صراع بلقاني في المجموعة الثانية يتزعمه العملاق الكرواتي

alarab
رياضة 15 يناير 2015 , 02:26ص
لن تكون المهمة سهلة بالنسبة لمنتخبات المجموعة الثانية للعبور نحو الدور التالي من مونديال كرة اليد بقطر 2015 على الرغم من وجود أسماء كبيرة أبرزها المنتخب الكرواتي العملاق إلا أنه ويبدو أن الصراع سيكون على أشده بين جميع الفرق لاسيما تلك الدول التي كانت تنتمي إلى ما يسمى يوغسلافيا سابقا، وهي كرواتيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك إضافة إلى ما يمكن أن تفجره كل من النمسا وتونس من مفاجآت بينما ستكون إيران هي الحلقة الأضعف في تلك المجموعة.
المنتخب الكرواتي يطمح لاستعادة أمجاده
يعد المنتخب الكرواتي الذي يلعب ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات البوسنة والهرسك ومقدونيا والنمسا وإيران وتونس أحد أبرز منتخبات أوروبا في العقدين الأخيرين، فهو بطل العالم عام 2003، كما أنه منتخب فائز بالميدالية الذهبية الأولمبية مرتين.
كانت نقطة الانطلاق لهذا المنتخب الكبير في عام 1991 مع استقلال دولة كرواتيا عن ما كان يعرف حينها بيوغوسلافيا، وخلال أربع سنوات من الاهتمام بتطوير الرياضة في البلاد، كانت بدايات النجاح في رياضة كرة اليد وليس كما توقع الكثيرون في أن يأتي النجاح عبر رياضات أخرى مثل كرة القدم أو كرة السلة أو كرة الماء.
ففي عام 1995، شاركت كرواتيا في بطولة العالم لكرة اليد للمرة الأولى في تاريخها، وفاجأت الجميع ببلوغها المباراة النهائية وخسارتها أمام فرنسا، ليعود الفريق إلى بلاده مع ميدالية فضية تاريخية احتفل بها الشعب الكرواتي الفخور بإنجاز فريقه.
وبعد عام واحد، تحقق إنجاز أكبر يحسب لمجهودات الاتحاد الكرواتي لكرة اليد في تطوير اللعبة في بلاده، فخلال أولمبياد بكين نجح المنتخب تحت قيادة المدرب المحنك فيليمير كلاييتش في بلوغ المباراة النهائية مجدداً، ولم يكتفِ هذه المرة بالوصافة، محققاً الفوز على نظيره السويدي لينال الذهبية الأولمبية الأولى في تاريخه.
الفريق ضم حينها أيضاً نيناد كلاييتش نجل المدرب فيليمير، ليحتفل الأب والابن معاً بلقب تاريخي في مشهد مؤثر، مع العلم أن الابن، نيناد، اتجه في وقت لاحق أيضاً للتدريب وحقق نجاحاً كبيراً مع نادي آر كي زغرب، كما درب أيضاً المنتخب السعودي.
في عام 2003، نجح المنتخب الكرواتي في التفوق على نظيره الألماني في المباراة النهائية لبطولة العالم التي استضافتها البرتغال، ليتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه والوحيدة حتى يومنا هذا. وتوالت الإنجازات، فشهدت أولمبياد أثينا عام 2004، نهائيا جديدا في مسابقة كرة اليد بين ألمانيا وكرواتيا، وكان النجاح مجدداً حليفاً للكروات الذين توجوا بالذهب الأولمبي للمرة الثانية في تاريخهم.
ولكن منذ ذلك الوقت يواجه المنتخب الكرواتي لغزاً محيراً، ففي معظم البطولات الكبرى يدخل الفريق كمرشح بارز للفوز باللقب ولكنه يكتفي ببلوغ الأدوار المتقدمة قبل أن يتعثر في الخطوات الأخيرة، رغم امتلاكه لكافة المقومات اللازمة لتحقيق ما هو أفضل.
يدرب الفريق حاليا سلافكو غولوجا أحد لاعبي الجيل الذهبي للمنتخب الكرواتي الذي فاز ببطولة العالم 95.
ويبدو الفريق عازماً هذه المرة على كسر النحس والعودة لمنصة التتويج كبطل للعالم، وهو ما أكده اللاعب المخضرم إيغور فوري المحترف في باريس سان جيرمان الفرنسي وأحد أعضاء الفريق المتوج بلقب بطولة العالم 2003 وذهبية أولمبياد أثينا 2004، وتكمن قوة المنتخب الكرواتي أيضاً في أن غالبية لاعبيه محترفين في أبرز أندية أوروبا، فمثلاً دوفنياك سينتقل الموسم المقبل إلى كييل الألماني وآليلوفيتش يلعب مع فيسبريم المجري، في حين يضم نادي كييلتشي البولندي خمسة لاعبين من منتخب كرواتيا من بينهم كوبيتش وسترليك.

التوانسة يتطلعون لاستعادة بريقهم

تعتبر كرة اليد من الرياضات الأكثر شعبية في تونس التي غمرتها مشاعر الدهشة والفخر والحماس عام 2005، عندما استضافت الدولة الإفريقية بطولة العالم لكرة اليد للرجال لتتغلب على الدولة المحبوبة ألمانيا أثناء انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة اليد في سانت بطرسبرغ.
وتعود ذكريات مشجعي كرة اليد في تونس إلى عام 2005 عندما كان يقود الفريق المدرب سعد حسن أفندتش. أولاً تمكن المنتخب الذي يستضيف البطولة من الفوز في المجموعة الأولى، ثم جاء في المركز الثاني بعد الجولة الرئيسية، تاركاً وراءه الفريق الروسي، بطل العالم والبطل الأولمبي، وبذلك حقق حلم الوصول إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
لكن الحظ لم يحالف المدرب حسن أفندتش والهداف في بطولة العالم وسام حمام (81 هدفاً) وزملائه، فقد خسرت تونس في المباراة نصف النهائية أمام إسبانيا، التي ستصبح بطلة العالم لاحقاً، وتكررت الهزيمة أمام فرنسا بنتيجة متقاربة 25/26 وفقدت الأمل بالحصول على الميدالية البرونزية.
وصلت تونس إلى ذروة كرة اليد بالتأهل إلى نصف النهائي، حيث كانت في معظم الأحيان خلف جارتها مصر، الدولة الإفريقية الأولى التي شاركت في نصف النهائي في بطولة العالم عام 2001، وكذلك الجزائر.
بعد أن شجع المدرب حسن أفندتش اللاعبين التونسيين على الدخول إلى أفضل الفرق الأوروبية والمنتخب الصربي، تطور الفريق التونسي وأصبح يضم في صفوفه عدداً كبيراً من النجوم الدوليين. فقد لعب معظمهم في فرنسا، خصوصا مع الفريق المتميز مونبيلييه، والبعض الآخر لعب في إسبانيا.
ومؤخراً عام 2010، سيطر الفريق التونسي على كرة اليد في إفريقيا ليفوز في البطولة القارية عامي 2010 و2012، ثم تأهل إلى الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، وهي آخر البطولات التي شارك فيها أبطال تونس على غرار حمام وهيكل مقنم، الذي تم اختياره لحمل العلم التونسي في الحفل الافتتاحي للألعاب الأولمبية 2012.
وقد شكلت ألعاب لندن خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للفريق التونسي الذي كان الفريق غير الأوروبي الوحيد الذي تأهل إلى الدور ربع النهائي للرجال. لكن مجدداً، كانت المنافسة شديدة وصعبة أمام الفريق الكرواتي ولم تتكلل التجربة بالنجاح.
والغريب أن نجاحات بطولة العالم لم تستمر طويلاً فعام 2009، أنهى الفريق التونسي البطولة في المركز 17، وعام 2011، لم يصل إلى دور الثمانية لينهي البطولة في السويد في المرتبة العشرين.
بعد العودة في ألعاب لندن، حافظت تونس على مركزها كأفضل فريق إفريقي على الساحة الدولية خصوصاً بفضل المواهب التي يضمها الفريق. عام 2011، تأهل الشباب التونسيون إلى نصف النهائي في بطولة العالم للناشئين في اليونان وفازوا بالميدالية البرونزية أمام الفريق المصري.
ويشكل الشابان أمين بنور ووائل جلوز (اللذان حققا الفوز في بطولة الفرق الأوروبية ثلاث مرات منذ عام 2013 مع الفريق الألماني تي أش دبليو كييل) فريقاً متناسقاً مع المخضرمين أمثال لاعب الدفاع المحوري عصام تاج، الذي يقود بدوره الفريق منذ خروج مقنم وحمام.
عام 2013، قدمت تونس أفضل أداء في بطولة العالم منذ 2005، لتتغلب على ألمانيا في الجولة الأولى وتقترب من الفوز على بطلة العالم فرنسا. وبعد أن كسر أمين بنور إصبعه، تلاشى حلم الفريق بالتأهل إلى نصف النهائي لتنتهي الرحلة في دور الثمانية بعد هزيمة أمام الدنمارك التي حازت لاحقاً على الميدالية الفضية.
لكن عام 2013 كان نقطة فاصلة في تاريخ الفريق التونسي بعد انضمام المدرب «الأسطورة» سعد حسن أفندتش مجدداً إلى أصدقائه القدامى وهو حالياً بصدد إعداد الفريق لبطولة العالم لكرة اليد في قطر 2015.
بفضل القاعدة الشعبية التي تطورت حتى عام 2008، تغير أسلوب اللعب لدى الفريق التونسي كلياً وتحول من الدفاع الهجومي إلى أسلوب أوروبي، لكن الدفاع لا يزال مفتاح اللعب في الفريق رغم وجود راميين قويين أمثال بنور وجلوز في الهجوم.

البوسنة تصنع تاريخها من جديد

سيظل 15 يونيو 2014، هو تاريخ سوف يتذكره كل محبي الرياضة في البوسنة والهرسك؛ حيث شهد تأهلهم للمرة الأولى في تاريخهم إلى بطولة العالم لكرة اليد 2015 في الدوحة تحت قيادة المدرب دراغان ماركوفتش.
تجدر الإشارة إلى أن الفريق لم يتأهل إلى أي بطولة أوروبية أو عالمية، علماً أنه اقترب من هذا الهدف في السنوات الماضية. أما الآن تشارك البوسنة والهرسك في بطولة الدوحة مع أنها لا تملك الخبرة الدولية كجيرانها صربيا ومونتينغرو، وتشارك إلى جانب كرواتيا، ومقدونيا وسلوفينيا.
وتتميز كرة اليد بتاريخ عريق في الأرض التي تعرف اليوم بالبوسنة والهرسك، ففي زمن يوغوسلافيا، كان «بوراك بانيا لوكا إحدى النوادي الكبرى في كرة اليد الأوروبية. عام 1970، فاز هذا الفريق بكأس الاتحاد العالمي لكرة اليد (الذي يسبق كأس الاتحاد الأوروبي لكرة اليد) وأصبح أول فائز يوغوسلافي بكأس الأبطال (الذي يسبق دوري الأندية) عام 1976 بعد وصوله إلى النهائي في العام السابق.
لائحة النجوم الذين لعبوا في نادي بوراك طويلة، وتضم اللاعب الذي فاز لاحقاً ببطولة العالم والأولمبياد، عباس أرسلاناجيتش، وإيزتوك بوك، باتريك كافار، عرفان سمالاجيتش، والهداف الأول مرتين في دوري الأبطال زلاتكو سارازفتش.
وبعد تفكك يوغوسلافيا، أصبح بوراك على الحضيض على غرار كرة اليد البوسنية، وقد استعاد اليوم بالإضافة إلى فريق بوسنا سراييفو مكانته على الخارطة الأوروبية، لكن معظم النجوم البوسنيين أمثال إيفان كاراستش (بريس في بلاروسيا)، نيكولا بيرس (زغيد في هنغاريا)، ومرساد تيرزتش (فيزبريم في هنغاريا)، ومحمد تورومانوفتش (بلوك في بولندا) يلعبون في الخارج، خصوصاً أن الدوري البوسني لا يزال ضعيفاً مقارنة بالدوري الأوروبي.
والآن سيخوضون تجربتهم الأولى في الدوحة؛ حيث يواجهون كلاً من النمسا وتونس وإيران. وقد قام ماركوفتش بإعداد فريقه بصورة جيدة، ففي المواجهتين الأولتين للتأهل إلى بطولة أوروبا 2016، حقق التعادل أمام بلاروسيا المشاركة في بطولة العالم، وشكل خصماً قوياً أمام الدنمارك المشاركة في نهائي بطولة العالم مرتين لمدة 60 دقيقة، إلا أنه خسر بنتيجة متقاربة 23/25.

أول ظهور لإيران
في المونديال

يدخل المنتخب الإيراني مونديال اليد بقطر للمرة الأولى في تاريخه بعد حصوله على الميدالية البرونزية في بطولة آسيا عام 2014 في البحرين.
حققت إيران مراكز متقدمة في كرة اليد لكنها لم يحالفها الحظ يوماً في التأهل لبطولة العالم، علماً أنها حصدت ميداليات في الألعاب الآسيوية عامي 2006 و2010، وكان الفوز في البحرين حماسياً للغاية، بعد أن اضطر المنتخب الإيراني لاستبدال نجمه إيمان جمالي المتعاقد مع النادي الهنغاري فيزبريم.
وكان جمالي اللاعب الآسيوي الأول الذي يشارك في دوري أبطال فيلوكس للاتحاد الأوروبي لكرة اليد، وهو الحدث النهائي لبطولة الأندية في كولونيا، حيث أنهى فريق فيزبريم في المركز الرابع في يونيو 2014.
وحاز جمالي على لقب الهداف الأول في بطولة العالم للناشئين عام 2011 في اليونان بعد تحقيقه 80 هدفاً محققاً المركز الثاني بعد زميله في المنتخب الإيراني ساجاد إيستكي (91 هدفا).
وكان واضحاً أن الاتحاد الإيراني لكرة اليد يسعى لكي يتعاقد مع أكبر عدد ممكن من لاعبيه في أعرق النوادي الأوروبية لكي تتطور قدراتهم على الصعيد الفردي والفريق.
رافاييل غوجوسا مدرب المنتخب الإيراني الذي صنع التاريخ أثناء مشاركته في بطولة البحرين، فالإسباني حاز في السابق على لقب لاعب العام في كرة اليد على الصعيد العالمي وفاز ببطولة الأندية مرات متعددة بعد النجاح في بطولة آسيا، واستقال من منصبه لأنه كان في الوقت عينه مدرب الفريق الإيراني «سامن الحجاج» ولم تعد إدارة النادي تسمح له بالمنصبين معاً.
وبعد فترة قصيرة، وصل المدرب الجديد بوروت ماجيك، السلوفيني المعروف جداً في قطر أيضاً، حيث قاد المنتخب القطري إلى بطولة العالم في إسبانيا عام 2013، وتولى مسؤولية المنتخب حتى صيف 2013 قبل انضمام الإسباني فاليرو ريفيرا ليدرب مضيف بطولة العالم.
لا تحاول إيران نشر لاعبيها في النوادي الأوروبية وحسب، بل تبحث بين اللاعبين الأوروبيين عن جذور إيرانية، وقد وجدت دانييل كوماييش في السويد، وحارس المرمى نيما زماني في الدنمارك.
ولا شك أن هذه الخبرة الدولية للاعبين البارزين ستزيد من حدة المنافسة في مونديال
قطر 2015.

النمسا تاريخ عريق وحاضر يبحث عن إنجاز

كان منتخب النمسا واحداً من أبرز المنتخبات العالمية، ولم يكن أي فريق آخر قادرا على مجاراته ما عدا منتخب ألمانيا الذي هزمه في نهائي مسابقة كرة اليد في أولمبياد برلين عام 1936 وفي أول نسخة من بطولة العالم عام 1938.
ولكن الأمور اختلفت بعد ذلك وغاب الفريق 55 عاماً عن منافسات بطولة العالم قبل أن يظهر مرة أخرى في نسخة عام 1995، حيث احتل المركز الرابع عشر، في المقابل تطورت رياضة كرة اليد لفئة السيدات في النمسا بشكل لافت، وسجل منتخب السيدات نتائج لافتة محققاً الكثير من النجاح، كما أن نادي هايبو نيدروستريتش هو صاحب الرقم القياسي لعدد الألقاب في دوري أبطال أوروبا للسيدات برصيد خمسة ألقاب.
مع حصول النمسا على حقوق تنظيم بطولة أوروبا عام 2010، عادت كرة اليد النمساوية إلى مسارها الصحيح، حيث قام الاتحاد المحلي للعبة بوضع خطة رئيسية من أجل تطوير أداء المنتخب الوطني قبلها بسنوات، خاصة أن الفريق كان يضم حينها عدداً من اللاعبين المميزين المحترفين في أندية ألمانية، كما أن شعبية اللعبة كانت آخذة في الازدياد وتم إطلاق برنامج تطوير اللاعبين الناشئين من أجل إعداد المزيد من المواهب لدعم
المنتخب.
العقل المدبر وراء خطة التطوير الكبرى كان الأيسلندي داجور سيجوردسون الذي تولى مهمة تدريب المنتخب النمساوي في عام 2008 واضعاً نصب عينه هدفاً واحداً هو تحقيق نتائج جيدة في بطولة أوروبا على أرض النمسا في عام 2010. وتحت قيادة المدرب المحنك ظهر الجيل الذهبي لكرة اليد النمساوية الذي يضم أسماء مثل قائد الفريق فيكتور تشيلاجي، وروبرت فيبر الذي أصبح أول نمساوي يتوج هدافاً للدوري الألماني «البوندسليجا كرة اليد»، وحارس المرمى نيكولا مارينوفيتش، والنجوم المحليين كونراد فيلتشينسكي وباتريك فولسر، بالإضافة إلى دافيد تشيلشاك الذي يحتل حالياً منصب مدير نهائي الأربعة الكبار في دوري الأبطال بمدينة كولون.
ويضم المنتخب النمساوي معظم العناصر الأساسية التي تألقت خلال الأعوام الأربعة الماضية، ما عدا فولسر وفلتشينسكي اللذين اعتزلا، ولكن مع وجود أسماء واعدة شابة مثل دومينيك شميد ونيكولا بيليك الذي اختير أفضل لاعب في بطولة أوروبا للشباب عام 2014، تبدو حظوظ الفريق متوازنة إلى حد كبير، فما زال الحارس الرائع مارينوفيتش يحمي عرينه ببسالة، وفي الهجوم سيكون الاعتماد على إبداع صانع الألعاب تشيلاجي وسرعة الهجمات المرتدة لفيبر، بالإضافة إلى الجناح المولود في منطقة الكاريبي، راؤول سانتوس، الذي يعمل كمطرب لموسيقى الراب إلى جوار مسيرته كلاعب كرة يد.
وتواجه النمسا في الدوحة كلا من كرواتيا ومقدونيا وتونس وإيران والبوسنة والهرسك خلال مرحلة المجموعات.

لازاروف كلمة السر في إنجازات مقدونيا

تواجه مقدونيا صعوبات كبيرة خلال مشوارها بمونديال اليد عندما ستخوض مباريات من العيار الثقيل أمام منتخبات عريقة من منطقة البلقان، حيث جاءت في المجموعة نفسها مع كرواتيا والبوسنة والهرسك، بالإضافة إلى خصوم آخرين أمثال النمسا وتونس وإيران.
ويعتمد المنتخب المقدوني على كيريل لازاروف، البطل الوطني وأفضل هداف في بطولة العالم 2009 في مقدونيا وبطولة أوروبا 2012 في صربيا. فعندما يسجل لازاروف الأهداف، يرتفع مستوى المنتخب المقدوني، وعندما يخفق في التسجيل، يتراجع المنتخب بأكمله.
يعد لازاروف هو اللاعب الوحيد الذي شارك في الدورات الخمس لبطولة العالم للأندية أبطال القارات السوبر جلوب في الدوحة منذ عام 2010 ورفع كأس الفوز ثلاث مرات، كما أنه حقق لقب أفضل هداف مرتين في دوري أبطال الاتحاد الأوروبي لكرة اليد مع فريق ميتالورغ. أما هدفه لهذا الموسم فهو «تحقيق خطوة للأمام في بطولة العالم 2015 في الدوحة بهدف المشاركة في الألعاب الأولمبية 2016.
ويسعى المدرب الكرواتي الأصل إيفيكا أوبرفان الذي خلف زفونكو شوندفسكي في تدريب المنتخب منذ عام 2013 للاستفادة من الترويج لكرة اليد بفضل إنجازات فريق ميتالورغ، الذي يضم عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب وفريق فاردار، وذلك لتحقيق النجاح في البطولات الكبرى. وقد عقدت آمال كبيرة على المنتخب بعد حصوله على المركز الخامس في بطولة الاتحاد الأوروبي لكرة اليد 2012، لكنها تلاشت في مباريات التأهل للألعاب الأولمبية خلال بطولة العالم 2013 والبطولة الأوروبية 2014.
ومع عودة ثاني أفضل هداف نومسي موجسوفسكي، واللاعب الجديد ريناتو فوجرينيك (سلوفيني سابقاً)، وكذلك بروز لاعبين شباب أمثال ديجان ماناسكوف، ابن الأسطورة بيبي ماناسكوف، بدأت تتبلور طموحات دولة بأكملها للمشاركة في الألعاب الأولمبية، علماً أن بطولة العالم قطر 2015 هي خطوة حاسمة في هذه المسيرة.
وبفضل النجاحات التي حققها المنتخب الوطني والناديان اللذان وصلا إلى ربع النهائي في دوري أبطال الاتحاد الأوروبي لكرة اليد موسم 2013/2014، أصبحت كرة اليد الرياضة الأولى في مقدونيا.