البوعينين: الصحة والفراغ من أفضل النعم
محليات
14 نوفمبر 2015 , 01:01ص
الوكرة - العرب
دعا الشيخ أحمد بن محمد البوعينين خطيب جامع صهيب الرومي بالوكرة، لشكر الله عز وجل على نعمة الصحة، ونصح باستثمار الوقت والفراغ فيما يعود على الإنسان بالنفع والفائدة.
وشدد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، على أهمية نعمتي الصحة والفراغ، مستشهدا بما رواه حبر الأمة، الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري.
وذكر البوعينين أن في هذا الحديث يخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بنعمتين من أجل النعم التي وهبنا الله تعالى ألا وهما نعمة الصحة التي يستطيع بها الإنسان أداء الأعمال الهامة ونعمة الفراغ التي يستطيع الإنسان ملأها بكل مفيد.
وقال: هاتان النعمتان متاحتان لكثير من الناس إلا أن التفريط فيهما سمة بارزة لكثير منهم ولو أنهم عرفوا أهمية هذه النعم وعملوا على توظيفها فيما أراد الله تعالى لزادت نسبة النجاح والتميز بين أفراد المجتمع.
وتحدث البوعينين عن نعمة ((الصحة)) موضحا أنها نعمة لا ينتبه لها المرء غالباً إلا عند المرض، وقال إن الذكي هو من يغتنم هذه النعمة ويسخرها فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
وعلق على النعمة الثانية ((الفراغ)) لافتا إلى أن الفراغ هو الوقت الذي أتاحه الله للعبد ليعمل فيه، ومبينا أن كل يوم يمر يأخذ يوماً من عمر الإنسان يقول عمر بن عبدالعزيز «إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما».
وذكر أن الناس متفاوتون في القدر الذي يستفيدون فيه من أوقاتهم فمنهم من يغتنم من وقته شيئاً يسيراً ومنهم من يقتله باللهو والعبث.. غير أننا لو نظرنا إلى شريحة المتميزين من البشر لوجدنا أنهم جميعاً يهتمون بالوقت اهتماماً بالغاً ويحسنون توزيعه وارداته فهو رأس المال الذي إن ذهب فإنه لا يعود.
وأشار إلى أن تنبيه علماء التنمية البشرية في العصر الحديث على أهمية الوقت، مؤكدا أن حسن إدارة الوقت والاستفادة منه والمحافظة عليه هي من أهم أسرار النجاح والتميز، وقال إن هذا الكلام ليس نظرية مدونة في الكتب، بل هي حقيقة يستطيع أي فرد أن يعيشها ويترجمها واقعاً يحدد به نمط حياته.
وضرب مثلا بحياة الإمام محمد بن جرير الطبري، حيث كان يرحمه الله آية من الآيات في حفاظه على الوقت وإدارته، وحرص على ملئه بالتعلم والتعليم والكتابة والتأليف حتى بلغت مؤلفاته العدد الكثير، وأورد قول الخطيب البغدادي, يحكي أن محمد بن جير الطبري مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين صفحة (أي ورقة).
كما ضرب مثلا بالإمام النووي الذي اشتهر بالمحافظة على الزمن وحرص على ملء أوقاته بالأعمال الزاكية بالتأليف والكتابة.
وجدد التأكد على أن الوقت له أهمية كبيرة في حياتنا، وذكر الحكمة المشهورة: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» وأشار إلى أن كثيرا من الناس يشتكون من قلة الوقت، ونبه إلى أن الإنسان الذي ينظم وقته يجد فيه خيراً كثيراً.
كيفية تنظيم الوقت
واستعرض الشيخ البوعينين بعض الأمور التي تعين على تنظيم الوقت واستغلاله، فذكر منها:
الدعاء بأن يدعو الإنسان الله تبارك وتعالى أن يبارك له في وقته قال تعالى «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
والتوكل على الله والأخذ بالأسباب المعينة على حفظ الوقت من الضياع، بوضع خطة واضحة.
والتخلص من كل الملهيات التي تعترض أو تعيق العمل ويدخل فيها المشاغل الثانوية التي يمكن الاستغناء عنها، وترتيب الأوليات الأهم بالمهم، وتنمية صفة الانضباط الزمني، وتوزيع الوقت توزيعاً دقيقاً للاستفادة منه، والنظر في سير الإعلام والمشاهير كيف قضوا حياتهم تأمل إنجازاتهم وكتبهم ومؤلفاتهم مع قلة الإمكانات ومع ذلك قضوا حياتهم فيما ينفعهم وينفع الأمة إلى وقتنا هذا.
ومعرفة أن الوقت هو رأس المال إذا ذهب لا يعود.
ومعرفة العبد هذه النعم أن يوم القيامة لأنه سيسأل عنها قال صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه بم فعل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه».
وحث البوعينين على ضرورة تذكر أن الصحة والفراغ نعم رزقها الله عز وجل لكثير من البشر، مبينا أن التميز والنجاح يبقى متاحاً لمن استطاع أن يستفيد من هذا النعم.