البوعينين: حسن الاختيار أساس الزواج الناجح
محليات
15 أبريل 2017 , 02:24ص
الدوحة - العرب
أكد فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين، الخطيب والداعية الإسلامي، في خطبة الجمعة بمسجد صهيب الرومي بالوكرة، أن الزواج شريعة إسلامية للحفاظ على البشرية، داعياً إلى ضرورة الحفاظ على المودة والمحبة بين الأزواج، والاختيار السليم وحسن المعاملة، مشدداً على المبادرة في الزواج منذ سن صغيرة.
وقال خطيب الجمعة إن الزواج هو السكن والاطمئنان والرحمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقال: «إن الزواج هو الاستقرار وتكوين أسرة، وعلى الرجل عند اختيار الزوجة أن يتحقق من موافقة الأم والأب، وكذلك الزوجة، حتى يكون هذا الزواج ناجحاً»، وأوضح أن من أوليات صلاح الأسرة هو اختيار الزوجة الصالحة، وكذلك الزوج الصالح، حتى يبنى البيت على الخير والمحبة والصلاح.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك!». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
وتطرق البوعينين إلى قصة المرأة التي تقدم إليها الرجال حتى بلغت الخمسين ولم تتزوج، يأتيها الخطاب والأب يمنع زواجها، وعند فراش الموت تقول لوالدها: قل آمين، قل آمين، قل آمين، وهو يقول: آمين، قالت: أسأل الله أن يمنعك من دخول الجنة كما منعتني الزواج!
عمل المرأة من أسباب الطلاق
ذكر خطيب الجمعة أن من أسباب الطلاق عمل المرأة؛ لأن كثيراً من النساء لا يحققن توازناً بين العمل والبيت، وأوضح أن تغيب الرجل عن البيت، والخيانة الزوجية، والزواج بأخرى، وعدم الكفاءة بين الزوجين، وضعف شخصية الرجل، وغياب التواصل الاجتماعي.. من مسببات الطلاق.
وقال: «يجب علينا الاهتمام بالزوجة، وأن يكون البيت من الأوليات؛ لأن الحياة الزوجية تحتاج من الزوجين الحب والعطاء والمحبة والاهتمام للآخر»، لافتا إلى أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- دخل على زوجته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بنت خير البشر محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- فرآها تستاك بسواك من أراك، فقال لها في بيتين جميلين عجيبين:
حظيت يا عود الأراك بثغرها ** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهل القتال قتلتك ** ما فاز مني يا سواكُ سواكَ
موضحاً أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صيانة واهتمام حالة حدوث أي شيء، والحياة جميلة إن عشنا فيها بحب واهتمام، ويحاول كل من الزوجين العناية بالمظهر والملبس، وخاصة الرجل، ويجب عليه أن يتحلى بالطمأنينة والسرور.
مقومات الزواج
أوضح خطيب الجمعة أن مقومات نجاح الزواج هي حسن الاختيار، والكفاءة بين الزوجين، والتقليل من المهور، وعدم التبذير والإسراف في الزواج، والرؤية الشرعية، وقال: «إذا أردنا أن يكون الزواج ناجحاً فعلياً فيجب معرفة الحقوق والواجبات، وهي أدب الحوار، وأدب الإنصات للآخر في حالة حدوث مشكلة، وعدم ترك المشاكل دون حل بأسرع وقت ممكن، دون أن تتفاقم مما يؤدي إلى الطلاق». وأضاف: «إن الحياة جميلة، وتحلو أكثر عندما تكون الزوجة طائعة لزوجها تعرف الحقوق والواجبات».
7 أركان للعلاقة الزوجية
حدد البوعينين 7 أركان للعلاقة الزوجية، وتبدأ بالثقة بين الزوجين، وعدم البحث في جوال الآخر، وقال: «إذا فقدنا الثقة فقدنا الاستقرار في الحياة الزوجية»، هناك غيرة للمرأة، وهناك شك، وإذا تحولت الغيرة إلى شك فسدت العلاقة الزوجية.
وأوضح أن التواصل الجيد ضرورة لمنع تفاقم الخلافات الزوجية؛ نتيجة غياب أدب الحوار والاستماع والإنصات، وخاصة المرأة، اسمعها حتى النهاية، ولا يعيب الرجل الاعتذار في حالة حدوث تقصير من الزوج.
وشدد على ضرورة الاعتراف بحدوث خلاف، ولا يخلو بيت من خلاف، وقد حدث خلاف في بيت النبوة بين الرسول وزوجاته، تقول عائشة في حالة غضبها عند حدوث خلاف مع الرسول: «لا ورب إبراهيم». والخلافات يجب علينا معالجتها بسرعة.
وأوضح أن من أركان الزواج تأكيد معنى الشراكة، لأن الزوجين شركاء في الأسرة، وهما اللذان يحددان خطط الأسرة تعليم الأولاد والاهتمام بهم، وكيفية قضاء العطل الصيفية، ويجب عليهم الاتفاق وعدم الخلاف.
وحذر من أن المال سبب الخلاف الدائم بين الزوجين، مشدداً على ضرورة أن يكون الرجال هم المسؤولون عن النفقة على البيت والأهل، وليس من دور الزوجة ولو كانت موظفة، فالرجال قوامون على النساء، وفي مسألة الأموال تحدث الخلافات بين الزوجين.
ودعا خطيب الجمعة إلى ضرورة الإعراب عن العواطف بين الزوجين، والتكيف السريع مع متطلبات الحياة قبل الأولاد وبعد الأولاد، من سهر الأولاد وبكائهم.
وعلى الأم أن يكون لها بديل في حالة سهر الأولاد وبكائهم (غرفة ثانية).