدة من 37 دراسة عالمية معترف بها، ويمكن رصدها على خريطة التوحد في العالم. وأشار إلى العمل على أبحاث تطرقت حول زواج الأقارب وعلاقته بالإصابة بالتوحد، وأثبتت دراستان بالمشاركة مع جهات عالمية، أن زواج الأقارب ليس له أي علاقة بالتسبب باضطراب طيف التوحد.
ونوه إلى أن دولة قطر بها جميع المستلزمات المطلوبة للتشخيص والعلاج للمصابين بالتوحد، وأن كلها معترف بها عالمياً، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة استضافت العلماء من قطر عام 2019، للتعريف بالأبحاث في الأمم المتحدة.
وكشف د. الشعبان عن تقنية جديدة لتشخيص الإصابة بطيف التوحد، وذلك عن طريق تتبع حركة العين في تشخيص طيف التوحد، وذلك في 4 دقائق فقط، عن طريق جهاز يجلس الشخص أمامه، وبعد دقائق يعطي نتيجة بدقة تصل إلى 93 %، وأن هذه التقنية ثُبتت ونشرت الأبحاث المتعلقة بها، موضحاً أن معهد قطر لبحوث الطب الدقيقة طور الجهاز بالتعاون مع مستشفى كليفلاند.
وتوقع أنه قبل نهاية العام الجاري يتم توفير هذه التقنيات في العيادات والمراكز داخل قطر، ليتم استخدامه بها، لافتاً إلى أن الجهاز سهل ودقيق جداً، وأن الجهاز سيكون متاحا لكافة العيادات في قطر وكذلك دول الخليج أو أي طلبات من الخارج كالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية.