كثيرون يتباهون بأنهم يستغلون كل الأوقات في رمضان لقراءة القرآن، بما في ذلك وقت الدوام الرسمي.. فهل يجوز استخدام وقت الدوام المخصص لقضاء مصالح الناس في قراءة القرآن؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الداعية الدكتور عايش القحطاني ويقول: لا يجوز ذلك إذا كان على حساب العمل أو الإخلال به؛ لأنه تعاقد ويأخذ أجراً نظير هذا العمل، فهو ملزم بألا يُخلّ بالعمل أو بساعات العمل.
وأضاف: أما إذا كانت قراءة القرآن لا تؤثر ولا تُخل بعمل الشخص وبقيامه بعمله على أكمل وجه، فلا حرج عليه أبداً أن يستغل وقته في القراءة إذا أدى عمله على أكمل وجه، فليس عليه شيء، إن لم يُقصر ولم يُخل بشيء مما وُكّل إليه في العمل، بل هو محبوب بأن يستغل وقته فيما هو محمود، وهو مأجور عليه عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله، وأجره عظيم بقراءة القرآن في رمضان، فإن الأجور مضاعفة.
وأوضح إذا كانت قراءة القرآن تجعل الشخص يُفرط أو يُنقص في أداء عمله فهذا لا يجوز ويأثم عليه الشخص؛ لأن العقد شريعة المتعاقدين، وهو يأخذ أجراً نظير قيامه بالعمل، فعليه ألا يُخل بالعمل ولا يُضر به ويؤديه على أكمل وجه، وإن كانت هناك مساحة أو وقت فيؤجر على استغلالها في قراءة القرآن بعد أداء عمله.. هذا والله أعلم..
ورداً على سؤال ورد على موقع اسلام ويب، جاء: أنا موظف وأقضي معظم اليوم على كرسي العمل وأنا أريد أن أستفيد من وقتي في قراءة القرآن، هل يجوز لي أن أقرأ القرآن من جهاز الكمبيوتر عوضاً عن المصحف أم لا؟ لأنه عندما أقرأ من المصحف أضطر عند دخول أي شخص إلى أن أقفل المصحف، ولكن مع الجهاز لن أضطر إلى ذلك، أرجو الرد للأهمية.. وجزاكم الله خيراً..
وجاء في الرد على السؤال: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجوز لك أن تقرأ القرآن من جهاز الكمبيوتر، ولا حرج عليك في ذلك، ولكن ينبغي أن تعلم أن قراءتك للقرآن نفل، والقيام بالعمل الذي كُلّفت به، وتأخذ مقابله أجراً -القيام بهذا العمل- واجب، فلا يصح تقديم النفل على الواجب.
فإن كانت قراءتك للقرآن تحول بينك وبين القيام بالوظيفة على الوجه المطلوب، فالواجب ترك القراءة وتأجيلها إلى ما بعد الانتهاء من العمل.
وأما إذا كانت القراءة لا تُشغلك عن العمل الموكول إليك، فلا بأس بقراءتك. ونسأل الله أن يوفّقنا وإياك لاستغلال الأعمار في طاعته.
والله أعلم.