أجراها فريق من سدرة للطب وحمد الطبية.. جراحة نوعية لطفلة مصابة بنوع نادر من سرطان العظام

alarab
محليات 14 ديسمبر 2021 , 12:50ص
الدوحة - العرب

نجح فريق بقيادة سدرة للطب، بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية، في إجراء جراحة تقويم عظام تجميلية رائدة، وإنقاذ حياة فتاة تبلغ من العمر أربع سنوات مصابة بمرض ساركوما يوينغ.
وقد جرت إحالة الطفلة المريضة إلى سدرة للطب بعد معاناة قصيرة مع آلام الورك. أشار الفحص بالأشعة السينية الأولية إلى ضرورة إجراء فحوصات عاجلة بالتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في سدرة للطب، وأكدت الخزعة اللاحقة التي أجريت في مؤسسة حمد الطبية تشخيص مرض ساركوما يوينغ في عظم الفخذ الأيسر، وهو نوع نادر من السرطان يحدث في العظام أو حولها.
وقال الدكتور عطاء الرحمن معاذ، كبير الأطباء المعالجين بقسم أورام الأطفال بسدرة للطب: «يشكل ساركوما يوينغ 2٪ من السرطانات التي تصيب الأطفال، وعادة ما يظهر بين سن 10 و20 عاماً، لذلك كانت هذه الطفلة صغيرة جداً لمثل هذا التشخيص. وضعناها على الفور ضمن برنامج يتضمن العلاج الكيميائي لوقف انتشار السرطان من عظم الفخذ إلى باقي جسدها. لكن الجزء الأكثر أهمية في علاج ساركوما يوينغ يكون بالسيطرة الموضعية أي بالجراحة».
وقام الدكتور أحمد منير، استشاري أول جراحة أورام العظام في مؤسسة حمد الطبية والدكتور غرايم غلاس، كبير جراحي التجميل في سدرة للطب بوضع تصميم للمنهجية الجراحية. 
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، وضعا خطة لاستئصال الجزء من العظم المصاب بالورم وإعادة بناء العظم المستأصَل عن طريق عمل نسخة طبق الأصل من عظم آخر مأخوذ من المريضة نفسها مع زرع عظمي مقطوع حسب الطلب. تم تنسيق هذا التركيب معاً، كما تم توصيل إمداد دم جديد إلى العظم المعاد بناؤه تحت المجهر. كان من المهم جداً المحافظة على إمكانات نمو الورك باستخدام تقنيات الجراحة الدقيقة للإبقاء على تدفق الدم وصولاً إلى لوح النمو في الورك. تم إصلاح الهيكل بأكمله باستخدام تقنيات التثبيت العظمية.
قال الدكتور غرايم غلاس، كبير جرّاحي التجميل في سدرة للطب: «من الناحية النظرية، حاولنا في عمليتنا أن يكون التعديل الذي نقوم به قوياً من الناحية الهيكلية وقابلاً للنمو بشكل طبيعي، ومن المؤمَّل أن يقلل هذا من الحاجة إلى جراحات أخرى، ويتيح للمريضة أن تعيش حياة طويلة وسعيدة ونشطة». 
وقال الدكتور أحمد منير: استشاري أول جراحة أورام العظام في مؤسسة حمد الطبية “كان من الضروري أن ننجح في إزالة الورم كاملاً مع الإبقاء علي رأس عظمة الفخذ وغضروف النمو بها مع التروية الدموية الخاصة بهما قبل العملية. 
وأضاف: تم عمل تخطيط دقيق لهذه الجراحة المبتكرة والمعقدة جداً باستخدام أساليب جراحية متقدمة اثناء الجراحة لتحقيق الهدف منها وهو استئصال الورم كاملاً مع المحافظة الميكرسكوبية على الشريان المغذي لرأس عظمة الفخذ لأجل الحفاظ على إمكانية استمرار الطرف المعاد بناؤه في النمو والعمل بشكل طبيعي. كان هدفاً صعب التحقيق ولكن تم إنجازه بفضل الله تعالى، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها إجراء هذه العملية بنجاح على طفلة صغيرة مصابة بورم بالعظام. 
قام فريق مكوَّن من أكثر من 10 جراحين وأطباء تخدير وممرضات بإجراء الجراحة التي استغرقت أكثر من 20 ساعة. 
وقال الدكتور فرحان علي كبير استشاريي جراحة العظام في سدرة للطب: «كانت هذه الجراحة معقدة وفريدة من نوعها لأننا قمنا بوظائف متعددة في مكان واحد، لافتا إلى أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تنسيق كبير في إزالة الورم، واستئصال العناصر السرطانية من عظم الفخذ، ثم إعادة البناء. الهدف الأساسي من العملية هو إزالة سرطان العظام الذي يهدد الحياة، لكننا أردنا تقديم أفضل نتيجة من حيث الوظيفة والنمو المستقبلي أيضاً، والحفاظ على مفصل ورك المريضة. وذكر الدكتور طلال إبراهيم، رئيس قسم جراحة العظام، كان الحل الوحيد لإنقاذ حياة العديد من المرضى هو البتر، أو إجراء نوع أساسي إلى حد ما من استئصال الورم مما يؤدي إلى إعاقة تستمر مدى الحياة. 
وأضاف: أن أسلوب تقويم العظام يوظف مهارات جراحة العظام والجراحة التجميلية لإزالة الورم وإعادة بناء وظيفية لمفصل الورك في نفس الوقت. نحن فخورون للغاية بالتعاون الذي يجمع سدرة للطب مع مؤسسة حمد الطبية، حيث تؤدي خبرتنا المشتركة في جراحة أورام العظام وجراحة عظام الأطفال والجراحة التجميلية الميكرسكوبية ليس فقط إلى علاج أنواع معينة من السرطان، بل إلى نتائج وظيفية ممتازة للمرضى الصغار».
الجدير بالذكر أن المريضة تخضع حالياً للعلاج الطبيعي في سدرة للطب، لضمان تأدية طرفها المصاب وظيفته المثلى، وتحتاج إلى 6 أشهر إضافية من العلاج الكيميائي لتقليل فرص تكرار الإصابة بالسرطان وضمان اكتمال العلاج.