طبق معكرونة.. إفطار رمضاني لعائلة في جباليا

alarab
حول العالم 15 مارس 2024 , 01:17ص
غزة - وكالات

بعد مجهود شاق في الجري خلف مظلات المساعدات الإنسانية في شمال قطاع غزة، يجلس الفلسطيني مجاهد غبن (24 عاماً) أمام خيمته ليستريح، بعد أن نجح في الحصول على بعض المواد الغذائية. هذه المساعدات القليلة التي تمكن من الحصول عليها تعتبر كنزًا ثمينًا بالنسبة له في شهر رمضان في ظل شح الطعام الناجم عن الحرب والحصار الإسرائيلي على المناطق الشمالية لقطاع غزة، حيث يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية. وتمكن الفلسطيني الذي نزح إلى مدرسة في بلدة جباليا شمال القطاع من الحصول على 5 كيلوغرامات من الطحين وبعض أكياس المعكرونة التي تكفي عائلته ليوم واحد. وعندما وصل إلى خيمته، استقبلته والدته بابتسامة واسعة، فرحة بوصول ابنها بالمساعدات، ما دفعها للإسراع في فتح المساعدات وإعداد طعام الإفطار بعد يوم شاق من الصيام.
على موقد صغير أشعلته العائلة داخل خيمتها، بدأوا في طهي المعكرونة بالماء وصلصلة الطماطم استعدادًا للإفطار، وسط فرحة الأطفال الذين تبدو على وجوههم علامات السعادة لأنهم سيتناولون الطعام بعد أيام من الجوع.
وتمكنت تلك العائلة، المكونة من 9 أفراد، من تناول المعكرونة في هذا اليوم من الصيام، وسط مخاوفهم من الغد حيث لا يعرفون كيف سيتمكنون فيه من تأمين طعامهم ليوم آخر في ظل شح المواد الغذائية. ويخيم القلق والتوتر على عائلة غبن، التي تخشى من عدم قدرتها على ضمان الطعام خلال أيام رمضان القادمة، في ظل الوضع المالي والإنساني الصعب الذي تعانيه. وتقطن هذه العائلة داخل خيمة بساحة مدرسة في مخيم جباليا بعد قصف إسرائيل لمنزلها، حيث تعاني من نقص أبسط مقومات الحياة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
ويقول الشاب غبن لمراسل الأناضول: «تمكنت بعد جهد شاق من الحصول على المعكرونة والطحين بعد أيام من عدم تناول الطعام». ويضيف: «سارعت وراء المظلات التي تسقط على شمال قطاع غزة للحصول على هذا الطعام لعائلتي التي نزحت لجباليا».
ويتابع: «كنت أذهب لمفترق الكويت والنابلسي للحصول على المساعدات ولكن جراء الأعداد الكبيرة من المواطنين واستهدفنا لم أقدر على الحصول على شيء». ويكمل: «نحن اليوم في رمضان حصلنا على بعض الطعام لكن غداً لا ندري ماذا سوف نفعل، لا يوجد طعام هنا ونعاني من مجاعة».
وأشار إلى أن «الكثير من العائلات غير قادرة على الحصول على الطعام ولا تملك أي شيء».
بدورها، قالت المسنة ووالدة الشاب غبن: «في شهر رمضان في الأعوام الماضية، كنا نعتمد على الدجاج والأسماك، ونجهز الخضراوات وأنواع مختلفة من العصائر، لكن اليوم لا يوجد شيء نستطيع تناوله».
وأضافت: «الوضع مأساوي في شمال قطاع غزة، حيث يعاني الأطفال ولا يجدون ما يسد جوعهم».
ودعت المسنة إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة وعودة الاستقرار، مع دخول المساعدات الغذائية لشمال القطاع.
فيما قال عبد الله غبن (60 عاما)، الذي يخرج منذ ساعات الصباح للبحث عن طعام لعائلته: «اليوم توجهت للبحث عن الخبيزة الخضراء البرية التي تنبت في الأراضي الزراعية».
وأردف: «في طريقي وجدنا طائرات تلقي المساعدات عبر مظلات، ولكن لم أتمكن من الوصول إليها، بسبب سقوطي في حفرة وتعرضت لكدمات في صدري».