رياضة
14 نوفمبر 2015 , 12:24ص
علاء الدين قريعة
عندما نتحدث عن مركز حارس المرمى فلا شك أننا نتحدث عن مركز حيوي، وربما هو العصب والشريان «الأبهر» في أي فريق كروي، إن لم يكن الأهم داخل الفريق، مردود الرجل الذي يقف بين الخشبات الثلاث ينعكس دوماً على نتائج فريقه، خطأ واحد يعني ضياع بطولة، وتصدٍّ واحد يعني أحياناً حمل الكؤوس، التفاصيل الصغيرة تختزل بين القفازتين على المستطيل الأخضر.
ولأن حصد البطولات ينتهي ويبدأ من قفازتيه.. فحارس المرمى يساوي أكثر من نصف الفريق.
باسل زيدان تجاربه المختلفة في دوري نجوم قطر أعطته الخبرة الكافية التي أهلته لشغل مركز حامي عرين الخشبات في أهم أنديتنا، ولأن معقله الأول كان الزعيم السداوي فكان طريقه مليئا بالإثارة مع هذا النادي الذي قضى فيه أجمل أيامه مع حراسة المرمى، قبل أن ينتقل بعده للقلعة العرباوية، ثم للخور، وبعده للأهلي، ثم الجيش، والعودة فيما بعد للعميد قبل أن يحط الرحال أخيرا في أجواء نادي مسيمير، لعله يكون الرقم الصعب في قيادة الأصفر والأحمر إلى حلم البقاء في «جنة» دوري النجوم، ليكون إنجازا تاريخيا لهذا النادي المجتهد. «العرب» حاورت حامي خشبات مسيمير باسل زيدان الذي روى لنا الحكاية بأكملها، وتحدث عن الكثير من المسائل التي تتعلق بتجربته، وكيف حلم بأن الدوري لن يبتعد عن خزائن الرهيب الرياني فلنتابع:
¶ كابتن باسل دعنا نتحدث عن تجربتك الجديدة في نادي مسيمير بعد تنقلك في محطات عديدة في الأندية، وكيف تنظر لها رغم أن مضي 8 جولات ليس بالوقت الكافي للحكم عليها؟
- حقيقة خضت تجارب مختلفة في العديد من الأندية، ولكن التجربة التي أعيشها حاليا في نادي مسيمير يمكن القول إنها مختلفة بكل المقاييس، خاصة في ظل الضغوطات المفروضة على الفريق الذي يصارع من أجل البقاء وإثبات نفسه كواحد من فرق دوري النجوم؛ لذا أن تخوض المباريات تحت الضغط ليس بالأمر السهل.
- «هنا يتنهد باسل للحظات» قبل أن يجيب: أنا بطبيعتي أحب المغامرة وأعتقد أن اللعب في مثل هذه الأجواء ستكون تجربة مفيدة بلا شك ومسيمير يصعد للمرة الأولى في تاريخه للدوري، وبالتأكيد العوائق موجودة ولكن الجميع يحاول تجاوزها والتغلب عليها.
¶ وهل كان انتقالك لمسيمير بناء على رغبة شخصية منك أم كان لأسباب أخرى؟
- أنا من طلبت الانتقال واخترت نادي مسيمير بعد العرض الذي وصلني، ووافقت لأنني كنت أرغب بخوض تجربة مختلفة، وأن أشارك في جميع المباريات بصفة أساسية، ولذا كان عرض مسيمير الأنسب بالنسبة لي رغم وجود عروض أخرى أفضل من الناحية المادية، ولكن خياري لمسيمير لم يكن بسبب «المال».
¶ وحظوظ مسيمير بالبقاء في دوري نجوم قطر البعض يراها ضعيفة وأنها بدأت تتلاشى.
- كل الترشيحات تؤكد عودة مسيمير إلى دوري قطر غاز وأنه سيهبط، ولكن في عالم الكرة لا يوجد مستحيل، ومن الصعب أن ترفع راية الاستسلام.
وبالنظر للمباريات التي قدمناها الكل أشاد بفريقنا والعروض التي دلت على أننا لن نكون لقمة سائغة، وحدها الخبرة كانت لها كلمة الفصل في الهزائم التي تجرعها الفريق فضلا عن عدم وجود مهاجمين بالمستوى المنتظر.
¶ وهل سيكون مسيمير «مختلفا» بعد فترة التوقف؟
- نتطلع في فترة التوقف التي تفصلنا عن مباراتنا المقبلة أمام الوكرة في 20 الشهر الجاري إلى معالجة الكثير من النقاط، والجهاز الفني بإدارة الكرواتي رادان يحاول في الفترة الراهنة أن يمحي آثار الهزائم ويحفز الفريق «نفسيا» ويبتكر الحلول الناجعة التي تسهم في أن يبقى الأمل حاضرا في أروقة الفريق، وأعتقد أن عودة ناصر نبيل وسعود ناصر من الإصابة سيكون إضافة مهمة لنا في المحطات المقبلة.
¶ وهل تتوقع بقاء مسيمير أم هبوطه؟
- بالتأكيد بقاء مسيمير سيتحقق بتكاتف جميع الجهود في النادي، وإن تجاوزنا الأزمة النفسية التي نعيشها، فسنوفق بأن نكون من المنافسين الأقوياء على البقاء، وفي فترة التوقف الشتوية لا بد من أن تكون هناك استراتيجية جديدة بتدعيم الصفوف، وأقولها بصراحة «جميع المحترفين في الفريق لم يساعدوا مسيمير»، ولم يظهروا بالصورة التي كان الكل يأملها، وربما محمد نوري كان الأفضل بين الرباعي.
وجهتي القادمة مجهولة
- يقول باسل زيدان في رده على سؤالنا حول مستقبله أين ستكون وجهته القادمة: وجهتي القادمة مجهولة، فقد أعود للأهلي، أو إلى ناد آخر، ولكنني شخصيا أفضل الاستقرار، وأتمنى أن أبقى في مسيمير، وكشف باسل زيدان عن تلقيه لعرض قبل أسبوعين بغية التوقيع منذ الآن للموسم القادم، لكن زيدان طلب التريث إلى ما بعد نهاية الموسم، وأكد أن مستقبله سيعرف في نهاية الموسم أو ربما قبل ذلك.
بين الريان والجيش
- تمنى باسل زيدان أن يلامس الريان درع دوري النجوم في هذا الموسم من أجل عيون فوساتي الذي يكن له زيدان كل الاحترام والتقدير، خاصة أنه قضى مع المدرب الأوروجوياني أجمل أيامه في قلعة عيال الذيب، وحصد معه 4 بطولات كبيرة «كأس سمو الأمير ودرع الدوري وكأس الشيخ جاسم وكأس ولي العهد»، ووصف زيدان الحقبة التي مر بها في السد بين عامي 2006 و2007 بالذهبية.
وأضاف زيدان: الريان فريق كبير ولديه جماهير تشكل الرقم واحد بالنسبة له، والجيش فريق كبير، ولكن ليس لديه جمهور إلا أنه يملك مثلثا هجوميا هو الأخطر في الدوري بوجود راشيدوف ورومارينيو والمغربي حمد الله، ولعبت للجيش لموسم كامل، لكن قلبي مع الريان لأجل فوساتي.
خليفة الأبرز
- أثنى زيدان على ما يقدمه حارس الجيش خليفة أبو بكر، مؤكداً أنه قدم نفسه بصورة رائعة من خلال حمايته لخشبات الجيش، وأعلن أنه حارس عملاق، وقد يكون أحد الأوراق الرابحة التي تمنح الجيش أكثر من بطولة في هذا الموسم.
قميص العنابي شرف
- قال باسل زيدان إن ارتداء قميص العنابي الأول شرف كبير له، وقد سبق أن حصل ذلك في عدة مناسبات ماضية، آخرها كان قبل نهائيات آسيا في أستراليا، وأكد أنه جاهز لارتداء فانلة العنابي في أي وقت وهو تحت التصرف.
دعاء الوالدين سر نجاحي
قال باسل زيدان إن الدعوات المستمرة من والديه ونصائحهما له هي كلمة السر في حياته الكروية، فضلا عن زوجته التي لها نصيب كبير في هذا النجاح، متمنيا أن يواصل مسيرته بنجاح دون أية إصابات.
بطاقة هوية
باسل سميح زيدان
مواليد: 17/1/1981
الوضع العائلي: متزوج ولديه من الأبناء «سميح ولين وعمر»
مثله الأعلى محليا حارس العنابي أحمد خليل الملقب بـ«الموج»، وعربيا عامر شفيع، وعالميا جيجي بوفون.
هوايته بعيدا عن الكرة: البلياردو
لعب لأندية السد والخور والأهلي والعربي والجيش منذ عام 99، حيث كانت البداية مع السد حتى 2003 لينتقل للعربي ومن ثم كانت العودة للسد، وفي 2007 انتقل للخور وعاد مجددا للسد في 2008، وفي 2010 لعب للأهلي قبل أن ينتقل للجيش في 2012، وبعد ذلك عاد للأهلي حتى الموسم الماضي، ومنه إلى مسيمير.
رسالة عتب للخريطيات
وجه باسل زيدان رسالة عتب لفريق الخريطيات بعد الحادثة التي صادفته خلال المباراة التي فاز فيها مسيمير بهدفين لهدف، وكان الفوز الأول والوحيد حتى الآن، حيث تعرض باسل لإصابة مؤلمة في أذنه اليمنى من لاعب الخريطيات فيفيان، مما استوجب خروجه بسيارة الإسعاف، ووقتها شارك مهند درجال بدلا منه، واضطر لإجراء عملية جراحية في أذنه لا تزال آثارها حتى الآن، ولم يشف منها تماما، وعتب زيدان يكمن بعدم اتصال أي أحد من نادي الخريطيات للاطمئنان عليه أو حتى اللاعب ذاته، مؤكداً أن الأخلاق تأتي في المقام الأول في كرة القدم، بعيدا عن كل شيء، مبديا انزعاجه الشديد مما حدث.
فايس يقلقني
نقل باسل زيدان أن فلاديمير فايس من المهاجمين القلائل في دوري النجوم الذين يملكون حسا مختلفا في المنطقة المحرمة، ومن الصعب التكهن بحركة قدمه اليمنى أو اليسرى، والكرة تخرج من قدميه وكأنها «سم»، مؤكداً أنه الوحيد الذي يقلقه ولا يزال ينتظر مواجهته معه، فيما أشار إلى أنه لا يخشى أي مهاجم، بل يسعى دائما لأن يكون هو الذي يرعب أي مهاجم يقابله.
حكايتي مع الخشبات
كشف باسل زيدان عن حكايته مع حراسة المرمى، وأن قصة تحوله من مهاجم إلى حارس مرمى بدأت في عام 1997 عندما كان في مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية، وخلال خوضه لبطولة المدارس المصغرة تعرض حارس الفريق الذي كان باسل يشارك فيه كمهاجم للإصابة، فطلب المدرب منه المشاركة كحارس للمرمى، وبعدها لفت نظر عبدالله الدرويش لاعب السد السابق الذي طلب منه الالتحاق بالنادي، وقد حدث ذلك عندما كان عمره 18 عاما، فبدأ في تدريبات فريق شباب السد، وكان المدرب البرازيلي لحراس السد بوهاشا أول مدرب يشرف عليه، بالإضافة للكابتن القدير علي مفتاح.
ويعتبر زيدان أن سهيل جابر مدرب الحراس العراقي المدرب الذي له فضل كبير عليه.