«إرثنا 2025» تعالج التحديات البيئية

alarab
محليات 15 أبريل 2025 , 01:22ص
حامد سليمان

أعلن «إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، عضو مؤسسة قطر إطلاق النسخة الثانية من قمة «إرثنا» لعام 2025، التي تتضمن على الخصوص قرية «إرثنا»، جلسات حوارية وورش عمل تفاعلية متعددة.
تنعقد القمة تحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية» يومي 22 و23 أبريل الحالي في فندق ماندارين أورينتال، ومتحف بن جلمود، وبراحة مشيرب، بمشاركة مجموعة من صنّاع السياسات العالميين وقادة الفكر والأكاديميين وممثلي شركات مختلفة لمعالجة التحديات البيئية، وتسليط الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال دمج التراث الثقافي والنظم البيئية مع الحلول الحديثة.
تستكشف النسخة الثانية من القمة هذا العام مدى إمكانية إسهام المعرفة التقليدية والابتكار في تشكيل مستقبل مرن وشامل. ستعمل القمة، التي ستتميز بمشاركة أكثر من 1000 شخص ينتمون إلى نحو 100 بلد، على تعزيز الحوار الهادف وتبادل الحلول والتأثير في سياسات الاستدامة على الصعيد العالمي.
استعرض الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز إرثنا- مركز لمستقبل مستدام آخر التطورات لتنظيم النسخة الثانية من قمة إرثنا يومي 22 و23 أبريل 2025 تحت شعار «بناء إرثنا الاستدامة الابتكار والمعرفة التقليدية.
وخلال مؤتمر صحفي بمؤسسة قطر، قال إن تنظيم القمة يأتي ليسلط الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة، موضحا أن القمة والقرية المصاحبة لها تستقطب أكثر من 1000 مشارك من أكثر من 100 دولة بما في ذلك رؤساء دول ووزراء ورؤساء بلديات، وقادة الأعمال، وصناع السياسات والأكاديميين، والمبتكرين، والطلاب والشباب من القادة وصناع التغيير.
وأوضح أن القمة سوف تسلط الضوء على توسيع نطاق المعرفة التقليدية والحلول المبتكرة لتعزيز شراكة الاستدامة الحديثة، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر شمولاً ومرونة، موضحا أن من بين فعاليات القمة هو استضافة مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني حول موضوع «إعادة التفكير في تنمية المناطق الحضرية من خلال العمارة التقليدية.
وتابع إن القمة سوف تشهد تنظيم أكثر من 20 جلسة على مدار اليومين، مع أكثر من 75 متحدثًا يقودون ويسهلون المحادثات لمناقشة تحديات الاستدامة الأكثر إلحاحًا والحلول المبتكرة لمواجهتها، وتماشيًا مع هذا الموضوع المحوري ومجالات التأثير الأساسية لإرثنا ستغطي الجلسات مجموعة واسعة من المواضيع الهامة.
وأوضح أن أبرز أحداث هذا العام سيكون حفل جائزة إرثنا للاحتفال بالمشاريع الرائدة التي تعالج التحديات البيئية المعاصرة من خلال المعرفة التقليدية، وهى الجائزة التي كان قد تم إطلاقها قبل عام لدعم العمل في مجالات أربعة هي إدارة موارد المياه، والأمن الغذائي، والتحضر المستدام، وإدارة الأراضي.
وأوضح أن الجائزة تلقت أكثر من 400 طلب من أكثر من 100 دولة وقد تم اختيار 12 مرشحًا نهائيًا من قبل لجنة مراجعة دولية مستقلة وبعد عملية اختيار صارمة من قبل لجنة تحكيم رفيعة المستوى، سيتم الإعلان عن أربعة فائزين لتقاسم جائزة إجمالية قدرها مليون دولار وسينضم الفائزون والمرشحون النهائيون بجائزة إرثنا إلى المشاركة في فعاليات القمة حتى تتاح الفرصة للتفاعل معهم.
وأشار إلى أنه تم تأسيس مركز إرثنا قبل 3 سنوات كمركز غير ربحي لأبحاث السياسات والدعوة من أجل الاستدامة ونحن نستفيد من الخبرة الأكاديمية والعلمية لمؤسسة قطر، ونترجم العلوم والبيانات والمعرفة إلى إجراءات سياسية من خلال شركاء مثل وزارة البيئة وتغير المناخ حيث نقدم المشورة بشأن السياسات البيئية.

محطة للحوار وتبادل الخبرات
وقال المهندس أحمد محمد السادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي في وزارة البيئة والتغير المناخي إن النسخة الثانية من قمة «إرثنا» تمثل محطة هامة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات حول قضايا الاستدامة البيئية، وذلك في ظل التحديات المناخية المتسارعة التي يعيشها عالمنا اليوم.
وأشار إلى أن قمة «إرثنا» بما تحمله من رؤى وشراكات تمثل فرصة حقيقية للعمل المشترك والتحاور البناء والابتكار من أجل الطبيعة والإنسان وتعكس التزام دولة قطر بقيادة الجهود البيئية على المستويين المحلي والدولي، كما تعزز مكانتها كلاعب رئيسي في الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي.
وأوضح أن أهمية هذه القمة تكمن في الخروج بأفكار عملية تساهم في تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا لأجيالنا القادمة، ونحن نؤمن في دولة قطر بأن البيئة ليست مسؤولية جماعية فقط بل أمانة يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة، وأن العلم والمعرفة وحدهما لا يكفيان، ما لم يتم غرسها بجذورنا الثقافية وهويتنا البيئية، التي لطالما احترمت التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وتابع إن دولة قطر تبنت رؤية طموحة لمستقبل أكثر استدامة تنسجم فيها التنمية البيئية مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق رؤية قطر الوطنية 2030، وانعكست هذه الرؤية في استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024–2030، التي نعمل من خلالها على خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز قدرة المجتمع والدولة على التكيف مع آثار التغير المناخي.
وأضاف أن وزارة البيئة والتغير المناخي تواصل تنفيذ برامج خفض الانبعاثات، وتنسيق الجهود مع كافة الشركاء المعنيين لتنفيذ مشاريع التنمية النظيفة، ووضع الأدلة والمعايير الإسترشادية، وتحديث قوائم الجرد الوطنية للغازات الدفيئة، ومراقبة المؤشرات ذات الصلة، وتعزيز النمذجة المناخية، لصياغة سياسات بيئية متكاملة قائمة على أسس علمية دقيقة.
وشدد على التزام وزارة البيئة والتغير المناخي بدعم كل المبادرات والمشاريع التي تساهم في بناء مستقبل بيئي آمن ومستدام وتعزز من مكانة قطر كدولة رائدة في العمل المناخي وداعمة للمبادرات الدولية في هذا المجال الحيوي.

حماية  التنوع البيولوجي
وقال د. عبد الله التميمي رئيس قسم الإنتاج والاستخدام المستدام وإدارة التنمية الخضراء والاستدامة البيئية بوزارة البيئة والتغير المناخي إن مشاركة وزارة البيئة في المؤتمر لإلقاء الضوء على الانجازات والمشاريع التي قامت بها الدولة مثل مشاريع حماية الشعب المرجانية وتوثيق الانواع البيئية البحرية كما تم انشاء قاعدة بيانات للتنوع البيولوجي لحماية الأنواع الفريدة في البيئة القطرية وتسليط الضوء على موضوع التحديات التي تواجه الدولة في التغير المناخي حيث أعدت الدولة إطاراً وطنياً للتكييف مع أثار التغير المناخي كجزء من خطة العمل الوطنية للتغير المناخي 2030
وقالت السيدة منى مطر الكواري مدير النشر والتحرير بمركز إرثنا: إنّ القمة تهدف لتعريف المجتمع بالاستدامة وأنها ممارسات أصيلة ومتوارثة مستمدة من القيم وهناك الكثير من الدروس المستفادة من الأسلاف والتي ستساعد في بناء مستقبل أكثر استدامة، وتمّ اختيار براحة مشيرب باعتبارها قبل الدوحة النابض والتي تجسد نموذجاً رائداً للعمران يجمع بين الحداثة والموروث القطري في التخطيط العمراني، ونتطلع لأنّ تكون القمة إرثاً يسهم في تمكين المجتمعات المحلية والعالمية من خلال توارث المعرفة عبر الأجيال.
وأضافت أنّ محاور القمة تتناول كيفية تصميم المدن في المناخات الجافة والحارة وأهمية الاستلهام من المعرفة التقليدية ومواجهة أزمة نقص الغذاء بالإضافة إلى المحافظة على التنوع الحيوي في المناخات الجافة بما يشمل أشجار القرم والشعب المرجانية.
وعن الجائزة أوضحت أنّ جائزة إرثنا مبادرة عالمية تهدف إلى تكريم ودعم المشاريع التي تهتم بالمحافظة على الموروث الثقافي من خلال ابتكار حلول للتحديات البيئية المعاصرة،وسيتم توزيع الجائزة المالية على 4 فائزين.
ونوهت أنّ جديد القمة هو إطلاق جائزة إرثنا التي تعكس الابتكار في الاستدامة المستلهمة من الموروث الثقافي، وعودة قرية إرثنا إلى براحة مشيرب بتجربة أكثر فاعلية، وجلسات رفيعة المستوى، وعرض لمشاريع مبتكرة، وإطلاق عدة تقارير نوعية تسهم في دعم السياسات وصناع القرار محلياً ودولياً.

إحياء الموروثات التقليدية
وقال السيد وسيم العلمي مستشار مبادرات استراتيجية بمؤسسة قطر أنّ مشاركة مؤسسة قطر في القمة لتفعيل المبادرات التي تعزز من الموروثات الثقافية والاكتشافات الحديثة وتزيد الرابط بينهما في إطار الاستدامة الفاعلة، مضيفاً أنّ الموروثات تشكل زخماً ثقافياً غنياً يحقق التنمية في كل المجالات.
وقال إننا نعمل على إحياء الموروثات التقليدية إلى جانب الابتكارات الحديثة والتي تتطلب تكاتفاً من الجميع، منوهاً أنّ قرية إرثنا تعزز الحلول المبتكرة وتستلهم الأفكار والمبادرات من أفراد المجتمع، مشيراً أنّ القمة تسلط الضوء على المبادرات الإقليمية والعالمية لأخذ ما يتناسب منها مع المجتمع المحلي.
وتشهد قمة «إرثنا» لهذا العام حدثًا بارزًا يتمثّل بالإعلان عن الفائزين بالنسخة الأولى من جائزة «إرثنا»، التي تكرم مشاريع رائدة تهتم باستلهام المعرفة التقليدية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية في مجالات الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والعمران المستدام والإشراف على الأراضي. سيتقاسم أربعة فائزين، جرى اختيارهم من بين أكثر من 400 مشروع من أكثر من 100 دولة، جائزة قيمتها مليون دولار لتطوير أعمالهم.