لم يدر في خلد احد أن التوليفة العنابية الشابة ستكون قادرة على فرض نفسها في النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج المقامة حاليا في مدينة البصرة العراقية، في ظل الكثير من التحديات بل المعوقات التي وجد فيها جل المراقبين والمتابعين، أسبابا كافية كي تكون المشاركة القطرية في خليجي 25 لا تعدو أن تكون حضورا لا أكثر.
ولعل تلك التكهنات تبدو مبررة، على اعتبار ان القائمة العنابية الحالية تخلو من كل العناصر الأساسية ذات الأسماء الوازنة التي خاضت غمار كأس العالم FIFA قطر 2022، مقابل الاعتماد على عناصر شابة وأخرى من أعمار اولمبية تفتقد الى الخبرة والتجربة باستثناء بعض اللاعبين الذين وان تواجدوا مع المنتخب الأول في سابق المناسبات، لكنهم لم يحصلوا على كامل الفرصة، هذا الى جانب ضيق وقت التحضير حتى بات الانسجام والتناغم بين اللاعبين، هاجس الجهاز الفني الذي يقوده المدرب البرتغالي برونو ميغيل بينيرو.
لكن الظهور جاء مغايرا تماما لكل تلك التوقعات، فشكل العنابي المفاجأة السارة في البطولة الخليجية من خلال مستويات راقية جدا، تؤكد النضج الكبير الذي بات عليه اللاعب القطري بغض النظر عن سنه، وهذا بطبيعة الحال يعود الى أسس التكوين التي تؤكد بأن الأجيال تتعاقب بالمواهب المصقولة بالشكل الأمثل ما يبشر بمستقبل واعد للكرة القطرية في قادم السنوات، باستمرار للطفرة التي عرفتها مؤخرا.
الشخصية القوية رغم قلة التجربة
الاستهلال كان رائعا بفوز مستحق على الكويت بثنائية دون رد، قبل خسارة متأخرة أمام البحرين لم تحجب العرض الطيب الذي قدمه رفاق أحمد علاء وعاصم مادبو، حتى جاء التحدي الكبير أمام منتخب إماراتي باحث عن العودة من بعيد للتمسك ببصيص أمل التأهل المشروط الى الدور نصف النهائي. 
 لا ننكر الأفضلية التي عرفها الأبيض في بعض أوقات المباراة، بعدما ظل قريبا من التسجيل في عديد المناسبات، دون أن يثنيه إهدار ركلة الجزاء عن مواصلة السعي لإصابة شباك العنابي، حتى كان له ما اراد قبل ثماني عشرة دقيقة من نهاية الوقت الأصلي...بيد أن مجريات المباراة عقب التقدم الإماراتي، تؤكد الشخصية القوية التي تمتلكها تلك التوليفة رغم قلة التجربة من خلال تحدي الضغوطات الكبيرة بالتأخر بالنتيجة التي تعني الإقصاء من البطولة أمام منافس أحيا آماله بشكل كبير عبر تسجيل هدف ثانٍ يجعله مؤهلا لقبول هدية بحرينية في المباراة الثانية في حال تسجيل هدف ثان ايضا في مرمى المنتخب الكويتي المنقوص بحالة طرد.
ورغم كومة الضغوط، لم يرم نجوم العنابي المنديل، بل آمنوا بحظوظهم ومارسوا ضغطا كبيرا على مرمى المنتخب الإماراتي، حتى جاء هدف التعادل بتمريرة همام الأمين الساحرة التي استقبلها النجم (تميم) الذي شابه أباه منصور مفتاح وعالج الكرة بموهبة فطرية بجينات تهديفية موروثة في شباك خالد عيسى مانحا الأدعم بطاقة التأهل.
إنجاز بغض النظر عن القادم 
المهمة المقبلة للعنابي في نصف نهائي خليجي 25 ستكون غاية في الصعوبة، ذلك أن المواجهة ليست أمام منتخب عراقي قوي فحسب، بل أمام صاحب الأرض الذي سيحظى بدعم جماهيري كبير يولد من رحم شغف لا مثيل له من أجل دفع اللاعبين نحو استعادة التتويج باللقب الخليجي بعد غياب طويل هنا على أرض البصرة التي طالما حلمت بأن تستضيف المنافسة حتى أضحى الحلم حقيقة.
كلنا ثقة بلاعبي العنابي الذين يكبرون مع زيادة التحدي، وبالتالي فإن المطالب المنطقية ستكون بالظهور بمستوى لائق وتقديم عرض راق كما في المباريات الثلاث السابقة من خلال اللعب بالأسلوب المعتاد، فيما تبقى النتيجة رهن التفاصيل الصغيرة.
 لكن اليقين أن ما حققه المنتخب بالوصول الى نصف نهائي خليجي 25، يبقى انجازاً يشكر عليه اللاعبون والجهاز الفني، وسط آمال في تحقيق ما يفوق الانجاز في حال القدرة على قلب كل التكهنات والترشيحات التي تصب في صالح أسود الرافدين المتعطشة لاستعادة الألق الخليجي الغائب لسنوات طويلة.

علي أسد: نسعى لظهور جيد أمام العراق

أكد علي أسد صانع ألعاب العنابي أن التأهل الى الدور نصف النهائي من النسخة الخامسة والعشرين لكاس الخليج، جاء عن جدارة واستحقاق، مشيرا الى أن العنابي خالف كل التوقعات والتكهنات التي صبت في صالح المنتخبات الأخرى في المجموعة وفرض نفسه في المربع الذهبي من البطولة.
وقال علي اسد في حديث خاص للوفد الإعلامي: الحمد لله على النتيجة أمام المنتخب الإماراتي والتي كانت كافة للتأهل المستحق الى الدور نصف النهائي من البطولة، منتخبنا يعتبر فريقا شابا، اغلب عناصره من لاعبين صغار السن الى جانب خمسة عناصر سبق لها اللعب مع المنتخب الاول، ولم يكن أحد يتوقع ان نكون من بين المنتخبات الأربعة المتأهلة الى الدور قبل النهائي عطفا على قوة المنتخبات الأخرى خصوصا في المجموعة الثانية حيث دخل المنتخبان الكويتي والإماراتي البطولة بصفوف متكلمة وبالفريق الأول، حتى ان المنتخب الإماراتي كان مرشحا للمنافسة على اللقب، لكنا آمنا بحظوظنا وقدمنا مستويات طيبة واستطعنا تأمين التأهل.
وأضاف: قدمنا مستوى طيبا في المباريات الثلاث بدءا من مباراة الكويت التي حققنا فيها الفوز، فيما كنا متقدمين أمام البحرين قبل أن يقلب المنافس النتيجة بجزئيات صغيرة وبأخطاء ارتكبناها نحن جراء قلة الخبرة، وكنا جيدين أمام الإمارات واستطعنا العودة بالنتيجة في وقت متأخر ما يؤكد الإصرار الذي أظهرناه من أجل التمسك بحظوظنا.
وعن مواجهة العراق قال: المهمة لن تكون سهلة بطبيعة الحال أمام صاحب الأرض والجمهور، لكننا سنتحضر بالشكل الأمثل من أجل أن نقدم أفضل ما لدينا بأمل التأهل الى المباراة النهائية ان شاء الله.

يوسف عبدالرزاق: مواجهة صاحب الأرض ستكون صعبة

أبدى يوسف عبد الرزاق مهاجم العنابي سعادته الكبيرة ببلوغ الدور نصف النهائي من خليجي 25، مؤكدا بأن مواجهة المنتخب العراقي صاحب الأرض والجمهور لن تكون سهلة.
وقال يوسف عبد الرزاق: كانت مواجهة صعبة أمام المنتخب الإماراتي خصوصا على مستوى بعض التفاصيل سواء بركلة الجزاء ثم التأخر بالنتيجة، لكننا استطعنا أن نعود في وقت متأخر، وكان الأهم من وجهة نظري هو تامين التأهل الى الدور نصف النهائي بعدما قدمنا مستويات طيبة في المباراتين السابقتين ايضا أمام الكويت ثم البحرين رغم الخسارة.
وحول الضغوط التي عاشها شخصيا بعدما شارك بشكل مبكر بدلا لأحمد علاء المصاب وباتت الآمال معقودة عليه هجوميا..قال يوسف: لم تكن هناك ضغوط، حظيت بثقة الجهاز الفني ودعم زملائي اللاعبين، اجتهدت وحاولت ان أكون عند حسن الظن وأن أساعد المنتخب، وأتمنى أن أظهر بشكل أفضل في المباراة القادمة.
وحول مواجهة العراق في نصف النهائي قال: المهمة لن تكون سهلة أمام صاحب الارض المدجج بدعم جماهيري كبير، لكننا عازمون على تقديم مستوى طيب من أجل البحث عن مواصلة المنافسة والوصول الى المباراة النهائية ان شاء الله.