الإنسان الأول أقام بالمنطقة القطبية قبل 45 ألف عام
منوعات
15 يناير 2016 , 04:33م
رويترز
تطرح جيفةٌ متجمدة لماموث وبري، عُثِر عليها في سيبيريا، ذات علامات واضحة ناتجة عن إصابات بالرماح، أدلةً جلية على أن الإنسان الأول عاش في المنطقة القطبية الشمالية، خلال فترة أقدم بآلاف السنين مما هو معروف.
قال علماء روس، أمس الخميس، إن جيفة هذا الماموث الذكَر انتشلت من جرف بخليج ينيساي، بالمحيط المتجمد الشمالي، وقتله صيادون منذ 45 ألف عام، مما يطرح أقدم قرينة على وجود البشر بالمنطقة القطبية الشمالية.
حتى الآن فإن أقدم دليل على وجود الإنسان بالقطب الشمالي يرجع إلى "30 ألف سنة تقريبا"؛ وذلك حسبما قال فلاديمير بيتولكو، كبير الباحثين بمعهد تاريخ الحضارة المادية بالأكاديمية الروسية للعلوم في سان بطرسبرج.
وقال بيتولكو، إن مَن صمدوا في وجه هذه الظروف شديدة القسوة بالمنطقة القطبية، ربما عاشوا على أنشطة الصيد وجمع الثمار، وكان الماموث - وهو من أبناء عمومة الفيل، وكان أضخم كائن بري في المنطقة - يمثل موردا مهما بالنسبة إليهم.
وقال: "في واقع الأمر، فإن هذه الحيوانات تطرح مصدرا لا ينضب من الخيرات المختلفة، منها الغذاء واللحم والدهن ونخاع العظام والوقود والروث والعظام ومادة خام من العظام الطويلة، إلى جانب العاج".
وقال بيتولكو، في الوقت الذي يمثل فيه العاج بديلا عن الأخشاب في تضاريس الإستبس، التي تفتقر إلى الأشجار، "قطْعًا كانوا يستخدمونها في أغراض الغذاء لا سيما أجزاء محددة مثل اللسان والكبد، بوصفها من أطايب الطعام، لكن صيدها بغرض الحصول على العاج كان أكثر أهمية".
كانت جيفة الماموث، التي انتشلت عام 2012، بها طعنات توضح أنه قتل بأيدي الإنسان، وقال بيتولكو إن الكسور الموجودة في ضلوع الحيوان يبدو أنها ناتجة عن رماح استخدمها صيادون، في حين أن عظام الكتف والوجه والوجنات ربما تكون نتجت عن أسلحة حادة.
وكان هناك كسر في الناب الأيمن، ربما يكون ناشئًا عن محاولة البعض كسره بعد قتل الماموث.
وقال بيتولكو في الدراسة التي وردت بدورية (ساينس): "الموضوع الأساسي أن الإنسان قَتل الماموث، والشواهد جلية على ذلك".
يرى العلماء أن صيد الماموث ربما كان عاملا أساسيا في تمكن الإنسان من العيش في المنطقة القطبية، ليعيش هناك ويرتحل عبر أصقاع سيبيريا، في أقصى الشمال، ومنها إلى مضيق بيرنج الذي كان حينئذ جسرا بريا يربط بين سيبيريا وألاسكا، بعد أن وصل الإنسان الأول إلى هناك، ومن ثم إلى الأميركتين.
//إ.م /أ.ع