ثمن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، الجهود المخلصة لدولة قطر والولايات المتحدة وتركيا، للتوصل لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأكد السيسي، في كلمته خلال قمة شرم الشيخ للسلام، على دعم تنفيذ خطة السلام، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.
وأشار إلى أن انعقاد «قمة شرم الشيخ للسلام» يمثل لحظة تاريخية فارقة بالتوصل لاتفاق شرم الشيخ «لإنهاء الحرب في غزة»، وميلاد بارقة الأمل، في أن يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويمنح شعوب المنطقة، التي أنهكتها الصراعات، غدا أفضل.
وقال الرئيس المصري: «اليوم نستقبل القيادة الشجاعة المحبة للسلام، والذي ساهمت جهوده في إنهاء الصراع، وتحقيق الأمن والتنمية في منطقتنا، بل وفي العالم أجمع»، معربا عن التقدير البالغ للرئيس الأمريكي، وقيادته الحكيمة لتلك المسيرة، في ظل ظرف بالغ الدقة، بما انعكس في طرح خطتكم، لإنهاء هذه الحرب المأساوية والتي خسرت معها الإنسانية الكثير.
وأضاف: «أود أن أشكر شركاءنا في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم المخلصة، وأعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان».
وأوضح: «من هذا المنطلق، وإذا كانت شعوب المنطقة، ومازالت، تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناء.. فهو أيضا له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة».
وتابع: «علينا أن نتوقف عند مشاهد الارتياح والسعادة، التي عمت سواء في شوارع غزة أو الشارع الإسرائيلي أو في العالم كله على حد سواء، عقب التوصل لاتفاق إنهاء الحرب بفضل مبادرتكم الحكيمة. فهي دليل آخر على أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام»، معربا عن تقديره للرئيس الأمريكي على اهتمامه باستعادة الحياة في غزة.
وقال: «ستعمل مصر مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع كافة الشركاء، خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدما في إعادة إعمار القطاع دون إبطاء، ونعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبني على خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل.. فالسلام لا يكتمل إلا حين تمتد اليد للبناء بعد الدمار».
وتابع: «إننا نستشرف مستقبلا مشرقا لمنطقتنا تبنى مدنه بالأمل بدلا من أن تدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض. فأمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خال من كل ما يهدد استقراره وتقدمه. شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة، وحقوق مصانة. شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف. شرق أوسط خال من جميع أسلحة الدمار الشامل. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليميا ودوليا».