مدينة الخليل.. «الأسد النائم» تحت حصار المحتل

alarab
حول العالم 14 نوفمبر 2015 , 12:51ص
ا ف ب
تحاصر قوات الاحتلال مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة والتي تتركز منذ أسابيع بها اشتباكات وعمليات طعن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث نشر حواجز جديدة تضاف إلى مئات نقاط التفتيش والعوائق السابقة.

وتحولت الخليل، أكبر مدينة في الضفة الغربية، إلى خط المواجهة الجديد في أعمال العنف التي بدأت في الأول من أكتوبر. ويعيش فيها أكثر من 500 مستوطن بحماية أبراج المراقبة وحواجز الجيش، ووسط مئتي ألف فلسطيني.

وتنتشر في المدينة مئات الحواجز والبوابات المعدنية التي تفصل بين الجانبين، أضيفت إليها حواجز جديدة، ولم يعد يوجد سوى طريق واحد للخروج من المدينة مطوق بجنود إسرائيليين يقومون بتفتيش السيارات وفحص هويات الركاب وسط ازدحام مروري خانق.

ووصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الخليل بـ «الأسد النائم». لكن منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، تنتفض المدينة وتشهد مواجهات عنيفة، فيما استشهد عشرون شخصا يتحدرون منها أو من قرى محيطة برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين لدى محاولتهم تنفيذ هجمات، بحسب السلطات الإسرائيلية.

عملية للمستعربين
في وسط المدينة، استشهد شاب فلسطيني فجر الخميس إثر مداهمة وحدة «مستعربين» إسرائيلية مستشفى الأهلي لاعتقال ابن عمه المصاب بعد أن أطلقت عليه النار في 25 أكتوبر بسبب إقدامه على طعن إسرائيلي، بحسب جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.

وقتل الجمعة عبدالله عزام الشلالدة (27 عاما) برصاص الوحدة الإسرائيلية، بينما كان في زيارة ابن عمه.

وكان عزام الشلالدة الذي لا يزال يعالج في المستشفى والمتحدر من عائلة ناشطين في حركة حماس، وقد أصيب برصاص مستوطن إسرائيلي قرب مستوطنة متساد، لكنه تمكن من الفرار.

ويقع في الخليل الحرم الإبراهيمي الذي يرتدي بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ إنه يضم معبدا يهوديا ومسجدا يتولى جيش الاحتلال تفتيش المصلين الداخلين إليه.

 ويجسد هذا الإجراء تعبيرا صارخا للاحتلال بالنسبة لسكان الخليل الذين يخشون تكرار نموذج الحرم القدسي.

وبات عدد من شوارع المدينة خاليا، وتحول شارع الشهداء الذي كان يعج بالمتسوقين إلى ما يشبه المنطقة الفاصلة.

إلا أن أنور مسودة يصر على فتح متجره كل يوم على الرغم من عدم وجود زبائن. ويقول لوكالة فرانس برس: «لم أبع شيئا منذ شهر ونصف الشهر، ولا يسمح بالدخول سوى لمن يوجد اسمه على لائحة الجيش». وأوضح: «لا يرغب أحد بالانتظار لساعتين على الحواجز للقدوم إلى هنا».

ومنذ أسبوعين تقريبا، أغلقت قوات الاحتلال منطقة تل الرميدة المحاذية لشارع الشهداء.

وقام الجنود الإسرائيليون بمداهمة منزل أم طلال الحداد وتفتيشه. وتقول أم طلال إن ممارسات الجيش تشبه ممارساته خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

وتروي أنها استيقظت في تلك الليلة بعد أن طرق عناصر من الجيش باب منزلها. وتقول: «فتحت الباب وأظهر لي الجنود ورقة تقول «بأمر من الحاكم العسكري، سنقوم اليوم باحتلال منزلك»».

وتضيف: «لمدة 26 ساعة، احتجزها الجنود مع زوجها وأطفالها في غرفة من المنزل، بينما كانوا يتجولون بحرية في الغرف الأخرى.

وتوضح: «لم ننم، ولم يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدارس».

السكان الأوائل
لكن بالنسبة إلى المتحدث باسم المستوطنين يشاي فليشير، فإن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية تعني «بطريقة أو بأخرى المزيد من الحرية والحياة الطبيعية لليهود». ويضيف: «قد تتم مهاجمتنا من أي أحد. أي شخص يمكن أن يتحول إلى قاتل جهادي». ويدعي فيليشر أنه، على الرغم من الخطر الذي يشعر به المستوطنون وحماية الجنود، فإنهم سيبقون في المدينة. ويضيف: «نحن نعتبر أنفسنا السكان الأوائل، وسنستمر بالانتشار هنا»، على حد زعمه.